أجرت "الأمناء" حوارا خاصاً مع مدير أمن محافظة لحج  العميد "صالح السيد"، وفي هذا اللقاء تطرقنا للعديد من القضايا المحورية، فعقب حرب 1994م ، قام نظام صنعاء بإيداعه أحد سجون  صنعاء لمدة 3 أشهر  باعتباره  مرافقاً خاصاً لنائب الرئيس علي سالم البيض ، وبعد الإفراج عنه التحق بالشرطة العسكرية  منطقة " شعوب "  وبعد ذلك  نقل   إلى محافظة ذمار للعمل بالشرطة العسكرية ، ونتيجة لرفضه الخضوع ولأي معاملة عنصرية للضباط الجنوبيين فقد سجن في ذمار لمدة 20 يوماً  بالشرطة العسكرية ، وبعون من الله تمكن الخروج من السجن ، وقرر البقاء بمسقط رأسه بيافع حتى عام 2000م ،  وهو العام الذي غادر فيه الوطن  إلى المملكة العربية السعودية ، وحال الوصول إلى المملكة  تحصل على الاحترام والتقدير ، وبعد التهجير لمدة 16 عاماً خارج الوطن ، عاد أسد يافع  بعد أن قام  بدعوة الجنوبيين بالسعودية  بمعية " قاسم الجوهري "  لغرض الدفاع عن الأرض والعرض وخلال مدة 55 يوماً  تم تشكيل " كتيبة سلمان "  وتم تعيينه  قائد أركان حرب الكتيبة ، وبعد فترة  سفر لمدة  6 أيام في البحر  وصلت " كتيبة سلمان "  إلى قرب شواطئ  " منطقة  صلاح الدين "  وعلى متنها أسود الجنوب وعلى رأسهم  العميد صالح أحمد محمد الجنيدي المشهور بـ ( صالح السيد ) ، وحال  وصول قوة الكتيبة إلى صلاح الدين وبعد 15 يوماً  دخلت أسود الجنوب أول  معارك الحرب  لتحرير الجنوب ،  انطلاقاً من جبهة رأس عمران ضد مليشيات الحوثي و صالح حتى تطهير محافظة عدن  ولحج وصولاً  إلى ما بعد العند .

وقد كان العميد صالح السيد أول ضابط يدخل معسكر " العمري "   بعد معارك شرسة في باب المندب ، ولكنه أُصيب في المعركة  وبعد تلقي العلاج  ، عُين   قائداً لقوة الحزام الأمني محافظة لحج " قوة المداهمات "   واستطاع  بتوفيق من الله تطهير المحافظة وعاصمتها لحج من الإرهابيين بالتعاون مع مدير الأمن السابق العميد عادل الحالمي والمواطنين ،  بعد ذلك صدر  قرار معالي وزير الداخلية اللواء حسين عرب وبتوصية من محافظ محافظة لحج الدكتور ناصر الخبجي  بتكليفه مدير أمن محافظة لحج .

"الأمناء" في حوار  مع العميد  " صالح أحمد محمد الجنيدي "  المشهور بالعميد " صالح السيد " مدير أمن محافظة لحج ،  وإلى تفاصيل اللقاء :-

قال مدير أمن محافظة لحج العميد " صالح السيد "  بأن :" عاصمة المحافظة ( الحوطة ) تشهد استقراراً أمنياً كبيراً وتعتبر الحوطة أفضل مدينة و عاصمة في المحافظات المحررة أمنياً بفضل من الله تعالى ، وأيضاً من خلال تعاون رجال الأمن و المواطنين الشرفاء في تحقيق الأمن والأمان ، كما أشاد ( السيد ) بالاستقرار الأمني في بقية مديريات المحافظة" .

