آخر تحديث :الاثنين 06 مايو 2024 - الساعة:13:05:39
مفاوضات السويد .. وكيف يواجه الجنوبيون السيناريوهات المختلفة بخصوص قضيتهم
(الأمناء نت / عبدالله بن شملان :)

رغم الآمال التي يعقدها ممثل الامم المتحدة  السيد مارتين جريفتش حول المفاوضات القادمة في السويد بخصوص الازمة اليمنية ،الا ان تلك الآمال لازالت محفوفة بالمخاطر وتوقعات الفشل المسبق لها وذلك للأسباب التالية :

اولا -   ان التعسف اللا واقعي لحقائق التاريخ والجغرافيا والهوية والحقوق التي اتبعتها السلطات اليمنية ،عبر تاريخها والتي لا تريد الاعتراف بها حتى اليوم، قد كان سببا لتفجير الازمه. والصراعات السياسية والعسكرية التي كانت سابقه لهذه الازمة ، وتواصلت وتيرتها حتى الحرب الراهنة التي تجاوز عامها الرابع بدون تباشير اي امل لإسكات المدافع وتضميد جراحات النسيج الاجتماعي الممزق ،والملطخ بالمعاناة والدماء.

ثانيا----_     ان الاصرار على النظر لواحدية الازمه دون النظر لتركيباتها وتعقيداتها السياسية والجفافية والحقوقية التي راكمتها السلطة العسكرية القبلية والكهنوتية في الشمال برئاسة صالح دون الاعتراف بها قد كانت سببا في وصول الازمه الى درجتها الحالية. ،ولا زالت ربيبته ما تسمى بالشرعية تمشي على ذلك المنهج التعسفي للواقع ومشاكله العنيفة الضاربة جذورها في عمق السياسة والتاريخ والجغرافيا والمجتمع منذ التاريخ السبئي حتى اليوم .

،

ثالثا _ ان نظام صنعا الذي كرس بنيته على اسس الولاء والتمثيل الحزبي والولاء للأشخاص على حساب مصالح الاقاليم والمحافظات والطوائف  والكيانات المجتمعية قد تسبب في مصادرة الحقوق والمصالح والهويات لصالح ثلة من المنتفعين في السلطة والحكم والثروه ،عوضا عن مصالح المجتمعات في صعده ومناطق اليمن الوسطى واليمن الجنوبي والتي لا زالت الى اليوم تدافع عن مواقع سلطتها وفسادها ومشروعيتها المزعومة،باعتبارها كانت ولازالت ارثا اصيلا متوارثا من حكم المخلوع صالح بشخوصها واحزابها والتي تآمرت على ثورة الشباب وخرفتها عن اهدافها المشروعة .

 

خامسا.  ان اجماع منظومة الشمال سلطة وأحزاب وقبائل وشعوب قد اجمعت على إخضاع الجنوب ونهب ثرواته بالقوة وقد كانت حرب ????م تعبيرا عن ذلك  ، بحيث اجتاحة دبابات الشمال باجماع سلطتها وقبائلها وجيشها واخزابها اراضي الجنوب بالقوه ونهبت اراضيه وطردة موظفيه ودمرت كل مؤسساته العسكرية والاقتصاديه والسياسيه وسيطرة على ثرواته ومقدراته، واحرمته من جوانب التنميه الاقتصاديه والخدميه والتمثيل الشعبي والقرار السياسي.

 

سادسا - ان اجماع سلطة الشمال واحزابها في عدم الاستماع لمظالم الحنوبيين قد ولد ثورة الحراك السلمي الجنوبي  عام????االمطالب بفك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبيه ،غير ان استكبار نظام صنعاء على عدم السماع لمطالب الجنوبيين وممارسة التعتيم الاعلامي والدبلوماسي على قضيتهم في الداخل والخارج قد اجج مشاعر الجنوبببن ومظالمهم.

سابعا - ان المبادرة الخليجيه لحل الازمة اليمنيه حينها لم تستوعب كل تلك التناقضات والمعطيات ،محاولة استعادة نفس انموذج نظام صالح بنفس الوجوه التقليدية العتيقه من حزبي المؤتمر والاصلاح ومشائخ القبائل الذي عرفوا بولائهم للسعوديه خلال حكم صالح، غير ان هذا  الواقع قد اوجد تعثر مخرجات هذه المبادرة في مؤتمر  الحوار الوطني،  خين برزت قضية الجنوب وقضية الحوثيين كقضيتين اساسيتين حاولت في آلية الحوار ،والذي عمل المشرفون عليه بالقفز عليهما  ومحاولة الانتقاص من مشروعيتهما ،غير ان تجاوزهما قد افضى الى فشل مخرجات الحوار والانقلاب عليها ،وسبقها خروج ممثلي الجنوب من الحوار بعد التامر على تفريخ ممثليهم من قبل رئاسة المؤتمر ذاتها  والتي عملتةعلى تشتيت التمثيل الواحد للجنوب  .ولذلك كانت مخرجات ذلك الحوار مقدمة لحرب الاستنزاف الراهنه .

بحيث استطاع استطاع الحوثيون اجتباح كامل اليمن، واستطاع الجنوبيون بمساعدة التحالف من تحرير ارضهم ومناطق عدة في الشمال بينما الشرعيه المهتراه لم تجد حبزا من الارض لتبيت قدميها غير الارتكان على دعم الاعتراف الدولي  ومحاولة سرقة انتصارات الجنوب ومقاومته البطله، وتحاول اعادة انتاج ذاتها من خلال المفاوضات القادمه.بدعم  من التحالف والمجتمع الدولي والذي لا يمكن لها الصمود والثبات امام معطيات الواقع على الارض.

