
الأمناء/ خاص: شهدت مدينة تعز خلال اليومين الماضيين انفلاتا أمنيا مريعا لم تشهد المدينة مثله سابقا، حيث تعصف بمدينة تعز حالة من الفوضى والعنف والاغتيالات بسبب تدهور الوضع الأمني فيها.
وأكدت مصادر في السلطة المحلية بمحافظة تعز أن مسلحين أطلقوا وابلا من الرصاص على سيارة رئيس جامعة تعز د. محمد الشعيبي في الناحية الشمالية من تعز ونتج عنه إصابته ومقتل أحد مرافقيه.
وتواترت عمليات الاغتيال التي نشطت مؤخرا متزامنة مع تدهور الأوضاع الأمنية ، ونجا كلٌ من رئيس أركان محور تعز وقائد اللواء 107 دفاع جوي من محاولتي اغتيال يوم أمس الأربعاء بحسب مصادر محلية لـ"الأمناء".
مراقبون يرون أنه في الوقت الذي تشهد فيه جبهات القتال في الحديدة هدوءًا نسبيًا بين توقف المعارك واشتباكات متقطعة هنا وهناك ، إلا أن محافظة تعز تشهد حالة انهيار أمني غير مسبوق .
وعزا المراقبون أن الانفلات الأمني الذي ساعد على تنامي عمليات الاغتيالات يهدف إلى جعل تعز تعيش فراغًا أمنيا لتكون المدينة بيئة خصبة ومناسبة لمظاهر العنف والإرهاب والاغتيالات بين مختلف الفصائل المتناحرة التي أفرزها واقع الحرب هناك.
ورأى آخرون أن حالة الانفلات الأمني ، التي تحولت إلى تصفيات بين الخصوم ونشطت معها أعمال الاغتيالات والتنظيمات الإرهابية ، يراد منها التعتيم عن الانتصارات التي تحققت في الحديدة والتي سطرها أبطال ألوية العمالقة والقوات المشتركة وقدموا خلالها تضحيات ، وتهدف إلى جر المعركة إلى تعز وتحويل الأنظار من الحديدة إلى تعز من أجل استعادة الأنفس وترتيب الانقلابيين لأوراقهم من أجل البقاء أطول فترة ممكنة في الحديدة في ظل الضغوطات التي تحاول فرضها الأمم المتحدة على القوات التي تقاتل بإسناد التحالف العربي والتي كانت على وشك تحرير الحديدة خلال أيام قليلة.
نتساءل : من وراء تأجيج حالات الانفلات الأمني وتنامي أعمال الاغتيالات والعنف والفوضى في تعز؟ وما هو دور السلطات هناك؟ إذ أن صيحات الناس تتعالى لمطالبة الأجهزة الأمنية والعسكرية بالتصدي لتلك الفوضى ووقف الانفلات الأمني، ويتساءلون : ما دور التحالف العربي والعالم أجمع لرفع معاناة أبناء تعز الذي رغم تحريرها مازالوا يعانون الأمرين من صراع المليشيات المتناحرة والتي لا تخدم إلا الانقلابيين.