وأضاف مدير الأمن : " بعد الاستقرار الأمني الكبير داخل الحوطة  ، توجد لدينا خطة أمنية لتثبيت الأمن على مستوى كامل محافظة لحج ، بالرغم من المعوقات التي واجهتنا في عملنا الأمني نتيجة لتدمير البنية التحتية داخل عاصمة لحج خاصة ولحج عامة  من قبل مليشيات الحوثي و صالح ، وهو الأمر الذي حوّل محافظة لحج إلى محافظة ( منكوبة  ) ، فجميع مباني الأمن تم تدميرها  بالإضافة إلى العديد من مؤسسات الدولة وممتلكات المواطنين ، ومع ذلك اليوم الأمن مستقر  وبأفضل مما كان عليه قبل الحرب ولا ينكر ذلك إلا جاحد " .

وحول كيفية تثبيت الأمن بالرغم من تلك الأوضاع المتدهورة قال العميد ( صالح السيد ) : " من  خلال تعاون الجميع في قيادة المحافظة والقيادات الأمنية و المواطنين وبجهود ذاتية تمكناً جمعياً من تحقيق الأمن والأمان للمواطنين،ولدينا وعود من الإخوة في التحالف وعلى رأس ذلك الأشقاء بدولة الإمارات والهلال الأحمر الإماراتي  بتقديم دعم متكامل للأمن بمحافظة لحج" .

وأوضح ( العميد صالح ) بأن : " العمل الأمني يعتمد حالياً على قوة الحزام الأمني بالمحافظة  ومن خلال الحزام الأمني وبتوفيق من الله  تمكنا من تثبيت الأمن وبأفضل مما كان عليه من سابق" .

وكشف مدير أمن لحج  عن : " تواجد المئات من الإرهابيين في السجون  ، والبعض الآخر لا يزال هارباً يقاتل إلى جانب مليشيات الحوثي و صالح في جبهات باب المندب و تعز و البيضاء وأماكن أخرى ، بينما البعض الآخر يحاول الاختفاء ومع ذلك نقوم بعمليات التحري وتحديد أماكنهم  وعبر جهات مختصة أمنياً ، وبعد جمع المعلومات  يتم ضبطهم وإيداعهم السجن  وهؤلاء الإرهابيين منهم من هو  بتنظيم الدولة الإسلامية داعش والبعض تابع للقاعدة  وجهات أخرى" .

ورداً على سؤال الصحيفة  حول شكاوى الأهالي  من اعتقال أولادهم  ليس بتهمة الإرهاب وإنما لبلاغات كيدية وتصفية حسابات شخصية ، فقد   نفى مدير أمن لحج  هذا الكلام  وقال : ( هذا الكلام غير صحيح مطلقاً ، فالأمن لا يعتقل أي شخص إلا بعد وجود بلاغ وإجراء  التحري وجمع المعلومات  من قبل جهات أمنية تعمل على مدار الساعة ، وبعد التأكد من صحة المعلومات  يقوم الأمن  بعملية رصد المطلوب أمنياً والقبض عليه وإيداعه السجن حتى يتم  تقديمه للجهات القضائية ومحاكمته  وفقاً للنظام و القانون ) .

كما أكد مدير الأمن العميد(  صالح السيد  ) على حصول السجناء بسجون المحافظة  على كافة حقوقهم ، وأردف ( السيد ) : " كإعلاميين لكم حق زيارة السجن والتأكد من ذلك بأي وقت"  ، واعتبر مدير الأمن الكلام الذي يُنشر في التواصل الاجتماعي حول انتهاك حقوق السجناء هو كلام كاذب و كيدي غير صحيح ، ويصدر من قبل أعداء الوطن و المخربين  لغرض تشويه سمعة الأمن داخل المحافظة .

وخلال اللقاء عبّر مدير أمن لحج عن شكره و تقديره لقيادة التحالف العربي ، وأشاد بدور الإمارات العربية المتحدة على الدعم الكبير المقدم لقوة الحزام الأمني بمحافظة لحج  برفدها قوة الحزام بالأطقم ومقومات العمل الأمني مع مرتبات أفراد الأمن بالحزام الأمني ، والحمد لله فلا يوجد أي تقصير من قبل التحالف في هذا الاتجاه وخصوصاً  الإمارات " .

