
المؤتمر الشعبي العام كان من صنيعت علي عبدالله صالح لبنه لبنه وهو من بناه وشيده وصرف عليه المليارات من قوت الشعب وعلى حساب الشعب .. ضم واشترى عشرات القادة والمشائخ والشخصيات من اليمنيين إلى صفوف المؤتمر وفي مقدمتهم من الجنوبيين عبدربه منصور هادي ... قتل علي عبدالله صالح على يد الحوثيين في 4/ديسمبر /2017م ولا يوجد من يحزن عليه من الجنوبيين فهو من تمزقت على يديه جثث ابناء الجنوب وشرد واذل من تبقى منهم خلال عقدين من الزمن .. لكن علي عبدالله صالح كم تغني وهلل وعتبر ذلك إنجاز باسم الوحدة المشؤومة .. لكن مقتل علي عبدالله صالح كان شؤم على الشمال أرض وإنسان ففي مقتله كان آخر أمل للنظام الجمهوري الذي هو حلم كل الشماليين من الوليد إلى الشيخ لان النظام الجمهوري انتها بعودة الحوثيين ليعود نظام الامامة .. لهذا على صنعاء فائقة الجمال أن تلبس ثوب الحدد الاسود .. ويفض بكارتها زوج المتعة ..
الحقيقة التي لابد من الاعتراف بها ان الحوثيين أصحاب تاريخ في السلطة وأصحاب عقيده ومقاتلين مخلصين لعقيدتهم وطموح بالحكم لاستعادة حكم ( الامامة) بل هم يعتبروا ان الحكم ملك لهم دون سواهم .. والديهم داعم خارجي يدعمهم بقوة وهي ايران لها اطماع باسيطرة على الجزيرة العربية وثرواتها النفطية وممراتها البحرية .. ونشر افكارهم الشيعية .. لهذا الداعم والمدعم لايستهان بهم .. ومن أجل ذلك لايستطيع أحد أن يخرج الحوثيين اليوم من أرض الشمال ومن صنعاء تحديدا خلال السنوات القادمة ...وربما القادم إن يتوسع الحوثيين بنفوذهم نحو السيطرة على مأرب وبقية الاراضي التي تسيطر عليها قوات الشرعية من ارض الشمال وهذا الأبد منه .... ولايستبعد أن يمتد طموحها نحو الجنوب ولكن يدركوا عن يقين الحوثيين أن الثمن باهض أن حاولوا التمدد نحو الجنوب ..
اما مايتعلق بعودة ابن الرائيس السابق احمد علي عبدالله صالح إلى ميدان المعركة أمر محال لان أحمد علي من ضمن الأشخاص الذي فرض عليه عقوبات بقرار من مجلس الأمن رقم 2216 والذي ظم أيضا عبدالملك الحوثي ... الجانب الآخر التنافر الشخصي والفكري بين احمد علي عبدالله صالح و نائب الرئيس علي محسن الأحمر فقيادة الحرب تتطلب أن تكون القيادة لأحدهم لكن علي محسن يريد الزعامة له فهو يرى أنه صاحب تاريخ وهو زعيم الإصلاح وتيار الإخوان المسلمين . وهو من ينظم تحت لوائه جزاء من تنظيم القاعدة، ..
اما احمد علي فهو من يطمح بإعادة تاريخ والدة وهذا يعني توريث الحكم وهنا أعيد نظام التوريث مرة أخرى لاسرة علي عبدالله صالح (عفاش) وأحفاده ويعيد ذلك باسم حزب المؤتمر الشعبي العام أو الحرس الجمهوري وهذا في نفس الوقت محال فالمؤتمر والحرس الجمهوري مات بمقتل عفاش .. فالشيخ لايمكن أن يعود إلى صباه ..
ومن جهة أخرى القوى التي تسيطر الآن على مأرب من الاخوان المسلمين بقيادة نائب الرئيس علي محسن الاحمر دعمها كقوة أيضا يشكل خطر فهي قوى متطرفة لها صلاتها بالمطرفين والإرهاب ودعمها الامحدود سوف يشكل هذا خطر آخر فيما لو سيطرة على صنعاء .. وفي نفس الوقت هي قوى استنزاف لدول الخليج وهي بالحقيقة غير مخلصة مع التحالف ومع الوطن ومع نفسها بل هي تفضل الثراء وبقائها كما هي علية في مأرب ... ومن اسوى صفاتها تاريخيا انها تتبنا منذ فترة طويلة النزاهة وهي غارقة في الفساد وفي نفس الوقت هي قوى طارده وغير مرغوبة من قبل الشعب في الشمال ليلتف حولها . ..
