آخر تحديث :السبت 10 اغسطس 2024 - الساعة:02:15:56
*"سمية".. الفتاة العدنية التي تمتلكُ سحرًا لا يوصف في الرسم!!*
(الأمناء نت / خاص/علاء عادل حنش)

 

من المعروف بأن الصُدف نادرًا ما تحدث مع أي شخص, وقد تكون غالبًا صُدف جميلة -كما هو الحال معي حين صادفتُ موهبة فريدة من نوعها في الرسم (ترسم بخيال واسع، وبحرفنة عالية، وبذكاء رهيب)، وكانت هذه الُصُدفة -في معهد "عدن للإعلام التطبيقي" الكائن بالمعلا، الذي يديره الدكتور القدير "عبدالله الحو"-، وكانت الصُدفة مع طالبة في الصف الأول ثانوي, تبلغ من العمر ستة عشر عامًا فقط، وهي من مواليد 2000م، بمديرية "المعلا" بعدن، وتتلقى تعليمها الأساسي في مدرسة "14 أكتوبر" الكائنة في المعلا، وقد حصلت على عدة جوائز في الرسم, بل وحصلت على المراكز الأولى في عدة مسابقات سواءً كان في الرسم على الورق، أو الرسم بالرمال السحرية…

 

أما اسمها في العربيّة فمعناه الجبل الصامد الذي لا يتحرك ولا يتزعزع، وفيه يتجلى السمو والإرتفاع، إن اسمها (سمية فكري فيصل)، هذه الفتاة التي أعطائها الله تعالى موهبة لا تُقدر بثمن، فهي تمتلك فن سحري في الرسم، وتمكّن غير عادي في ايصال المعنى من خلال صورة واحدة -رسمة-، ولا تظنوا بأنها ترسم فقط لترسم، لا؛ فهي ترسم لتقول كلامًا، ولتوصل ألف كلمة -لا, بل لتوصل ألفيّ كلمة- فرسمُها رهيب، وفكرها واسع (هذا وهي في عمر اﻟ"16" عامًا؛ فبالله عليكم كيف لو وصلت لعمر اﻟ"25"؟؟؟

تخيلوا ماذا ستفعل باللوان والأشكال وهيئات ومواصفات الأشخاص، وجمال الطبيعة؟؟؟

 

وبعد هذه المقدمة، ينبغي عليّ عرض ما دار من حديث مع الطالبة "سمية"، فأول ما رأيتُها تقلب دفتر الرسم، وتستعرض تلك الرسومات الرهيبة، قلتُ لا يجب أن تفوتني هذه الموهبة النادرة، فذهبتُ إليها, وستأذنتهُا، فدار هذا الحوار البسيط معها، فأليكم الحوار أعزائي القراء:

 حاورها / علاء عادل حنش

*السلام عليكم…

_وعليكم السلام…

 

*ما اسمكِ؟

–(سمية فكري فيصل)…

 

*وكم عمركِ؟

–16 عامًا…

 

*في أي مرحلة تدرسين, وأين؟

–مرحلة الثانوية (أول ثانوي), في مدرسة ("14 أكتوبر"…

 

*كيف تعلمتِ الرسم؟

–أبي العزيز علمني الرسم منذُ صغري، وزرع فيني حُب الرسم وكونه فيني، بل وشجعني عليه حتى أكتسبت موهبة الرسم…

 

*ومتى بدأتي بالرسم؟

–لا أستطيع تحديد متى بالضبط؛ فقد عرفتُ نفسي وأنا أرسم، وترعرعت وأنا أرسم، فتكونت لديّ موهبة الرسم…

 

*ما هي أول صورة رسمتيها؟

–"تضحك" لا أذكر بالضبط…

 

*وهل تجيدين فن أو موهبة آخرى؟

– نعم.. فإلى جانب الرسم أكتب الشعر، وأؤلف القصص، وأجيد لعبة الشطرنج، وأحاول تعلم العزف على البيانو، ولديّ ميول لتصميم الأزياء…

 

*هل شاركتِ في مسابقات أو فعاليات؟

–نعم.. شاركتُ بعدة مسابقات مدرسية وخارجية، وفوزتُ في أغلبها…

 

*هل بالإمكان أن تذكري لنا بعضها؟

–نعم يمكن.. فقد شاركتُ في برنامج "مواهب على الطريق" الذي عُرض على "قناة عدن"، وأيضًا السنة الماضية فزتُ في مسابقة "الملتقى الثقافي" على مستوى المديرية, الذي كان برعاية دولة "الإمارات المتحدة"، وحصلتُ على المركز الأول, وجائزة, ومبلغ قدرة عشرة آلاف ريال يمني، ووعدونا بالسفر لدولة "الإمارات"، وإلى الان لم يأتي موعد السفر، ولا أظنه سيأتي!!