 

ثامنا - ان اصرار الشرعيه على دخوالمفاوضات في السويد القادمه اعتمادا على ما يسمى بالمرجعيات الثلاث . فإن بداية انفلاش وفشل المفاوضات ستبداء من حيث الاصرار على تلك المرجعيات التي لا يمكن ان يقبلها الحوثيون ولا يقبلها الجنوبيون.لكون واقع الحرب على الارض لا يسمح للشرعيه ولا لدول التحالف ولا دول الشرعيه الدوليه من فرضها بالقوة لعدة اسباب منها :

أولا - ان الدول التي صاغت المبادرة  الخليجيه حينها لم تكن كلها اليوم مجمعه على صوابها  وجعلها مسلكا لحل الازمه الراهنه

 

ثانيا  - ان الواقع العسكري والسياسي قد فرض على الارض واقعا لصالح الحوثيون والجنوبيون لا يمكن تجاوزه بسهوله،

ثالثا - ان التمسك بقوالب المبادرة قد ادى الى فشل مبعوثين دوليين سابقين ومنهم المبعوث الدولي جمال بن عمر الذي كان عارفا بطيعة الازمة والنفسية اليمنيه وتعقداتها .

رابعا - ان الخروج بحلول قسرية تنتقص من واقع الحوثيون والجنوبيون لن تتمكن ما يسمى الشرعيه من بسط سلطتها وواقعها على الارض مما يبشر بحروب قادمه وطويله ومتشعبه في اليمن عموما.

 

السيناريوهات المحتمله حول قضيه الجنوب وكيفية مواجهتها :

 

من خلال مسيرة المشاورات الماضيه مع المبعوث الدولي ، رغم محاولته الخروج من نفق الالتزام بالمرجعيات الثلاث كاساس مرجعي للتفاوض ،الا ان ضغط الشرعيه والحوثيون على عدم دخول الجنوبيون المفاوضات كطرف ثالث وموحد لتمثيل قضية الجنوب يظهر مدى إجماع اطراف الشمال المتناقضه مع مغتصبي الاراده الجنوبيه من الجنوبيين في نظام صنعاء على بقاء الجنوب بقرة حلوب لسلطة الشمال واتباعها من الجنوبيون الذي يصنعون اليوم اجندة مفرخة لتمثيل صوري لقضية الجنوب يستسهل من خلالها قتل مطالب الجنوبين بفك ارتباطهم وتقربر مصيرهم السياسي بارادتهم الحره وفقا والمواثيق الدوليه بهذا الخصوص.

فمن السيناريوهات المتوقعه على ضؤ عدم اشراك الجنوبيبن كطرف اساسي في المفاوضات هو ان تستنسخ اطراف حنوبيه من قبل الشرعيه وعناصر من الأحزاب اليمنيه لتمثيل قضية الجنوب وتشتيت اي تمثيل واحد باسم الجنوبيين كما جرى في مؤتمر الحوار الوطني اليمني السابق.

وفي حال وجد ذلك فان هناك سيناريو لعودة النظام الوحدوي على كامل اليمن بحكم توافق طرفي الخلاف على استعباد الجنوب بصلاحيات حكم محلي غير واسع الصلاحيات

.

السيناريو الثاني  هو الاصرار على اقلمة اليمن من عدد من الاقاليم تحت مسمى الحكم الرشيد الذي يدخل الجنوبيون كجزء منه حسب تصريحات المبعوث الأممي في افادته عن تمتع الجنوبيين بحكم بحكم رشيد.

 

السيناريو الثالث

هو تقسم اليمن الى اقليمين شمال وجنوب بحكومة مركزيه مع ادارة محدوده لشؤن الجنوب لا تصمد ولا تطبق على الواقع الفعلي.كما لا يمكنها ان تشير الى حق تقرير المصير للجنوب بحكم استبعاد ممثل واحد للجنوبيين يدافع عن قضيتهم ويطرحها بكل وضوح.

 

امام مثل هذه السيناريوهات التي لا يمكنها ان تحقق مطالب الجنوبيبن وطموحاتهم. بتقرير مصيرهم واستعادة دولتهم فان الخيارات المتاحه امام الجنوبيين ستكون دون شك خيارات مره ومكلفة ولكنه لابد من اثبات قدر من الشجاعة للدفاع عن حقوقهم المشروعه وفقا لمترتبات الحرب وعدالة القضيه

منها

1 - الاسراع بكتابة بيان موجه الى امين عام الامم المتحده وممثلهافي اليمن والى دول التحالف حول مخاطر عدم اشراك الجنوبيين  ممثلا بالمجلس الانتقالي المفوضةمن الشعب كطرف  رئيس في المفاوظات وخطورة اتخاذ اي اجراء من هذا القبيل .

 

2 -  خروج مسيرات جنوبيه في كل المدن الجنوبيه تستكنر اقضاء الجنوبيين من المفاوضات  واستعداد الحنوبيين للدفاع عن حقوقهم

 

3 -مع بدء المفاوضات على الحنوبيين الاقدام للسيطرة الفعليه على الارض وادارتها وتثبيت الامن فيها وقطع الحدود مع الشمال الى الحدود الدولية السابقه بين الدولتين السابقتين.

 

تلك الخطوات لابد من اتخاذها اذا لم يرى المجلس الانتقالي وكل الحنوبيين ان هناك  وعدا موثقا لحل قضيتهم من قبل التحالف العربي والمحتمع الدولي.



شارك برأيك