آخر تحديث :السبت 10 اغسطس 2024 - الساعة:02:15:56
رئيسة مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات سعاد علوي: انتشار المخدرات عمل ممنهج, وقد تم التمهيد له منذ إعلان الوحدة (حوار)
(حاورتها / مريم محمد )

في مركزها البسيط بإمكانياته والعظيم بالإرادة التي ترتكن في نفوس القائمين عليه, استقبلتنا الأستاذة سعاد علوي رئيسة مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات ، تلك المرأة الجنوبية التي اختارت أن تحارب المخدرات بما تملك من أسلحة ومازالت صامدة في هذه الجبهة محاولة إنقاذ ما تستطيع إنقاذه من الشباب الذين وقعوا في مستنقع المخدرات, وكان لنا معها هذا اللقاء ..

ممكن تعطينا نبذة مختصرة حول من هي "سعاد علوي" التي اختارت جبهة محاربة المخدرات؟

أولاً أهلاً وسهلاً فيكم وشكراً لكم على إتاحة هذه الفرصة لنا للتحدث بشكل عام حول ظاهرة المخدرات ..

لا أحب أن أتطرق لسعاد علوي الشخص, لكن أنا أعتبر نفسي ناشطة أو مجتهدة في موضوع التوعية من خطر المخدرات الظاهرة التي انتشرت بشكل مخيف وكبير جداً والتي هي كل يوم في تزايد. كمواطنة جنوبية وكإنسانة بدرجة أساسية عندما تشاهد انتشار المخدرات بين أهلك وناسك وخاصة فئة الشباب بالذات والآن تطورت للفتيات والأطفال يصعب عليك أن تتجاهل ذلك! لاشك أنني لست الوحيدة من يقوم بهذا الواجب وأكيد أن غيري كثيرون شغلتهم هذه الظاهرة وأثارت انتباههم ..

كيف بدأتي تفكرين بهذا النشاط ؟ وأين كانت بدايتك؟!

بالنسبة لظاهرة المخدرات فقد لفتت نظري منذ فترة طويلة وليس منذ بداية نشاطي بالتوعية بها ، تحديداً منذ ما بعد 1994م بدأت ألاحظ أن أشكال الشباب بدأت تتغير , وحالتهم تزداد سوءاً يوماً بعد يوم حيث تراهم في الشوارع وعند أبواب المحلات والعمارات مرميين بملابس رثة أو ربما لا يلبسون سوى أشياء بسيطة بشكل مخجل ومحزن بنفس الوقت! رأيت البطالة تنتشر بينهم وربما يكون هذا هو السبب الرئيسي في انتشار المخدرات فيما بينهم بسبب حالة اليأس والفراغ والضياع والمستقبل المجهول الذي عانوا منه , فكان ذلك يثير أسئلة برأسي عن السبب وراء تلك الحالة المزرية التي يعيشها الشباب, وكانت في ذلك الوقت تنتشر عندنا ظاهرة التمبل فقط بشكل كبير وكانت فئة محدودة التي تتعاطاه فظللت أبحث عن التمبل وأسأل على ماذا يحتوي؟ وسألت الشباب الذين يتعاطونه عن حالتهم بعد تناوله وما الذي يجذبهم له, فاكتشفت أنه يتم طحن بعض المواد المخدرة والمهدئة ويتم إضافتها له.. واكتشفت أيضاً أن بعض الأشخاص يعرفون ذلك حتى وإن كانوا في بدايتهم لا يعرفون حتى تم استدراجهم فأصبحوا مدمنين لا يستطيعون التوقف عن تعاطيه ..

هل تقتصر محاربة المخدرات على الجانب التوعوي والتثقيفي, أم لابد من وجود الدور الأمني؟

منظومة متكاملة .. بمعنى أن المحاربة لا يمكن أن تكون بحد ذاتها ولا التوعية أيضاً تكون بحد ذاتها , لابد من توافر ثلاثة أسس (التوعية – المحاربة – العلاج) إذا اختل أحدهم فلن نتمكن من حل المشكلة .. أنا أقوم بالتوعية ولابد أن يكون هناك من يحارب وهي مسؤولية الأمن , وأيضاً لابد من توافر مراكز للعلاج ..

طيب هل هناك مراكز للعلاج ، أو هل فكرتم بإنشائها؟!