 

*لم أفهم.. لماذا تظني بأنهم لن يلتزم بالوعد؟

–اولًا فقد مر عامًا على هذا الوعد, وإلى الان لا شيء، وثانيًا فهذا ليس الوعد الأول الذي يذهب أدراج الرياح؛ فقد سبق هذا الوعد وعود كثيرة بتبني موهبتي، ولا أحد يفيّ بوعده، فحتى في برنامج "مواهب على الطريق" الذي عُرض على "قناة عدن"، وقد فزتُ فيه، ووعدونا بأن يتبنوا مواهبنا، ولا شيء يُذكر إلى الان…

*ودراستكِ كيف أنتِ فيها؟

–الحمدلله متفوقة في دراستي, حيث إنني لا أفرط بدراستي لصالح موهبتي، ولا أهمل موهبتي ﻷجل دراستي…

 

*سمعتُ بأن والدتكِ مُقعدة الفراش منذُ صغركِ، حديثنا عن هذا الأمر؟

–نعم.. والدتي -حفظها الله- أُصيبت بجلطة دماغية أُقعدت على أثرها الفراش، ونحن نحمدلله على كلّ حال، وهذه الحادثة وقعت وأنا في الصف الثاني ابتدائي -أي كنتُ حينها لا أدرك الأمور جيدًا…

 

*ومن يعتني بكِ، وبوالدتكِ، وبأخوانكِ؟

–والديّ -حفظها الله ورعاه-، فمنذُ تعرض أمي لتلك الحادثة ووالدي هو من يقوم بدور الأم والأب، ويؤدي كلّ الأعمال، وهو من يهتم بنا وبوالدتي، فقد كافح, وما زال يُكافح ﻷجلنا…

 

*شاهدتُ الصورة التي رسمتيها عن والدكِ، فماذا كُنتِ تريد ايصاله من هذه الصورة؟

–من سيُشاهد الصورة لن يعرف معناها إلا إذا عرف قصتي، وعرف والديّ، فقد أردت أن أوصل من خلال الصورة حجم المعاناة والهم الملقي على عاتق والدي، فجعلت الظلام في الغرفة، ولكني لم أنسى بأن أجعل النور يتسلل إلى غرفة والديّ في الصورة، والصورة أبلغ معنى؟!

 

*وماذا هناك من صور لها دلالة ومعنى كهذه؟

–هناك العديد من الصور، وسأذكر لك صورة رسمتُها بعد الحرب ال تي وقعت، فقد جمعت في الصورة الدمار الذي حلّ بمدينتنا، والنيران تشتعل فيها، والأم التي تهرب بوالدها من فوهة المدفع…

 

*إلى ماذا تتمني أن تصلِ؟

–أتمنى بأن أصل لمستوى علمي عالي، وأن أحقق طموحي, وطموح أسرتي الغالية...

 

*ماذا تؤدي أن تقولِ من خلال صحيفة "الأمناء"؟

–نعم.. هناك الكثير من الكلام أريد قوله؛ فاولًا أقول لوالديّ العزيز إنني مهما كبرت فأنني أظلّ ابنتك الصغيرة، وبإذن الله سأرفع رأسك عاليًا، وستفتخر بأبنتك يومٍ ما.. وثانيًا أقول لكلّ الجهات العُلياء, وكلّ من أعطانا وعود، إن أوفوا بوعودكم لنا، وأنكم ستتبنوا أعمالنا، فلماذا هذا التماطل الذي أنتم فيه؟.. وآخيرًا أقول ﻷي شخص يمتلك موهبة وإبداع أن لا يهمل موهبته وإبداعه مهما كانت الظروف سيئة وصعبة، وأن يستمر في ممارسة موهبته وابداعه مهما واجهتة الصعاب والتحديات.."فلنكن أقوياء"…

وبعد أن أنهيتُ حواري مع "سمية" بهذه الكلمة "فلنكن أقوياء"، وعادة هي لقاعتها الدراسية في المعهد، قال لي أستاذ: "إن هذه الفتاة موهبة لم تحضى بالإهتمام والدعم الازمان، ولو حضيت بهما فإنها ستُمثل نقله نوعية للفن في بلدنا"…

وأردف بقوله: "أن والدها يُسمى "بالأب المثالي"، فمنذُ تعرض زوجته للجلطة وهو من يقوم بأعمال وواجبات الأم والأب، إنهُ أب مثالي فعلًا"…

 

أما أستاذ آخر فقال: "كنتُ ضمن لجنة المسابقة التي فازت بها "سمية" قبل عام، وعندما جاء وقت تحديد الفائز كانت أمامنا لوحتين هي أفضل اللوحات، فحترنا بينهما حينها، ولكن أستاذ في اللجنة قال: "الأمر بسيط، فلوحة "سمية" أبلغ وأعظم؛ فهي قد أعطت لكلّ شيء معنى ودلالة"، وبعد النقاش تم اختيار لوحتها لتكون هي الفائزة بالمسابقة"…

ويختم الأستاذ حديثه بالقول: "لديها القدرة على الوصف في الرسم، والتحكم بالزوايا، وبالظل حتى؛ فهي لا ترسم شيء إلا لغرض ومعنى بليغ"…

ونحن من جهتنا نطالب بالإهتمام بالمواهب الذهبية المُهملة في وطننا، وأن تتبنى مثل هذه المواهب الفريدة, وأن ترعاها رعاية مسؤلة؛ فإننا لن ننهض ونتقدم إلا إذا أهتمينا وشجعنا مثل هذه المواهب.

لمشاهدة ملف مصور لرسم المبدعة سمية يمكنكم الدخول عبر الرابط http://www.omanaa.net/news2.php?id=43


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك