آخر تحديث :الجمعة 12 يوليو 2024 - الساعة:22:56:18
عميد كلية التربية بالضالع لـ"الأمناء" طلابنا يفترشون الأرض وهذه رسالتنا لرئاسة جامعة عدن "حوار"
(الأمناء نت / حوار وتصوير /نصر الزُبيدي- حسين الأنعمي:)

تأسست كلية التربية - فرع الضالع في 1998م، وكان العام الأول فيها بنظام الدبلوم ، وبدأت الكلية بأربعة تخصصات مزدوجة (عربي إسلامية - فيزياء رياضيات - أحياء كيمياء - عربي إنجليزي). واستمرت بنظام الدبلوم لمدة أربع سنوات، ثم انتقلت لنظام البكالوريوس في 2004 - 2003م. وفي العام 2008م استحدث القسم مجال الإسلامية كتخصص منفرد بعد أن كان مندمجاً مع اللغة العربية، وتم فصل الأقسام كل قسم على حده، لتصبح ( 8 ) أقسام وهي السائدة حتى اليوم، كما تم في العام نفسه استحداث قسم تخصص دبلوم الحاسوب، قبل أن يصدر قرار هذا العام باعتماد نظام البكالوريوس معلم حاسوب.

وقد استطاعت هذه الكلية أن ترسي نظاما جامعيا أسوة بنظام جامعة عدن متجاوزة أنظمة الكليات المتفرعة، ولو سألت اليوم عن كلية التربية - فرع الضالع - ستجد أن رئاسة جامعة عدن تشيد بنظام الكلية وتتمنى أن تسير باقي الكليات على هذا النهج. ناهيك عن رفدها المجتمع بالكثير من الكوادر في مختلف التخصصات، ونحن في هذا العام نقف في الذكرى العشرين لتأسيس الكلية، وفي المقابل نحن أمام (18) دفعة تخرجت من هذا الصرح منذ تأسست حتى اليوم، بالإضافة إلى إرساء النظام الجامعي في الكلية، حيث بدأت الكلية بدكتور واحد والآن أصبحوا أكثر من (40) دكتورا، وقد استطاعت الكلية أن تبني وتؤسس لصرح أكاديمي تقوده كوادر بشرية أكاديمية من أبناء الكلية نفسها، وطلابها اليوم - في مساق الماجستير والدكتوراة - من أبرز النماذج المتألقة في أروقة جامعة عدن.

وفي أسبوع الطالب الجامعي - هذا العام - وبعد جمود استمر لأعوام، شاركت هذه المرة لتحصد الأربعة المراكز الأولى من أصل (12) مركزاً، وهذا ليس بغريب عن أبناء الضالع بشهادة الجميع، حتى تم مساواتها مع كلية الهندسة بجامعة عدن في أسبوع الطالب الجامعي.

"الأمناء" أجرت حواراً خاصاً مع  أ. د/ خالد عبدوه عميد كلية التربية الضالع للحديث عن أوضاع الكلية والصعوبات التي تواجهها الكلية إدارة وأعضاء الهيئة التدريسية وطلبة وكانت خلاصة اللقاء :

?حدثنا عن الأوضاع التي تمر بها الكلية بشكل عام؟

الأوضاع أوضاع حرب، وأنتم تعلمون كيف هي الأوضاع التي تمر بها البلاد وكل جامعاتها.

الكلية تعاني الكثير من الأوضاع، لكنها تمشي بجهود وكفاح أبنائها ولو أننا كنا نعاني من هذه الأوضاع في مرحلة تأسيس الكلية لما استطعنا أن نمشي خطوة واحدة، لكن كليتنا قد بنت لها رجالاً تستند عليهم من كوادر مؤهلة، يعلمون تماما أن الكلية إن لم يقوموا بها هم فمن يقُم بها؟! .

أوضاع الكلية بعد الحرب لا توصف، فقد فقدت جراءها مبنىً متكاملاً مكوناً من (12) قاعة تحوي على 2000 مقعد بضربة أربعة صواريخ، وعن أي أوضاع عشناها فإننا نتحدث عن فصل دراسي كامل قطعناه وثلث طلابنا يفترشون الأرض، قبل أن نبادر بترميم بعض المقاعد الدراسية ونعيدهم إليها ليشعروا أنهم طلاب جامعيون أسوة بطلاب الجامعات الأخرى.

?هل تقصد أن الحرب الأخيرة أثرت على الكلية بشكل كبير؟

نعم .. الحرب الأخيرة أثرت على الكلية بشكل كبير، كيف لا، والكلية تتجزأ إلى قسمين بعد فقدانها لمبنى متكامل يضم (12) قاعة دراسية، وقد لاحظتم بأنفسكم القاعات الدراسية التي يدرس فيها الطلاب، ولا يخفى عليكم أن طلاب قسمي الإسلامية والرياضيات يدرسون في المعاهد "الفني والمهني"، ولا يوجد لدينا مبان أخرى، حتى مكتب لإدارة هذا القسم - فرع جلاس - حكولة - لا يوجد لدينا. لذا فعندما نتكلم عن الحرب فإننا نتكلم عن تأثير شامل طال الكلية وأعاق من حركتها.

? ما هي أبرز الصعوبات والتحديات والعوائق التي تواجهها الكلية؟

أبرز التحديات هي أننا نفتقد للجانب الأمني، حيث لا يوجد لدينا أي حراسات للكلية، مباني الكلية مدمرة، ولم يتم إعادة تأهيلها أو بناية مبان بديلة لها.

