
اليوم وأنا قاعد لمفردي أتأمل الموجودات وتضاد مكنون الأشياء وشريط من الذكريات والأحداث ينسدل عنوة في مخيلتي في زحمة تلك العابرات أحداث مضت و أشخاص لهم في أوساط المجتمع مكانة قيمة وغاية من الاحترام والتبجيل، أشخاص ظلت ذكرياتهم عبقة وسيرتهم عطرة والشوق للقياهم أمل يتجدد كل اليوم.
(المجيدي) ـ هكذا تحفظت أسمة وأنا لم ابلغ سن الدراسة بعد.
أبي طيب الله ثراه.. الوحيد الذي ردد هذا الاسم في طفولتي .
استذكر أني وحال صرت أجيد القراءة والكتابة كان والدي يأمرني بكتابة رسالة أو شكوى أو مظلمة ويقرّن إرسالها باسم لأتذكر منة سوى .. المجيدي. .
لا ادري في سبعينيات القرن، ماذا كان ..المجيدي.. يشغل من منصف حتى يبدر أسمة بل ويتكرر حتى صار ..المجيدي.. من الشخوص النادرين تقريبا أو من يثير الاهتمام
.
انحدرت سنوات العمر نحو المستقبل لتستقر بي في عمر السياسة والكتابة وفضاء الصحافة لتكتمل لدي صورة رجل من رجالات الصبيحة الذي لا يقل شاناً ممن هم في مراكز السلطات العليا .
لكن من هو هذا (( المجيدي )) الذي لصق اسمه بهذه الصيغة أنني تمكنت أخيرا من نسج فكرة كاملة وصورة جميلة لاسم " احمد عبد الله المجيدي" الذي أسعدنا وزاد من فخرنا من أن ابن جلدتنا صار احد أقطاب الدولة .. ورقم صعب من أرقام اللعبة في عالم السياسة.
وليعرف الجميع بأن ..احمد المجيدي .. قد تقلد مناصب عدة في هرم الدولة فقد عين انذاك ؛ مأمورا لمديرة المضاربة والعارة ، ثم بعد ذلك مديرا عاما لمديرية طور الباحة بلحج ، ثم محافظا لمحافظة المهرة ،ثم محافظا لحضرموت ، وبعدها لمحافظا لمحافظة أب .. ثم سفيرا لليمن لدى ليبيا .. وأخيرا تولى محافظا لمحافظة لحج .
قبل أيام تلقيت رسالة بمنشور لأحد أصدقائي يستذكر قبصات من تاريخ هذا الرجل ويستفسرني عن رأيي بهذا الشخص وهل ما يتعرض له من حملة تشويه متعمدة تليق بهذا الرجل وتتناسب مع تاريخه ؟!!.
بالفعل لم تكن كل الترهات إلا سهاما قاتله تطلقها أبواق بهدف دوني هو النيل أو الانتقاص والتشهير بهامة من هامات الصبيحة والنيل من سمعته والتنقيص منة لهدف استبعاده من مساحة اللعب القائم اليوم والذي اتخذ من المناطقية صيغة جديدة لتقاسم النفوذ فكان اسم "المجيدي" احد من قرر اللاعبين استثناءه بصورة جائرة واقصا متعمد وتهميش كان هدف من أهداف من لا يحلوا لهم رجالات الصبيحة أن يساهموا في ر سم خارطة الوطن الجديد.
ربما كان لأتباع التخوين وتهم العمالة الجاهزة في كروت خاصة في جيب البنطلون فلم يكن المجيدي.. إلا الأول من تعرض لهذه التهمة الجائرة والتخوين المبرمج وتهمة العمالة البغيض.
كرت رفع بظلم وسبق الترتيب له منذ وقت مبكر ولربما هي الصدفة أو ترتيب فاعلا ما بان تلتصق سمعة حافظ السقاف واخراجة من عدن إلا ذريعة تمكن من اصطيادها نفر من يحلوا لهم الصيد في هكذا موقف.
وهكذا وضع الكثيرون ممن كانوا قريبين من حادثة السقاف تطابقت أحاديثهم بان المفاجئة التي ربما خطط لها أو مصادفة هي من استغلها المرضي بالحقد بان تكون هي ولا سواها الفرصة، للانقضاض على الرجل.
الكثيرون ممن تحدثوا عن تلك الواقعة وتطابقت أحاديثهم بان كل من كان بمنزل" المجيدي" في ذلك اليوم تفاجئوا بقدومه بمن فيهم المجيدي نفسه ..الذي فهم الرسالة عن ظهر قلب وماذا تعني له ولغيرة أن يكن حافظ السقاف بمنزلة .
أدرك المجيدي احمد.. بان عنصر الخيانة أو الوقيعة أو الفخ قد نصب له فحاول رغم صعوبة الموقف أن يصل لقيادات الدولة العليا في وقت عصيب وليبلغهم بماذا حصل.. وكيف سلم السقاف نفسه للمجيدي .. وتحت يافطة القبيلة وأعرافها المتداولة ورغم ذلك أبلغت قيادات السلطة العليا .
الذي كما يشاع بان قيادات عليا بالفعل استوعبت الموضوع وأذنت للمجيد.. بترحيل السقاف وفق أعراف متداولة منذ القدم بحق لجوء القبيلي وتسليم نفسه لمن يري فيه الرجل الذي سيتمكن بالفعل لإنقاذه أو إخراجه من موقف عصيب.. رغم إضافات.. المجيدي .. للأعراف والتقاليد باستئذان القائد الأول للبلد بأمره كلجوء قبيلي لمنزل أخر وتناقلت التأكيدات حينها بان القيادات العليا بإخراج السقاف من عدن والتي كلفت العملية ذاتها إزهاق عدد من الأرواح من مرافقي المجيدي، وهؤلاء الشهداء من شباب وأعيان الصبيحة أمثال الشهيد عبده الجعدي،وثلاثة شهداء اخرين.. ولا ننسى الشهيد الحي "الشيخ علي حسن الاغبري.
إذا ماذا يعني أن تلصق عدة تهم بقائد دون مراعاة واعتبار لرجل قدم ومازال يقدم للبلد خدمات جليلة لن يغفلها التاريخ أو يتناساها أو يجحد بها.
فإذا كان ما قبل الحرب قد بدأت الترتيبات للتخلص من بعض الشخصيات بينهم.. المجيدي ..فنفذت بالحرب فلكل من يمارس توزيع صكوك الوطنية ويرمي بالتهم جزافا ماذا وجهتم وستوجهون من تهم لشخص نأى بنفسه بعيد وشرد خارج بلدة بلا وجه حق .
كفّوا عن ترهاتكم ياهؤلاء . . دعوا الوطن واسعا متسعا للجميع . .أن أردتم بناء وطن
،فالتخوين والإقصاء والإبعاد واستغلال النفوذ للتنكيل بالغير لن يبني أوطان بل سيدمرها وستزرع حماقات وعداء متجدد ودورات عنف ربما لن يتعافى الوطن منها .