من هنا نستطيع القول ان التوازن القتالي والمعنوي بين الحوثيين والجنوبيين بالدفاع عن الأرض لكل واحد منهم خواص ومميزات منها :
1_ الحوثيين يمتلكون عقيدة دينية بفكر شيعي والجنوبيين سنه ..
2_ الحوثيين غايتهم بالدفاع عن أراضيهم والجنوبيين ايضا بعزيمة الدفاع عن أراضيهم من المحتل لهذا الجنوبيين أقوى ..
3_ الطرفين كل واحد يدافع من أجل استعادة دولته ..
4_ كل الطرفين يوجد لديهم داعم خارجي إحداهما من إيران والاخر من دول الخليج . ..
أمام هذا التوازن فالمستقبل يفرض نفسه وخاصة أن الحرب اقليمة وخلفها دول كبرى دولية ولهذا سوف تطول فترة الحرب ... ومن نتائجها إقامة دولة في الشمال ودولة في الجنوب .. ولا يستبعد فصل بعض الأجزاء من أرض الشمال لتكون مناطق ساحة حروب ممولة من التحالف في حال عدم وجود مساعي دولية لإيجاد حل سياسي .. مثل الجوف ومأرب وجزاء من تعز والحديدة ....
ان دول الخليج وعلى وجه التحديد المملكة العربية السعودية. لابد أن تدفع الثمن باهض فهم السبب في تخلف اليمن اقتصاديا واجتماعيا من بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر وبعد عام 1990م فهم كانوا يستمتعوا باذلال الشعب جنوبا وشمالا من خلال عدم ظم اليمن إلى دولة مجلس التعاون . بل جعلوا اليمنيين إجراء في دول الخليج وصل الامر الى رجال أعمال يمنيين اسهموا بنهضة دول الخليج ....
واسوآ من ذلك تدخل السعودية في شؤون اليمنيين وتشتيت وحدتهم وشراء التبعيات لها من مشايخ وغير ذلك ..
كل ذلك كان فرصة لإيران أن تحصد ذلك التاريخ السيئ لدول الخليج وعلى رأسها السعودية .. ..
اما في ميدان المعركة على الارض فالتحالف فشل فشلا ذريعأ خلال الثلاث السنوات الماضية من عمر الحرب في اليمن بالسيطرة على الارض وتحديدا على أرض الشمال رغم التفوق العسكري الجوي لتحالف . أما النصر على أرض الجنوب فالجنوبيين هم من صانعي تحرير أرضهم بأيديهم . وإن كان التحالف قد ساندهم بذلك .. لكن هذا بالمقارنة مع دعم التحالف الاخون في الشمال .
أهم نقطتين تضعف مسيرة الجنوبيين هي عدم إخلاص دول التحالف نحو هدف استقلال الجنوب لكن بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء بعد مقتل علي عبدالله صالح أصبح إجبارا على دول الخليج دعم استقلال الجنوب شائوا أم أبوا لكن سوف تلجأ دول الخليج إلى تجويع الجنوبيين وشراء ذمم النخبة الجنوبية من بعض القادة الجنوبيين ومجلس الانتقالي وفي المقاومة والجيش والأمن ليضل الجنوب تابع بصمت مخزي لدول الخليج ..
النقطة الثانية . هو أن دول الخليج سوف تعتمد على اذلال وتجويع وحرب خدمات وتقديم معونات ومساعدات غذائية والتدخل بشكل مباشر وغير مباشر بشؤون الجنوبيين وايضا عدم انشاء مؤسسات دولة بالجنوب ليعيش الجنون خارج نظام الدولة . الى إن تصل دول الخليج إلى قناعة تامة في فشلها مع الحوثيين أو الوصول إلى اتفاق سياسي في اليمن شمالا وجنوبا .
الأمر الأخر يخص الجنوبيين وهو ضرورة توحدهم أرض ونسان والتنازل لبعضهم البعض ونبذ المناطقية والولاءات الشخصية وحب الذات . ومحاربة الفساد الذي بداء يتغلغل في أوساط الجنوبيين..
...
* كاتب وباحث في القضية الجنوبية . .
..يتبع ...
...