
تعتبر النظافة شرط أساسي لاستمرار الحياة وبقاء الإنسان بمجتمع خالٍ من الأمراض ، إذ وصل الأمر بأن النظافة من الإيمان ، البعض ربما يفتكر أن النظافة ترتبط فقط بجسم الإنسان ، فيتحول إلى هدم للأوطان برمي مخلفات القمامة بأي مكان دون أي احترام لمشاعر عامة الناس ، وما نشاهده اليوم برمي القمامات في غير أماكنها المخصصة هو فعل غير أخلاقي ، أضف إلى ذلك تحويل قارعة ورصيف الطرقات إلى مقالب لرمي القمامة ، فهذه التصرفات الغير أخلاقية تعبر عن سلوك خاطئ ضرب القيم والأعراف فجأة عند بعض المواطنين ، لا نعلم هل هو نقص في الإيمان؟ أم هو عدم الاستشعار بالمسؤولية مع انعدام الروح الوطنية؟!.
اليوم القمامة منتشرة بكل الأماكن في ظل عدم وجود الإمكانيات المتكاملة عند جهة الاختصاص للقيام بواجبها على أكمل وجه ، وما زاد ذلك هو الدور السلبي للمواطن بالقيام برمي القمامة ومخلفات البناء بشكل عشوائي وعلى الطرقات ، وتحويلها إلى أكوام تعيق المنظر الجمالي لأي منطقة ، أضف إلى انتشار الروائح الكريهة ، والأمراض ، والحيوانات.
"الأمناء" تلقت وعلى مدى الأيام القليلة الماضية شكاوى عديدة من المواطنين في محافظة لحج تفيد بتكدس للقمامة ومخلفات الأسماك على الطرقات وبالقرب من الأحياء السكنية دون أي وازع أو تحرك للجهات ذات الاختصاص ، مما زاد من انبعاث الروائح المزعجة وتضايق عامة الناس التي تسكن بالقرب من تلك الأماكن أو الذين يمرون منها أثناء تنقلهم اليومي ، على طريق الوهط وعلى الطريق العام ما بين صبر ومنطقة جلاجل ، وطريق الفيوش ، حيث يقوم يومياً بائعو الأسماك والدجاج برمي المخلفات بجانب الطريق.
دور سلبي قاتل
يرى المواطن / عصام أحمد علي الصياد ، من منطقة الفيوش ، بأن "دور المواطن وعلى وجه الخصوص بعد حرب 2015 ، تحول إلى سلبي وعامل هدم عند الكثير من عامة الناس ، لا نعلم أسباب ذلك ، هل لعدم وجود هيبة الدولة ، أم لانعدام الوازع الديني؟! ، فيقوم بعض المواطنين ، وعن قصد ، برمي القمامة على الطرقات ، فتحول الوضع إلى مزرٍ جدا بعد القيام برمي مخلفات الأسماك والدجاج ، مما نتج عن ذلك انبعاث روائح مزعجة جداً ، مع خطورة انتشار الأمراض ، فالإنسان خلق في أحسن تقويم ، ولابد أن يحافظ على النظافة بمفهوم واسع ، ولا يتحول إلى عنصر سلبي ومعول هدم ، فالله تعالى بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم مكملاً للأخلاق ، وما يحدث اليوم هو ناتج عن انحطاط في الأخلاق وتصرفات سلوكية خاطئة و سلبية ، ويتوجب على الدولة وضع حد لهذه التصرفات ومنع انتشارها ومعاقبة من يقوم بها وإعطاء الطرقات حقها أسوة بدول العالم المتحضر".
انعدام الدور الرقابي
المواطن / علي بن معمر قال لصحيفة "الأمناء" : "يتوجب على شيوخ وعقال المناطق الوقوف بجدية تجاه هذه الظواهر السلبية ، من خلال القيام بضبط من يقوم برمي هذه القمامة وسرعة تقديم بلاغات بهؤلاء الأشخاص إلى الأمن ، لكي يتمكن الأمن من ضبطهم ومعاقبتهم ومنعهم من القيام بهذه الأفعال ، أيضاً نتساءل: أين الدور الرقابي عند جهات الاختصاص تجاه هذه الظواهر؟ ولكن للأسف نشاهد جنودًا وضباطًا وأطقم الأمن تمر يومياً من أمام هذه القمامات وكأن الأمر لا يعنيهم مطلقاً ، وكأن دور الأمن تحول فقط للقيام بالواجب عند استلام أي بلاغ ، وإذا لم يوجد البلاغ لا يقوم بمهام عمله!".