بالتأكيد ، نحن فكرنا وفكرنا كثيراً وعملنا دراسات ولكن للأسف لا يوجد تمويل! فقد أصبح من الضروري جداً وجود مركز لعلاج المدمنين, فنحن نلاحظ أن مستوى الجريمة ارتفع بشكل كبير وإن لم تتوفر مراكز لعلاج مثل هؤلاء فستتفاقم المشكلة أكثر وأكثر وستنتشر الجريمة بشكل كارثي! ..

كيف تساعدون مرتادي المركز من المدمنين؟!

يأتي إلى المركز بعض المدمنون ونحن نقدم المساعدة لهم بإعطائهم الطرق والبرامج التي تساعدهم للتخلص من هذه المشكلة .. فعملنا في المركز لم يقتصر على التوعية فحسب بل إننا نقوم بمعالجة من يأتي إلينا وتتوفر عنده الرغبة والقناعة في العلاج والتخلص من هذه المشكلة, لأنه لا تتوفر مراكز لعلاجهم والظلام دامس حولنا فخيراً لنا أن نضيء شمعة على أن نلعن الظلام .. نحن نحتضن كل من يأتي إلينا ونقدم له يد العون والمساعدة, نترك كل ما يشغلنا من أجلهم فنحن أنشأنا هذا المركز من أجلهم وليس لأجل أن نبين للناس أننا نعمل ..الخ

انتشار المخدرات في الجنوب وخاصة العاصمة عدن, هل هي مشكلة عارضة أم عمل منظم؟؟!

انتشار المخدرات عمل ممنهج , فمنذ أول يوم في الوحدة 22/مايو/1990م يوم الثلاثاء, قبل هذا اليوم كان عندنا في الجنوب قانون تقنين القات يومي الخميس والجمعة, وكان يوم إعلان الوحدة الذي كان يوم الثلاثاء انتشار كبير جداً للقات في كل مناطق الجنوب, منتشر بشكل مهرجان! فهنا نُسف ذلك القانون الذي يحد من تعاطي القات الذي يعتبر أحد أنواع المخدرات, ومن هنا نفهم أنه تم التمهيد لشيء أخطر منه وفعلاً في 1993م بدأت بوادر إدخال الحشيش إلى الجنوب من البوابة الشرقية عبر المهرة وكانت ولازالت تدخل إلى الآن سفن عبر المهرة وحضرموت وتهرب المخدرات لكل الجنوب, ويمكن أن نلاحظ أن مدينتي عدن والمكلا الأكثر ثقافة والأكثر علماً والتي تعتبر أكبر المدن الجنوبية وأهمها وصورة الجنوب أمام العالم هي أكثر المناطق التي ينتشر تعاطي المخدرات فيها, فهم يريدون أن يحطموا هذه النماذج والكوادر الجنوبية التي نعتمد عليها في المدنية والحضارة ..

أستاذة سعاد .. من خلال نزولك للساحات والمدارس وغيرها .. ما هي الصعوبات التي واجهتيها؟ وهل سبب لك توجهك السياسي كحراكية بعض الصعوبات ؟!

بصراحة ولأن موضوعنا موضوع مجتمعي ونحن لا نؤديه بصفتنا السياسية بل من ناحية إنسانية مجتمعية .. بالنسبة لنزولي للساحات أو نزولي حتى للمدارس لا نلاقي أي صعوبة وذلك لأن أنفسهم القائمين على هذه الأماكن  بغض النظر عن انتماءاتهم المعارضة لنا وطرق تفكيرهم المختلفة عنا لا يمكن أن يعترضوا على موضوع التوعية بخطر المخدرات لأنهم يعلمون أنهم إذا منعوا ذلك فسيكونون مشاركين في هذه المشكلة, فنحن لا نسكت إذا تعرضنا لأي مضايقات أو أي صعوبات ، مثلاً حصلت لنا ذات مرة مشكلة في أبين "مودية" وتم تداركها بسرعة بعد أن أخبرتهم أنه إذا منعتونا من القيام بالتوعية فأنتم مشاركين في ترويج ونشر المخدرات! كانت حركة صبيانية من بعض الأشخاص وليست من جهة مسؤولة ، تم تداركها وإعادة المياه لمجاريها ..

ومن أهم الصعوبات لحد الآن أنه لا توجد منظمة مختصة فعلاً بمكافحة المخدرات , التي تساعد المركز وتمد يد العون له بالدعم والتأهيل والدراسة وفي كل ما يحتاجه المركز من علاج وأساليب مكافحة وكل شيء , ويعود سبب عدم تواجد هذه المنظمة لأن الدولة ليست عضواً في أي منظمة من منظمات مكافحة المخدرات ..