ورداً على سؤال الصحيفة فقد أوضح مدير الأمن بخصوص قيام أمن عدن باستحداث قسم شرطة في المدينة الخضراء بينما هي إدارياً و أمنياً تابع لمحافظة لحج ، حيث قال المدير : ( العمل الأمني بين عدن و لحج هو عمل منسق ولا يوجد إشكالية حول هذا الأمر وكلنا  في الأمن إخوة لخدمة الوطن والمواطن الجنوبي وهدفنا الأساسي تحقيق الأمن بأي مكان و زمان ) .

وعن الوضع الأمني داخل مديرية تبن ومتطلبات الأمن في المديرية باعتبارها ذات مساحة كبيرة  قال العميد ( صالح السيد ) : " نحن جميعاً في أمن المحافظة وعلى مستوى أمن مديريات المحافظة  نقوم بواجبنا الأمني  عبر قوة الحزام الأمني" .

وأضاف مدير الأمن :" لقد قدمنا خطة متكاملة عن الاحتياج الأمني لمحافظة لحج بشكل متكامل إلى الإخوة بالتحالف العربي وخصوصا دولة الإمارات والهلال الأحمر الإماراتي ، وعليه نطمئن مدراء الأمن  بأن تلك الخطة  تم قبولها بما فيها كافة مقومات العمل الأمني الإداري و الميداني  وهي  متوفرة في عدن  لمحافظة لحج  ، ونتيجة لانشغال الإخوة بالتحالف بالحرب في باب المندب  تأخرت عملية تسليم أمن لحج تلك الإمكانيات ، وإن شاء الله خلال الأيام القادمة سيتم استلامها  وتوزيعها إلى إدارات الأمن بمديريات المحافظة" .

وحول  ملف إعادة إعمار  مباني الأمن المدمرة بما في ذلك السجن المركزي قال المدير: ( رفعنا بهذا الملف  إلى الهلال الأحمر الإماراتي  وتحصلنا على وعد من قبلهم ، وتم نزول مهندسين ورفع دراسات عن مباني الأمن المدمرة ، ونحن متفائلون جداً بفتح ملف الإعمار  بعد الانتهاء من النزاع المسلح في باب المندب ، وحالياً تقام  عملية ترميمات وإعادة التأهيل في السجن المركزي بمنطقة صبر مديرية تبن" .

وأشاد مدير الأمن بمستوى الانضباط الأمني  من خلال الحضور اليومي لأفراد الأمن في أمن المحافظة والمديريات  وقال : ( جميع القوة البشرية الأمنية تمارس مهام عملها الأمني بشكل يومي  ونتيجة لتدمير مباني الأمن فإن بعض القوة  يمارس مهام العمل الأمني في أماكن أمنية أخرى داخل المحافظة  والقوة كافية وتقوم بمهام عمليها بشكل ممتاز ) .

وعن استيعاب العائدين إلى الأمن قال مدير الأمن : (  لقد تم عودة الجميع ومع ذلك إذا وجد من لم يعُد حتى اليوم ويرغب بالعودة يقع عليه تقديم طلب إلينا  لمعالجة وضعة الأمني أسوةً بمن عاد ) .

ورداً على سؤال الصحيفة لتوضيح تصريح سابق لمدير الأمن السابق العميد " عادل الحالمي " والذي قال : (   قاعدة العند مخولة بأن تتحول إلى قاعدة عربية و إسلامية لمحاربة الإرهاب وتأمين باب المندب) ، وعطفاً على ما جاء بالتصريح قال مدير أمن لحج العميد صالح السيد : ( أنا لا توجد عندي معلومات عن ما جاء بهذا التصريح، وبإمكانكم طرح السؤال على العميد عادل الحالمي لتوضيح هذا الموضوع بشكل أكثر ) وشكراً لصحيفة "الأمناء" على هذا اللقاء .