لا يوجد مكان!
"الأمناء" استمعت إلى وجهة نظر بائع أسماك ، والذي قال :" نحن لا نتحصل على مكان خاص لنرمي فيه مخلفات الأسماك ، فدور جهات الاختصاص ضعيف ، فلا تقوم بمهام عملها ولا تحدد لنا مكانًا لرمي القمامة ، ونتصرف برمي القمامة بحسب الإمكانيات ، فإذا كانت الدولة لديها موارد مالية شهرية بالملايين وغير قادرة على القيام بمهام عملها ، فكيف الحال عندنا نحن الفقراء? هل يتوجب عليّ القيام بالذهاب يومياً لحد مقلب بئر النعامة بعدن من أجل رمي مخلفات الأسماك؟! أين دور صندوق النظافة؟ نريده أن يحدد مكانًا لرمي القمامة ويقوم بإزالتها أولاً بأول ، فمن هنا أعتقد لن توجد أي مشكلة ، ونحن بدورنا سنكون عاملًا مساعدًا مع عامل النظافة" .
إمكانيات غير متوفرة
موظف بصندوق النظافة أفاد لـ"الأمناء" بأن صندوق النظافة بلحج يعاني مشاكل عديدة ، من أبرزها عدم توفر موارد مالية حتى يتمكن الصندوق من توفير مقومات العمل اليومي ، بالرغم من دعم الصندوق مؤخراً بمعدات بسيطة من قبل الهيئة الطبية الدولية لمساعدته في تنفيذ مهام عمله ، لكن الوضع الحاصل اليوم أكبر بكثير عن إمكانيات وقدرة الصندوق ، مما يتطلب مضاعفة الدعم ، وأيضا التزام الشركات والمصانع بدفع ما هو عليهم من مبالغ إلى الصندوق ، حتى يتمكن الصندوق من القيام بمهام عمله بشكل متكامل والتخلص من انتشار القمامة بشكل تام ، وبالرغم من ذلك فقيادة الصندوق تبذل مع العمال جهودًا كبيرة من أجل التخلص من القمامة عبر تنظيم العمل اليومي والحملات والسعي لإيجاد مقالب قمامة في مديرية تبن .
الأمن يوضح
نائب مدير أمن مديرية تبن العقيد / حسان هيثم حسين سالم أوضح لـ"الأمناء" بالقول : "بالنسبة لنا في الأمن نقوم بواجبنا تجاه من يقومون برمي المخلفات ، ونفذنا عدة حملات منها بمدخل الوهط ، وقمنا بحجز المخالفين من بائعي الأسماك والخضروات مع الإفراج عنها بالالتزام والتعهد بعدم القيام برمي المخلفات على الطرقات ، ونحن في أمن تبن نقوم دائماً بالنزول إلى الأسواق ونوضح للبائعين والمواطنين ضرورة عدم رمي المخلفات في أماكن غير مخصص لها ، ومن أجل منع أو الحد من هذه الظاهرة نرى على السلطة المحلية إقامة أسواق منظمة مع توفير قوالب للقمامة وإزالة القمامة أولاً بأول من قبل عمال النظافة.
مقلب قمامة
يقوم صندوق النظافة بلحج بجهود كبيرة بإزالة القمامة بالرغم من عدم توفر مقومات العمل بشكل متكامل ، وعدم تعاون المواطن مع عمال النظافة ، ومع ذلك بجهود ذاتية يقوم بها العمال ليل نهار بعملهم اليومي سعياً في نظافة المحافظة ، كما يبذل المدير العام جهودًا جبارة من أجل تحديد مقلب قمامة في إطار مديرية تبن ، يكون مكانًا خاصا لتجميع مخلفات القمامة فيه بمديريتي تبن و الحوطة ، وحال توفر مقلب القمامة ، يمكن منع ظاهرة رمي القمامة ومخلفات الأسماك وغيرها على الطرقات ، فهل سيتمكن الصندوق من القضاء على هذه الظاهرة بشكل حضاري وتحديد مقلب قمامة بلحج أسوةً بعدن؟ .