يعني أنتم ليس لكم أي تواصل مع أي منظمات إقليمية أو دولية مختصة بمكافحة المخدرات للتنسيق معها في بعض الأعمال ؟

نحن حاولنا لكننا عجزنا! فهذه المنظمات تعمل على برتوكول تأتي عبر الحكومة وإذا كانت حكومة البلد ليست موقعة على برتوكول تعاون معها فهي لن تستجيب لك! فلابد أن تطلب الدولة نفسها مساعدة من هذه المنظمات حتى تتواصل مع الأشخاص الذين يعملون بهذا النشاط التوعوي , لكن للأسف الدولة مقصرة كثيراً إلى حد الآن ولم تقم بواجبها المطلوب منها تجاه شعبها ..

من يقوم بدعمكم ودعم المركز ؟!

نحن معتمدين على بعض رجال الأعمال الجنوبيين وبعض أهل الخير ، والأكثر هو جهد شخصي .. لا يوجد أي دعم رسمي نهائياً , إلا بالفعاليات الأخيرة التي قمنا بها في مدارس العاصمة عدن فقد دعمنا وساعدنا المحافظ عيدروس الزبيدي - حفظه الله - وهي المرة الأولى التي نتوجه فيها لجهة رسمية وتدعمنا ونحن كنا على ثقة تامة بشخص المحافظ أنه سيدعمنا وهو حريص على شبابنا أكثر منا .. عُرض علينا الكثير من الدعم فقط حتى لا نتكلم "من السبب" , لكننا رفضنا هذا ونحن في عز احتياجنا للدعم وسنظل نرفض مثل هكذا دعم مشروط بعدم التكلم حول من السبب بانتشار المخدرات وسنقول الحقيقة كما هي ..

ما هي خططك, وهل تفكرين بتدريب شباب يساعدونك في التوعية في مختلف مناطق الجنوب؟!

من أول يوم ونحن ندعو أي شخص يحتاج أنه يتدرب ويفهم عن موضوع المخدرات .. يأتي إلينا بعض الشباب ليأخذوا منا بعض المعلومات حول ظاهرة المخدرات ليستفيدوا منها في أبحاثهم في الجامعات خصوصاً بعض الأقسام كعلم النفس والاجتماع وحول بعض السلوكيات التي تلحق بمشكلة تعاطي المخدرات كالتطرف والإرهاب ونحن نساعد مثل هؤلاء الشباب ..

بالنسبة لتدريب الشباب المشكلة ليست بتدريبهم بل بتوفير المادة التي يحتاجون لها , ونحن كما ذكرنا سابقاً لا نملك الإمكانيات الكافية للقيام بمثل هذه الخطوات ونحن نعمل بما يتناسب مع إمكانياتنا ..

من الحالات التي اكتشفتموها بين الشباب هل كلها من الذكور أم هناك حالات من الإناث؟!

نعم ، هناك حالات من الجنسين , وللأسف هذه الحالات في ازدياد بعد انتشارها بين البنات , فالبداية بدأن بتعاطي القات وانتشرت مقايل القات للنساء وكان يتم استدراج بعض البنات الشابات من بنات الثانوية والجامعيات إلى هذه المقايل وكل واحدة منهن تستدرج أخرى وهكذا .. وتصل المخدرات إلى الشباب عبر الرفيق السيئ بأنه يغدر فيك أو يحببك فيها .. وبالنسبة للبنات أحياناً تكون الفتاة على علاقة بشاب وهذه قصص واقعية وليست من نسج الخيال , فيقوم الشاب بدعوتها لتناول كأس عصير ويضع بداخله نوعاً من المخدرات أول مرة وثاني مرة وثالث مرة حتى تجد نفسها قد أدمنت على المخدرات وتشعر أنها لابد أن تأخذ ذلك الشيء الذي كان يحطه لها داخل العصير فيستدرجها وهنا تتفاقم المشكلة أكبر, نحن لسنا ضد العلاقات التي تنتهي بشكل رسمي وبحلال , نحن ضد العلاقات المشبوهة التي تكون فيها الفتاة أحياناً بريئة ولكنها لا تنتبه لنفسها وبذلك تصبح ضحية لمثل هذه المشاكل الخطيرة ..

وأحياناً تكون صديقة تدعوها لمنزلها وتعطيها هذه المواد , وأحياناً تعطيها علكة اكتشفنا أنها نوعاً من الحشيش وهو متداول بين بعض الفتيات في الجامعة , فعلى الفتيات أن يحذرن من الأشياء الغير مألوفة ..

