البذرة تحمل في جوفها شكل الشجرة وطعم الفاكهة! تلك المقولة تخاطرت في ذهني وأنا اتصفح مشروع تخرج طالبة قسم الصحافة والإعلام في كليتنا الحانية صباح اليوم، أميرة تمام؛مجلة حملت عنوان دال ( هنّ) اختصارا للنصف الإنساني جدا حواء وحفيداتها. وجدتها مع والدها الصديق العزيز تمام باشراحيل صاحب مؤسسة الأيام للطباعة والنشر في ساحة الكلية. قال لي تمام هذه هي أميرة! حييتها وسألتها عن مشروع مجلتها التي سبق وأن أخبرتني منذ ستة أشهر بانها بصدد إعدادها وطلبت مني الكتابة فيها، تواصلنا عبر الواتساب وارسلت لها دراسة مطولة عن المرأة والفلسفة، لم ارأها بعد ذلك ولم أتذكر بانني شاهدتها قبل اليوم وجها لوجه، سألتا عن المجلة ولم تجبني ببنت شفة! ولكنها بحركة سريعة ومباغتة، امسشقت المجلة من حقيبتها وقالت: بنبرة واثقة هاهي هي مجلتي! وفيها مقالك كمان!  اندهشت مما رأيت، مجلة عالية الجودة بالتصميم والأخراج والمحتويات ،لم تشهد عدن في كل تاريخها مثيل لها. كانت أميرة مع والدها العزيز تمام بانتظار موعد جلسة المناقشة في مختبر الصحافة والإعلام بالكلية، ترأس الجلسة مشرفها العلمي الزميل الدكتور محمد علي ناصر، رئيس قسم الصحافة والإعلام في كلية الإداب وناقشها الخبير الإعلامي المخضرم الاستاذ عبدالله الحو الرئيس السابق للقسم، الطالبة الذكية أميرة تمام عرضت مشروعها بالداتشو، في قاعة المختبر، بمساعدة اختها أفنان تمام باشراحيل، قدمت عرض لمحتويات المجلة منذ صفحة الغلاف حتى الغلاف الأخير، عرض مهني رائع مع الشرح باستخدام تطبيق البوربونت، في عرض لمحتويات المتنوعة بالشرائح المتقنة التصميم التي اشتملت على كل ما يتصل بعوالم النساء الزاخرة بالاشياء الجميلة والالوان المتناغمة، الاغذية والرياضة والرجيم والتجميل والأزياء والموضة والفكر والثقافة والأداب والفلسفة والاستطلاع والألغاز الفكرية. سألت الدكتور عبدالله الحو المناقش الأول عن رأيه في المشروع فقال لي: هذه حدث نوعي في تاريخ القسم والكلية إذ لم يحدث أن تمت مناقشة لمشروع تخرج مثل مشروع أميرة تمام. وحينما سنحت لي الفرصة للحديث عن هذا الإنجاز الرائع، نقلت تهاني وتبريكات عمادة الكلية للطالبة وللمشرف وللعائلة وللقسم والصحافة العربية كلها، وقلت أشياء كثيرة لا يتسع المجال هنا لكتابتها، فقط احتفيت بميلاد مجلة عدنية تنافس مثيلاتها العربيات، ولدت اليوم (هنّ) في ?? صفحة، وسوف تكون لي وقفة تالية مع أميرة ومجلتها الجميلة التي تعد بلا شك زهرة يانعة في شجرة الأيام الوارفة الظلال وثمرة من ثمارها الواعدة. والبذرة تحمل في جوفها شكل الشجرة وطعم الفاكهة!  

استدراك: أخبرتني أميرة في مكتبي بإنها قابلتني قبل سنوات لغرض التوقيع على بيان تضامني مع الأيام اثناء الحصار والهجوم الغاشم على دار الأيام!  
حينها وقعت وكتبت مقالات في صراع الأيام من أجل الحرية! وهذه هي ثمار الصمود والمقاومة.
واليكم صور من وقائع المناقشة