آخر تحديث :الخميس 09 مايو 2024 - الساعة:00:15:01
جنرال دنماركي رئيسا جديدا للمراقبين الأمميين في اليمن
(الامناء نت / متابعات)

اختار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ضابطا سابقا دنماركيا هو الجنرال المتقاعد مايكل لوليسغارد ليحل محل رئيس بعثة المراقبين الأمميين في اليمن الجنرال الهولندي السابق باتريك كمارت، بعد شهر واحد على تعيينه.
وبحسب دبلوماسيين، كانت علاقات كمارت مع المتمردين الحوثيين ومبعوث الأمم المتحدة البريطاني مارتن غريفيث، متوترة.
وأفاد مصدران دبلوماسيان وكالة فرانس برس شرط عدم الكشف عن هويتهما، أن اسم مايكل لوليسغارد طُرح على أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ15 الذين لديهم 48 ساعة لقبول أو رفض هذا التعيين.

وفي مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، أكد غريفيث أنه سيتمّ استبدال كامرت الذي يدير فريق المراقبين المكلفين الإشراف على الهدنة في الحديدة (غرب).
وقال "خطة الجنرال كمارت كانت البقاء في اليمن فترة زمنية قصيرة"، لـ"وضع الأسس لتشكيل بعثة الحديدة"، مستبعداً وجود أسباب أخرى لرحيله.
لكن بحسب مصادر دبلوماسية، لم تكن العلاقات مع غريفيث جيدة. ويقول أحد المصادر إن الجنرال الهولندي السابق وجد نفسه في موقع الإشراف على هدنة (وقف إطلاق نار وانسحاب مقاتلين) لم يتمّ الخوض في تفاصيلها أثناء المفاوضات التي عُقدت في مطلع كانون الأول/ديسمبر في السويد. وأفاد المصدر نفسه أنه بناء على ذلك تصرّف بشكل خلق عداوات.
وأعلن غريفيث في المقابلة أنه تم إرجاء تطبيق اتفاق الهدنة في الحديدة واتفاق آخر بشأن تبادل أسرى بسبب صعوبات على الأرض.
وتوصل طرفا النزاع في محادثات في السويد الشهر الماضي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، وانسحاب الحوثيين من هذا الميناء، ومغادرة قوات الطرفين لمدينة الحديدة، مركز المحافظة في غرب البلد الفقير وحيث يقع الميناء.
وكان من المقرّر أن تُطبَّق بنود هذا الاتفاق، إلى جانب اتفاق لتبادل الاسرى، في الأسابيع الاولى من الشهر الحالي، وهو ما لم يحدث حتى الآن، وسط تبادل اتهامات بخرق الاتفاقات.
وأوضح غريفيث أن هذه التغييرات تعود إلى واقع أن "الجداول الزمنية كانت طموحة بدرجة كبيرة" في حين أن الوضع كان "بالغ التعقيد على الأرض".
ووصل غريفيث الثلاثاء إلى الحديدة، في أول زيارة له إلى المدينة منذ اتفاقات السويد، بحسب ما أعلن مصدر في الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس. وقال المصدر إن غريفيث يجري "زيارة لعدة ساعات من أجل متابعة الاستعدادات لمهمة الحديدة الجديدة وفق قرار مجلس الأمن 2452، وتطبيق اتفاق الحديدة".
ميدانياً، قُتل سبعة مدنيين يمنيين بينهم مصور يعمل لقناة إماراتية هو زياد الشرعبي، وأصيب أكثر من 20 بجروح، بانفجار في سوق في مدينة المخا الساحلية الخاضعة لسيطرة القوات الموالية للحكومة المعترف بها، حسبما أفادت الثلاثاء مصادر عسكرية وطبية.
وقال مسؤول في القوات الحكومية لفرانس برس إن الانفجار وقع مساء الإثنين ونجم عن عبوة ناسفة وضعت في دراجة نارية جرى تفجيرها عن بعد بينما كانت مركونة في وسط سوق شعبي في المخا المطلة على البحر الحمر.
- "جنرال إنساني" -
وبعد وقت قصير من وصول كمارت إلى اليمن، اعترض الحوثيون على تعيينه واتهمه بعضهم بأن لديه أجندة خاصة. ونفت الأمم المتحدة مؤكدة أن الأجندة الوحيدة هي تحسين حياة اليمنيين.
وتعرض موكبه في 17 كانون الثاني/يناير لإطلاق نار لم يوقع إصابات وذلك عند خروجه من اجتماع مع الحكومة اليمنية. وقالت الأمم المتحدة إنها لا تعرف مصدر إطلاق النار.
وكان كمارت المبعوث المخضرم في بعثات الأمم المتحدة (إريتريا، إثيوبيا، جمهورية الكونغو الديموقراطية، كمبوديا، البوسنة...)، يدير منذ 23 كانون الأول/ديسمبر بعثة المراقبين الدوليين التي تم تأكيد إرسالها بقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي مؤخراً وقوامها 75 مراقباً مدنياً.
ومهمة البعثة هي الإشراف على الهدنة في الحديدة وفي ميناءي الصليف ورأس عيسى لفترة أولية مدتها ستة أشهر. ويتعيّن عليهم أيضاً أن يتأكدوا من انسحاب مقاتلين من هذه الأماكن.
وقاد الجنرال مايكل لوليسغارد بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) بين عامي 2015 و2016. وبحسب الصحافة المتخصصة الدنماركية، كان معروفاً بأنه "الجنرال الإنساني"، قبل أن يصبح ممثل الدنمارك العسكري في حلف دول شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
ولد لوليسغارد في جزيرة فين (وسط) في العام 1960 وبدأ مسيرته المهنية في 1984 وكان خصوصاً مستشاراً عسكرياً لبلاده لدى الأمم المتحدة في نيويورك وخدم في بعثات للحفاظ على السلام في العراق والبوسنة والهرسك.
وادار لوليسغارد أيضاً مركز تدريب متعدد الجنسيات لعمليات دعم السلام في البوسنة والهرسك بين عامي 2007 و2009.
ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، حربا منذ 2014 بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الموالية للرئيس هادي، تصاعدت في آذار/مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للقوات الحكومية.
ومذاك، قتل في الحرب نحو 10 آلاف شخص، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، بينما تقول منظمات حقوقية مستقلة إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.
ودفعت الحرب 14 مليون يمني إلى حافة المجاعة في ما تصفه الأمم المتحدة بأنه "أسوأ كارثة إنسانية" في العالم.

 



شارك برأيك