حققتي نتائج ملموسة, فهل أنتِ راضية عما حققتيه ؟وهل ذلك يتناسب مع طموحك؟

لا ... لم نحقق أي شيء مازلنا بعيدين جداً من النتائج التي نطمح لها فأحلامنا أكبر من هكذا , ونعرف أن موضوعنا طويل جداً وكبير .. نحن محتاجون لصحوة هذا الشعب بأكمله المستمتع بحالة اللاوعي الذي يعيشه , فمثلاً قرار منع القات الأخير ، نحن مع منع القات  ولكنا ضد الطريقة والجهة والتوقيت الذي أًصدر فيهم هذا القرار لأنها غير صحيحة , لم تكن هناك دراسة لهذا القرار ولم يعملوا أي حيثيات حول هذه الظاهرة ومن سيتضرر ومن سيستفيد من هذا القرار .. من أصدر هذا القرار أراد أن يطبقه بالعصا ونحن مع تطبيقه بالعصا ولكن ليس عصا الضرب بل عصا القانون فلابد أن يكون القرار تدريجياً وبالتوقيت المناسب ويجب وضع بدائل له ومعالجة كل المشاكل التي تمنع الناس من تطبيق هذا القرار .. فبعض الناس فاتحين بيوت من هذا القات ومنعه يمثل نكبة لهم , حتى القرآن الكريم عندما منع الخمر لم يمنعه مرة واحدة بل تدرج بالمنع وعالج هذا الموضوع معالجة إلهية  حكيمة فقال في البداية "يا أيها الذين آمنوا لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى" أي أنه منعه في أوقات الفروض الخمسة وبعدها حرمة كلياً وقال : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.. فمثل هذه القرارات التي الغرض منها صنع بطولات تعتبر خاطئة وقد ألغي هذا القرار فما بُني على خطأ فهو خاطئ , فلابد من دراسة لهذا القرار ويجب أن يصدر عن الجهة المعنية وهي إدارة مكافحة المخدرات ..

ما هو الدور المطلوب من المرأة سواءاً كانت أماً أو أختاً كبرى أو مربية أجيال ... المرأة بشكل عام؟!

المرأة بشكل عام عليها الدور الأساسي, ليس في ظاهرة المخدرات فحسب إنما حتى بالمشاكل والظواهر التي تلحق مشكلة المخدرات  مثل التطرف الديني المنتشر الآن وانخراط الشباب في الجماعات الإرهابية والقيام بالأعمال الإجرامية والأعمال البلطجية في الشوارع وتسيب الأولاد خارج منازلهم إلى أوقات متأخرة .. هذه كلها مسؤولية المرأة في البيت سواء كانت الأم أو الأخت الكبرى أو الزوجة .. المرأة بشكل عام , المعلمة في المدرسة تستقطع خمس دقائق من حصتها تعطيهم قصة تكون لها هدف وتوعيهم فهذا يحط أثراً في ذهن الطلاب , فأبناءنا لديهم شغف للتعلم ويسألون ويناقشون حتى يفهموا , أطفالنا ينقصهم الاهتمام والرعاية .. فلماذا الأم لا تأخذ أطفالها جميعهم لمدة ساعة كل يوم وتسألهم وتحاورهم ماذا فعلوا طيلة يومهم بالمدرسة والحارة ؟      وما هي المشاكل التي واجهوها ؟ وبعدها تبدأ بإعطائهم النصح , لابد أن تسمع لهم وتشجعهم ولا تعاقبهم   أو تقمعهم ببعض الكلمات أو الأفعال القمعية التي تجعله يضطر لعدم الكلام حتى لو واجه مشاكل بسبب العقاب الذي سيلقاه إذا تكلم , يجب احتواء أبناءنا حتى المدمنين لابد أن نعيدهم لأحضاننا ونحسسهم بحبنا ونتأسف لهم لأن كل ما صار لهم بسببنا أفضل من أن يقوموا بجرائم وفضائح قد لا نستطيع مواجهة المجتمع بسببها , لابد أن نشجعهم على العلاج ونحثهم عليه ونرفع من معنوياتهم حتى يستطيعوا العلاج ويتخلصوا من هذه المشكلة , فأغلب من يأتون للمركز يرغبون بالعلاج لكن تكون لديهم حالة من الخوف من معرفة الأهل بمشكلتهم , فعلى الآباء عندما يلاحظون التغير في أبنائهم في تصرفاتهم وسلوكياتهم مثل كثرة التغيب عن المنزل ورفع الصوت على الأسرة والسرقة, عليهم أن يبحثوا عن الأسباب ويبحثوا في كل متعلقات ابنهم كملابسه وأشيائه وحاجياته الخاصة حتى يعثروا على سبب تغير ابنهم سواء كان شمة أو حشيش أو أي نوع  آخر من المخدرات أو غيره فتبدأ تعالج المشكلة من أساسها  من كيفية تعاملك معه وما الذي دفعه لهذا ..

