آخر تحديث :الخميس 10 اكتوبر 2024 - الساعة:10:55:31
هند الإرياني:" في كل مشكلة في اليمن..فتش عن القات"
()

يسألني أحدهم "أنتي منين" أجاوب "اليمن"، وأنتظر سؤاله الثاني الذي غالباً ما يكون "بتاكلي قات". والمحزن أن هذا ما يتعرض له كل يمني وبعدها يتحول الحوار غالبا لسخرية من اليمنيين بدل ما يكون سؤال عن جمال المباني المعمارية في صنعاء أو حضرموت، أو عن البن اليمني أو عن جبال إب الخضراء.

لا يعرفوا عن اليمن شيء غير الوجوه المنتفخه اللي نشاهدها في التلفاز في كل مره يكون في حديث عن أزمة المياه والاقتصاد في اليمن.

في ناس تسألني ليش مهتمه بمشكلة القات؟ مش شايفه مشاكل اليمن الكبيره؟ مش شايفه تدهور التعليم؟ مش شايفه تدهور الإقتصاد؟ جوابي هنا أن في كل مشكلة في اليمن..فتش عن القات.

الكثير من غير اليمنيين يعتقدوا أن مشكلة القات الوحيده هو أنه مصنف كمخدر في كل العالم بينما في اليمن بيتعاطوه الكبار والصغار ..

لكن مشكلة القات تجاوزت موضوع إنه مخدر أو إنه مضر صحياً أو حتى مضر لجيب الفرد الذي يصرف على القات يومياً متوسط 4 دولار بينما متوسط دخل الفرد في اليمن 2 دولا ر..

منين بيجيبوا ال 2 الباقيين، عاده الذي ما يقدر يجيب حق قات يستلف..يرتشي ..يعمل المستحيل أهم شي يجيب قات. ممكن يضل بالبعض إنه يحرم أبناءه التعليم أو حتى أكل الفواكه والخضار من أجل القات.

وأضيف على هذا إن مشكلة القات تجاوزت الفرد وأصبحت مشكلة وطن..كلنا يعرف وقرأ أن اليمن هي من أوائل الدول المعرضه للجفاف..أنتو عارفين كم يهدر القات من المياه؟ بين 65% الى 70% من المياه الجوفيه. مؤخراً أصبحنا نسمع كثير عن مشاكل تصل للقتل بسبب شحة المياه.

تذكروا البن اليمني؟ أيوه الذي كنا نسمع زمان إن اليمن مشهوره فيه..أهل اليمن للأسف قلعوا البن واستبدلوه بالقات..البن اليمني المعروف بجودته والذي وهبنا الله نعمة إمكانية زراعته في بيئتنا ، والذي يعتبر من المحاصيل التي تجلب أرباح كبيره، ويقال أن أرباح البن تعد الثانيه عالميا بعد البترول..

احنا قررنا نقلع البن واستبدلناه بشجرة محرمه دولياً ولا يمكن تصديرها للخارج وبالتالي ضررها أكثر من نفعها (اذا كان لها أي نفع أصلا)، فمثل ما تلاحظوا اليمن يعاني من الفقر ودائما ما نطالب بمعونات غذائيه.

قمنا بحملات كثيره ضد القات...يوم بلا قات...أعراس بلا قات، وقفات أمام البرلمان..ويضل السؤال أيش البديل؟ البديل موجود..مثل ما استبدلتوا القات بالبن، على الحكومة تشجيع زراعة محاصيل مفيده.

وهذا فعلاً ما طلبناه منها في الوقفات التي قمنها بها ومؤخرا وتم اقتراح إستراتيجية قدمت لمؤتمر الحوار تحل المشكلة بالتدريج والتعويض ومنتظرين أن يصوت عليها أعضاء الحوار وتصبح قانون..

إلى أن يتحقق الحلم ونرى هذه القوانين..سنضل كل يوم نحاول نوعي ولو حتى شخص واحد فقط يستجيب يومياً..الأكيد أن الحلم بيتحقق في يوم ما ونرى اليمن مزروعه بالبن والعنب وترجع اليمن السعيد الذي نحلم كلنا إن إحنا نشوفه.



شارك برأيك