?هل لا تزال الكلية رافدا أساسيا للمجتمع بمختلف الكوادر التربوية؟

بكل تأكيد، خصوصا مع تطور الكلية، أصبحت رافدا أساسيا، وقد أخرجنا الغثاء وأبقينا السمين لدينا، ونحن نريد للمجتمع الكيف لا الكمّ، بغض النظر أن يكون لديك  (200) طالب في قسم واحد وأنت تعلم أن  (100) طالب منهم لا يعرفون كيف يكتبون، فإننا لا نريد هذه المائة أن تكون في كليتنا، بل ننصحهم بالعودة إلى الأماكن التي أتوا منها.

? ما مدى إقبال الطلاب على الكلية في ظل انخفاض نسبة الملتحقين بالسلك التربوي في معظم كليات جامعة عدن والتحاقهم بالتخصصات الأخرى خصوصا في السنوات الأخيرة؟

سؤال وجيه، ولو نظرنا لجميع الكليات التربوية لوجدناها تعاني من شحة الملتحقين، فبعض الكليات تقبل من (170 - 80) طالباً سنويا فقط في جميع التخصصات، أما نحن فلدينا إقبال ممتاز سنويا، لكون كلية التربية الضالع تقع في محافظة وليس في مديرية، وهذا ما يميزها عن غيرها من الكليات، وقد قبلت الكلية هذا العام أكثر من  (500) طالب في المستوى الأول، في حين بعض الكليات لم يتجاوز عدد مرتاديها المائة والخمسون طالباً، ومع ذلك فالجميع ينظر إلى كلية الضالع وبقية الكليات في يافع وردفان من منظور واحد ولم يروا الفرق الشاسع بين نسبة الملتحقين.

? بكم تقدرون نسبة الملتحقين بالكلية سنويا؟

في كل عام يصل عدد المقبولين في الكلية إلى (800) طالب، وفي هذا العام قبلنا (700) طالب، قبل أن يصدر قرار تحويل نظام الدبلوم في قسم الحاسوب إلى البكالوريوس وتم شطب (200) طالب كانوا مقيدين في كشف الملتحقين بالحاسوب، وقبلنا (500) طالب في التخصصات الأخرى، وتوقعوا بأن يكون عدد الملتحقين في الكلية العام القادم سيفوق الــ(600) طالب.

? بالإشارة إلى استحداثكم لقسم الحاسوب وتحويل نظامه من الدبلوم إلى البكالوريوس، هل وفرت لكم رئاسة الجامعة المختبرات والأجهزة اللازمة؟

حتى الآن لم توفر لنا أي شيء من هذا القبيل، بل كان لدينا قبل الحرب مجموعة من الأجهزة القديمة أصلحناها وأعدنا تأهيلها، أما بعد الحرب فلم نحصل على أي شيء.

? ما هي استراتيجية عمادة الكلية في الوقت الراهن إزاء أوضاع الكلية الحالية؟

استراتيجيتنا هي أن نعيد بناء الكلية، فإذا بنيت الصفراء وتم إعادتها للسابق، حينها ستكون الكلية بخير. أولا البناء، وأن تتوفر لنا الحراسة الأمنية اللازمة.

? ما تقييمكم للأوضاع التي تمر بها كافة كليات التربية بجامعة عدن؟

أظن بأن الأوضاع واحدة، بل ربما كليتنا هي الأوفر حظا، خصوصا أن نسبة الملتحقين فيها يزيد كل عام، عكس الكليات الأخرى التي يتهافتون طلابها خوفا من إغلاقها وهجرانها، في ظل اتجاه كمّ كبير من الشباب إلى السلك العسكري وهجروا السلك التربوي، وهذا وضع مخيف، وحلقة مفقودة في عموم تلك الكليات، وسمة بارزة تميز كليتنا، فالطلاب هم بضاعة كل كلية، ونحن بدونهم لا طائل لوجودنا، وبما أننا كذلك، فأتمنى من الجميع أن ينظروا إلينا كمحافظة وليس مديرية.

?هل لدى الكلية أنشطة وبرامج توعوية وتثقيفية تقيمها للطلاب؟

نعم، عملنا ولا زلنا على إقامة بعض اللقاءات والمبادرات بين الطلاب، وإحدى تلك المبادرات مبادرة تنظيف أقسام الكلية ولمسنا شيئاً من الإقبال والاهتمام، ونتطلع للمزيد قادما. بالإضافة إلى المبادرات التوعوية للطلاب والشباب حول أهمية العلم، وأن الوضع الطبيعي للشباب ليس بالضياع والبلطجة ولا الخروج عن الكليات، وأن (العلم بالعلم لا بالمال يبني الناس مجدهمُ ** لم يُبنى مجد على شُّحِ وإقلالِ".

? كلمة أخيرة توجهونها من منبر لرئاسة جامعة عدن؟

أولاً نشكر رئاسة جامعة عدن، فهم متماسكون معنا، ملبون لمطالبنا دوما، إلا أننا نريد أن نقول لهم أن الضالع محافظة فلينظروا إلينا بمقامها، وأن يعيدوا الاعتبار إلى أن الضالع ظلت مسرح حرب لعامين ونيف ولم نجد منهم شيئا إزاء الكلية أسوة بالكليات الأخرى، ونشكر من هذا المنبر رئيس الجامعة على تمييزه لكلية التربية الضالع وقدمها لمشروع الترميم عن بقية الكليات بنظرة خاصة منه بالرغم أن الترميم لم يأتِ حتى الآن.

هذا ونشكركم ونشكر صحيفة "الأمناء" على تفقدها لأوضاع كلية التربية - فرع الضالع بالنزول إليها ولأول مرة نجد اهتمامات كهذه، وبوركت جهودكم.



شارك برأيك