آخر تحديث :الخميس 09 يناير 2025 - الساعة:00:21:03
أغنية الاستقلال التي تردد صداها في رحاب الوطن
(كلمات / لطفي جعفر امان . الحان وغناء / الفنان الراحل أحمد قاسم)

أغنية الاستقلال التي تردد صداها في رحاب الوطن بعد رحيل الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1969م واذاعها رديو عدن في 19 يناير 1969م.

 

يامزهري الحزين *** من يرعش الحنين؟

 

إلى ملاعب الصبا.. وحبنا الدفين؟ *** هناك.. حيث رفرفتْ

 

على جناح لهونا *** أعذب ساعات السنين..

 

يامزهري الحزين *** الذكريات.. الذكريات

 

تعيدني في موكب الأحلام للحياة *** لنشوة الضياء في مواسم الزهور

 

يستلَُ من شفاهها الرحيق والعطور *** ... وبعد هذا كله..

 

في صحوة الحقيقه *** ينتفض الواقع في دقيقه

 

يهزني.. *** يشد أوتاري إلى آباري العميقه

 

يشدها.. يجذب منها ثورتي العريقه *** ويُغرق الأوهام من مشاعري الرقيقه

 

ويخلق الإنسان مني وثبة وقدره *** عواصفاً.. وثوره

 

هنا.. هنا *** إذ زمجرت رياحنا الحمراء

 

تقتلع القصور من منابت الثراء *** وتزرع الضياء

 

وتُغدق الغذاء.. والكساء.. والدواء *** على الذين آمنوا بأنهم أحياء

 

وخيرة الأحياء *** في الحقل..

 

في المصنع.. *** في كل بناء..

 

 

***

 

يامزهري الحزين *** يامزهري الضعيف

 

ما عاد شعبي ينسج الأوهام في لحن سخيف *** عن �قيس ليلى�..�روميو جوليت�..

 

أسماء كثيره *** دبت دبيب النمل في أسفارنا المثيره

 

دبت بنا بحمولة الأفيون في سفن خطيره *** كي توهم الدنيا بأنَّا أمة الوهم الحقيره

 

لكننا.. يامزهري المحزون.. *** ياضعيف

 

نبني.. نحيلك أنت من وتر حريري رهيف *** مستضعف باكِ..

 

إلى وثبِ.. إلى ضرب عنيف *** كي يشهد المستعمرون بأننا حقاً نُخيف

 

لا أن نخاف *** أو أن نموت مع الضعاف!.

 

***

 

إسمع إذاً مني.. *** ووقع لحن قصتي الجديد

 

وابعث به في مركب الشمس العتيدة للخلود *** إسمع..

 

أنا من قبل قرنٍ أو يزيد *** قرنٍ وربع القرن بل أكثر من عمري المديد

 

كانت بلادي هذه ملكي أنا.. *** ملكي أنا..

 

خيراتها مني.. ومن خيراتها أحيا أنا *** كانت.. ومازالت..

 

وهذي قصتي.. فانصت لنا:

 

***

 

في ليلة مسعورة.. موتورة الظلماء *** أوفَتْ إلى شواطئي مراكب الأعداء

 

يقودها القبطان �هنس�.. إنجليزي حقير *** يقرصن البحر شُهَى..

 

وجيفة من الضمير *** هذا الحقير

 

أرسى هنا.. *** ومدَّ عينيه إلينا في اشتهاء

 

ونسج المزاعم النكراء في دهاء *** مُدَّعياً أن جدودي هاجموا سفائنه

 

ونهبوا خزائنه..

 

وأننا بكِلمة غربية.. قراصنه.! *** تصوروا.. نحن إذاً قراصنه!.

 

***

 

وهكذا انداح له الغزو إلى أقصى الحدود *** ودنَّس البلاد بالجنود.. والنقود

 

وبذر القلاقل *** وفرَّق القبائل

 

ولملم الدجى على أطرافه.. يصول *** يمد من أطماعه مخالب المغول.!

 

***

 

لكننا على المدى.. *** منذ احتلال أرضنا كنا يدا..

 

يداَ تصافح الرفيق في الكفاح.. لا العدا *** وقطعة الرغيف

 

والمبدأ الشريف *** زادان.. كانا كافيين للبقاء

 

فنحن شعب لا ينال الضيم منا ما يشاء *** هاماتنا فيها من الشمس بريق الكبرياء

 

لا نعرف الدموع إلا أن نحيلها دماء *** تعلو على ضفافها بواسق الإباء

 

***

 

.. وكلما مرت بنا أعوامنا الطويله *** نغرس من ثورتنا بذورنا الأصيله

 

في كل جيل صاعد يؤمن بالضياء *** بالأرض.. بالمعول.. بالسلاح.. بالبناء..

 

***

 

ومن هنا تصلَّبت عقيدة السلاح *** ونحن منذ خلقنا نعرف ما معنى السلاح

 

نعرفه.. ونرضع الأطفال منه للكفاح *** ونصنع الرصاص من مرارة الألم

 

وننتشي نرتقب الفجر الجديد في شَمَمْ *** حتى بيوتنا التي طلاؤها الغبار حيث عَمْ

 

ترمي على سيمائنا ظلالها.. وتبتسم *** ..... وانتفض الزمان..

 

دقّ الساعة الأخيره *** فأندفعت جموعنا غفيرة.. غفيره

 

تهز معجزاتِها في روعة المسيره *** وجلجلت ثورتنا تُهيب بالأبطال:

 

الزحف يارجال.. *** الزحف والنضال..

 

فكلنا حرية نحن للقتال..

 

***

 

وهكذا تفجر البركان في �ردفان� *** ورددت هديره الجبال في �شمسان�

 

وانطلقت ثورتنا ماردة النيران *** تضيء من شرارها حرية الأوطان

 

وتقصف العروش في معاقل الطغيان *** وتدفع الجياع في مسيرة الإنسان

 

يشدهم للشمس نصر يبهر الزمان!!

 

***

 

وهكذا تبدَّدا *** عهد من الطغيان لن يُجدَّدا

 

وحلَّقت على المدى *** ثورتنا.. تهتف فينا أبدا

 

ياعيدنا المخلدا *** غردْ..

 

فإن الكون من حولي طليقا غرِدا *** غرد على الأفنان في ملاعب الجنان

 

الشعب لن يُستعبدا *** قد نال حريته بالدم والنيران

 

وقتل القرصان

 

* 20 / 11 / 1968م




شارك برأيك