
من المعروف أن أبطال الوطن ومقاومته الباسلة هم من حملوا أرواحهم على أكفهم وتركوا أهلهم وكل ما بحولهم من أجل حماية شعبهم والتصدي لكل طمعٍ هالك متوجهاً لغزو الوطن، فهم نخبة وصفوة الشعوب والمجتمعات وهم من تزينت قلوبهم بالحب للأوطان ويتسمون بمعاني الوفاء والتضحيات والعطاءات التي لا تقدر بثمن، إنهم أبطال المقاومة الجنوبية الذين تركوا كل ما حولهم واتجهوا حاملين أرواحهم على أكفهم فداءً لهذا الوطن وحمايةً لشعبه ولأمنه وترابه وتراثه، وحضارته، ومقدساته ، وصد كل الأخطار والأطماع المليشوية الإيرانية التي تحوم من حولهم على نزع كرامة شعب الجنوب واغتصاب مقدساته ونزع هويته وسيادته الجنوبية الفاضلة.
مشهد مأساوي
فها نحن اليوم أمام مشهدٍ مأساوي لا يرثى له إلى ما آلت إليه أوضاع جرحى حرب 2015 في العاصمة عدن "من أبطال المقاومة الجنوبية" في كل يومٍ ونحن نقف أمام مأساة جريحٍ سقط في هذه الحرب التي غزت العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى، فهل يا ترى أن تلك المعاناة المأساوية المستمرة لجرحى أبطال المقاومة الجنوبية تعني الجهات الحكومية التي تتقاسم حالياً بكراسي الحكم في الدولة والذي أصبح وجود تلك السلطات الحاكمة اليوم تتكئ على كراسي الحكم بالدولة بفضل هؤلاء الجرحى الأبطال وتضحياتهم الجسيمة؟ أم أننا أصبحنا في زمن صار فيه قرار الإنسانية فينا (نفسي نفسي والموت لكل من بعدي ومن ساعدني للنهوض)؟!.
القائد أبوهمام اليافعي صاحب الإنسانية والوطنية الحقيقية لهذا الوطن والشعب يوجه كلمته كل الجهات المسؤولة وعلى رأسهم الحكومة اليمنية برئاسة فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وقيادات التحالف العربي وكذلك قيادات مجلس الانتقالي الجنوبي إلى أن يعيدوا نظرهم واهتمامهم الجاد والدائم بالجرحى، وعليهم أن ينظروا إلى وضع جرحى أبطال المقاومة الجنوبية خصوصاً بالعاصمة عدن الذين سقطوا بالحرب الماضية أثناء تصديهم لمليشيا الغزو والانقلاب، وكان تحرير مدينة عدن والجنوب عامة هو بفضل هؤلاء الأبطال الذين يجب علينا أن نقدم لهم كل الرعاية والاهتمام ونكرمهم اعظم تكريم لما قدموه في سبيل هذا الوطن، إلا أننا اليوم نتفاجأ بتجاهلهم التام وعدم النظر اليهم والاحتساب لهم كـجرحى ضحوا بأجسادهم من أجل كرامتنا والدفاع عن هويتنا الجنوبية.
مضيفاً بقوله : "إلى أن استمرار وضع الجريح / سامح الميسري ومعاناته الصحية إلى اليوم بهذه الحالة هي لعنة وبصمة عار على كل جهة مسؤولة تحمل ذرة من الإنسانية والضمير وأن الجرحى لا يمكن أن تكون نهايتهم كهذه الحالة وهم مسؤوليتنا جميعاً كأبناء وقادة وسياسيين ومثقفين ورواد لهذا الوطن وأن خذلانهم هو خذلان الوطن بالكامل ولن تقوم لنا قائمة ونحن لا نعتني في هؤلاء الأبطال ونحافظ عليهم".
كما ناشد القيادي أبوهمام اليافعي كلاً من : رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي ونائبه الشيخ هاني بن بريك والذي وصفة حد قوله: "رجل الفزعات والذي لم نعهد منه غير الفزعات عن الجرحى وأسر الشهداء إلى سرعة الاستجابة للجريح سامح الميسري وتكفلهم بكل ما يعانيه من صعوبات من أجل تقييم وضعه الصحي ومعالجة كل ما يؤلم جسده من الإصابات الواقعة فيه، كما ناشد كل الشخصيات الاجتماعية والمسؤولة إلى استجابتهم لنداء الجريح سامح الميسري والنزول إلى المستشفيات لتقييم أوضاع الجرحى والاستشعار بمعاناتهم المأساوية التي يقعون فيها.
كيف أصف تلك الوقفات المأساوية لجرحى المقاومة الجنوبية الأبطال؟
إن ما نتفاجأ به اليوم في وضعية جرحى الحرب هي بصمة عار للجهات المسؤولة التي تتقاسم على كراسي الحكم اليوم ويتنهزهون بأرقى فنادق الدول الخارجية على حساب تضحيات هؤلاء الجرحى الذين هم من جعلوا تلك السلطات تستعيد أماكنها في الدولة بعد أن انسدت عليهم كل الأماكن وأغلقت عليهم كل الاتجاهات ليتمكنوا حينها من الهروب إلى خارج الوطن ، ولكن بفضل هؤلاء الجرحى تم إفساح كل الأماكن لهم وتحرر الوطن من مليشيا الغزوا والانقلاب وإلى اليوم وهم يدافعون عنهم وعن عرضهم في أراضيهم وبلدانهم التي تركوها لمليشيا الغزو الرافضية ولكن النتيجة أصبحت مؤلمة وبخس ثمن تضحية هؤلاء الأبطال من قبل القائمين في هرم السلطة اليمنية حين أصبحوا يتقاسمون على السلطة في فنادق الخليج ويجازون هؤلاء الجرحى الأبطال بالخذلان وتجاهل تضحياتهم الفدائية، وكأننا في هذا الزمن نعيش على قاعدة أساسية تقول:
(أيا صاحب الضمير دافع عني وعن كرامتي.. فهنيئا لك تذوق الألم غداً عندما تعيق سلامتك وتأمن سلامتي.. فعلم أنني سأعود الى منتزهي لأتكئ على كرسي الحكم حيث ماكنت في مكانتي.. وأنت لك الله حيث ما أوجدك سيكون معك حتى ترتقي شهيداً أو تعيش معاقاً فأنت لست مني ولست من حفيدتي..).