ما هو أكثر موقف أثر عليك وأنتِ تقومين بنشاطك بالتوعية ومعالجة المدمنين ومساعدتهم؟!

أكثر الحالات التي أثرت فيّ هي الحالات الأخيرة  حتى أنني عندما أتذكرها أشعر بالبكاء وتخنقني العبرة .. هناك جرائم تحصل فبعض باعة الصيدليات يقومون ببيع مادة (الترامادول) للناس مع إن هذه المادة وهذا الدواء أصبح محرماً في كل العالم, والأطباء والصيدلانيين على علم بهذا ومازالوا يبيعونه , ومن الذي يتعاطى هذه الأدوية؟! يتعاطى هذا الدواء بعض مرضى الفشل الكلوي أو من يعانون من المغص الكلوي الشديد فيأخذوا هذا الدواء كمسكن للألم لكنه مسكن قوي والمفروض أن يُعطى بجرعة محددة جداً بحيث أنه لا يصل المريض للإدمان .. تخيلوا أنه عندما يذهب إليهم المريض يعطوه ما يكفي شهر! حوالي 30 جرعة ! فأكيد يكون وصل المريض للإدمان بمراحل متقدمة! يأتين إلى المركز بعض الفتيات والنساء وبعض الشباب ومثلاً يقول بعض الشباب أن صاحب الصيدلية استدرجني بما يهدأ الألم الذي أشعر به وأعطاني هذا الدواء وأظل يومياً في ذهاب وإياب إليه ويعطيني هذا الدواء بدون روشتة أو فحص أو أي شيء! معظم من يأتي للمركز تجد آثار الحقن في يديهم وأرجلهم وأفخاذهم ورقبتهم وفي كل جسمهم! عندما تشاهد تلك الآثار على أجسامهم تنصدم وتتساءل أين اختفت ضمائر الناس ! لماذا ماتت؟! لماذا فقدنا إنسانيتنا ووصلنا لهذه الدرجة من الوحشية؟! ولماذا؟! حتى تكسب كم ألف من هذه الحقنة!؟ .. تخيلوا أن المرضى المدمنون على هذا الدواء يتعاطون بحدود العشر حقن في اليوم الواحد! ويبيعوا لهم كل حقنة بـ(ألف ريال) بالرغم أن ثمنها الحقيقي أقل من ذلك لكنهم عندما يرون الشخص مدمن عليها يقومون بابتزازه واستغلاله ورفع سعرها! هذه جريمة كبيرة جداً , فحال من يأتي للمركز من هؤلاء تكون سيئة للغاية يقولون "انقذونا فقط وخلصونا بأي وسيلة" فنحاول مساعدتهم وإيجاد العلاج لهم من الحالة التي وصولوا لها وهم لم يكونوا في طريق الإدمان بل كانوا مجرد مرضى ولكن بانعدام ضمائر الأطباء أصبحوا في مشكلة وكارثة أكبر من التي كانوا يعانون منها للأسف!

كلمة أخيرة لك؟!

والله هناك الكثير من الكلمات ولكن كلمتي الأخيرة أوجهها للأسرة التي هي الأمل الباقي لنا , لأنه لا توجد دولة أوجه كلامي لها , ولا يوجد مسؤولين عندهم ضمائر ممكن أن أحاكيها , لكني سأحاكي ضمائر الآباء والأمهات والقلوب التي إن شاء الله تكون حية على الأقل على أولادهم وبناتهم .. يجب عليك أن تهتم بما عندك ولا تلتفت إلى المحيط الذي حولك , إهتم بأطفالك بالذات المراهقين منهم , حافظ عليهم .. إذا كنا قد أضعنا جيلاً فلا يجب أن نضيع الباقي! نحاول أننا نهتم فيهم أكثر ونرعاهم وإن شاء الله ربنا يحميهم ..

 

 


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك