
ابلغ الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو الجمعة الفائتة الامين العام للامم المتحدة انطونيو غويتريس بانه لن يتراجع عن قرار طرد رئيس بعثة الامم المتحدة وممثل الامين العام في الصومال السفير نيكولاس هايسوم . وحسب ما افاد دبلوماسيون فإنّ غوتيريس قد اجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس فرماجو هو الثاني خلال ثلاثة ايام من اجل حضّه على تغيير رأيه ؛ الاّ ان الرئيس الصومالي اصرّ على انّ هايسوم هو شخص غير مرحب فيه . على صعيد متصل دعت المملكة المتحدة مجلس الامن الي عقد مشاورات مغلقة في وقت لاحق حول هذه القضية . الي ذلك قال المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق في مؤتمر صحفي الاربعاء قبل الفائت ان الامم المتحدة تبحث في قرار طرد ممثلها الخاص في الصومال نيكولاس هايسوم من مقديشو ؛ مضيفا انهم ينظرون في الامر ويحاولون الحصول على التفاصيل المختلفة والمؤكدة ؛ موضحا انهم سيتخذون المناسب بناءا على ذلك . من جهة اخرى ندد كل من فرنسا وصومالاند ومجلس الولايات الاقليمية الصومالية قرار الحكومة الفيدرالية بطرد مبعوث الامين العام للامم المتحدة الي الصومال نيكولاس هايسوم . وفي بيان لها اكدت الخارجية الفرنسية دعمها للسفير هايسوم الذي قالت عنه انه تميز بالتزام احلال السلام في الصومال . كما اشاد بيان صدر من خارجية صومالاند _ التي اعلنت الانفصال عن الصومال في عام 1991 من طرف واحد _ بالسفير هايسوم والجهود التي بذلها في احلال السلام بالصومال وحلّ الخلاف القائم بينها وبين الحكومة الصومالية ؛ واكد البيان ان قرار الحكومة الصومالية لا يعني صومالاند التي تقدّر التعاون والدعم المقدم لها من قبل الامم المتحدة . الي ذلك عارض مجلس تعاون الولايات الاقليمية الصومالية قرار الحكومة الفيدرالية بطرد مبعوث الامم المتحدة . داعيا في بيان له المجتمع الدولي الي عدم ايقاف الدعم الذي يقدمه للشعب الصومالي ؛ طالباً من لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي الشيوخ والشعب بالبرلمان الفيدرالي على حل هذه القضية . من جهة اخرى التقى هايسوم بمندوب الصومال لدي الامم المتحدة ابوبكر طاهر عثمان في مجلس الامن ؛ واثناء اللقاء اشار هايسوم الي ان القلاقل السياسية في الصومال قد تحيد بالبلاد عن مسار السلام والاستقرار ؛ مؤكدا انه حظي بترحيب كبير عند مجيئه الي الصومال في 3 اكتوبر لمباشرة عمله ؛ مشيدا بالخطوات التي اتخذها مكتب رئيس الوزراء في محاربة الفساد الاّ انه عبر عن مخاوفه من تأثيرات الخلاف بين الحكومة الفيدرالية والولايات الاقليمة على البلاد ؛ متجاهلاً قرار طرده واعتباره شخصاً غير مرحب فيه بالصومال . وكانت الحكومة الفيدرالية الصومالية قد اعتبرت المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الي مقديشو نيكولاس هايسوم شخصاً غير مرحب به في بيان اصدرته الاول من يناير الجاري ؛ مشيرة الي ان الحكومة ابلغت الامين العام للامم المتحدة قرارها ؛ متهمة السفير هايسوم بخرق قواعد العمل لمكتب الامم المتحدة والمساس باستقلالية البلاد . جاء ذلك بعد يوم من اعراب هايسوم عن قلقه ازاء تصرفات الاجهزة الامنية الصومالية التي تدعمها الامم المتحدة خلال اعمال العنف الاخيرة في بيدواة عاصمة ولاية جنوب غرب الصومال اسفرت عن مقتل واصابة العشرات واعتقال آخرين ابرزهم المرشح السابق لرئاسة الولاية ابو منصور روبو المنشق عن حركة شباب المجاهدين الموالي لتنظيم القاعدة في العام 2017 ؛ ووجه نيكولاس هايسوم رسالة الي وزير الامن بالحكومة الفيدرالية في ال 30 من ديسمبر الفائت طلب منه توضيح احداث بيداوة قبيل اجراء الانتخابات الرئاسية في الولاية بايام ؛ وهو الامر الذي وصفته الحكومة الصومالية بالتدخل السافر في الشؤون السيادية للبلاد وانتهاك البروتوكولات بشكل صارخ ؛ ما جعلها تتخذ قراراً بطرد هايسوم ووصفه برجل غير المرحب فيه ؛ يذكر انّ نيكولاس هايسوم وهو محام ودبلوماسي من جنوب افريقيا تم تعيينه مبعوثاً للامم المتحدة وممثلاً للامين العام بالصومال في سبتمبر 2018 ؛ وكان في السابق موفدا الي السودان وجنوب السودان وافغانستان
محمدحسن الدلالي