آخر تحديث :الجمعة 27 ديسمبر 2024 - الساعة:23:50:08
هل أتاك حديثي!؟ (قصة قصيرة)
(الأمناء نت / كتب / د. أحمد يحيى السقلدي)

كان يقف هناك حيث لا أمل ...

ملقياً حقائبه قد انهكه السفر، كانت الشمس ساطعة في كبد السماء، تظرج وجهه بالعرق، كان المكان خالياً، فلا شجر يستظل بظلها، ولا أثر لماء يرتشف منه حتى يبلل ريقه..
 فجأة وكأن شيءٌ تغير، لعلها غيمة غطة سمائه، أحس بنسمات باردة، وكأن الدم عاد ليجري في عروقه، وشعر بانسياب ماء بين يداه
? حرك لسانه وقال: أهي أنتِ ذلك المجهول الذي كان يسأل عني؟
? وبكل ثقة اجابت: نعم، لقد خشيت عليك الحرب، فأردت أن أطمئن عنك.
وبين لحظة وأخرى...
? قالت: أتحِبُي؟؟
حينها اغلق عيناه وأخذ نفساً عميقاً
?فقال لها: لا...
لبرهة خيم الصمت، وكِلهما اطبق فاه، ففتح عيناه ثم نظر إلى عيناها فوجدها تسأله: أتحِبُني!!
? خرج عن صمته وصرخ: لااااا بل أعشقك أهواك وأموت فيك... ثم اردف وبدون شعور: أيتها الحسناء أنتِ قبلة حبي، ومحراب عشقي..
تغير المكان، واصبح غيمٌ ومطر بحر وشجر، وإذا بالرحيق يفوح، وعبق العطر ينتشر... وهي تجفف وجهه باناملها، وتعيد النبض إلى قلبه بدفئ أحضانها.. بقيا على ذلك الحال تارة يتبادلا الحديث وأخرى يغترفا الهوى قبلاً عذابا...
? فقالت: أحمدي أنت أجمل من رأت عيني..
? رد عليها: وأنتِ  نعيم حياتي.
? ثم سألته: وما مقدار حبي ؟؟
?  اجاب: لا يحصى ولا يعد...

وبقدر جمال اللحظات كان ينقضي الوقت، فإذا بالغروب يحل، ملوحاً بظلامه.. شبكت أصابعها بأصابعه، ولكن كان الوقت يجر كل منهما عكس الآخر، وقبل أن يفترقا
? قالت: سياتيك كفي إلى أن يحين رحيلي.. تبسم أملاً، وسالت عيناه.
? ثم همس: وهل سيغيب حديثي؟
ومن بعيد وقبل أن يغيب وجهها
? أجابت: نعم سيغيب، فأنت ذلك الذنب العظيم الذي أرتكبته؛ ولكن قد تكون لنا حياة بعد الحياة...?
________




شارك برأيك