آخر تحديث :السبت 10 اغسطس 2024 - الساعة:02:15:56
مدير عام مكتب الصحة بعدن لـ (الأمناء): مستشفيات عدن مكتظة بالجرحى وهناك لجنة محلية لمتابعة تقاريرهم وفق معايير طبية (لقاء)
(لقاء/ منـى قــائد)

مرّ الوضع الصحي في عدن خلال فترة من الفترات وخاصة أثناء الحرب بشلل وانهيار تام وذلك أسوة بكثير من القطاعات في المحافظة .. ورغم ذلك ظلت المؤسسات الصحية تؤدي مهامها على أكمل وجه أثناء الحرب وبعدها ، حيث كانت تعتبر جبهة من جبهات القتال ، وكل الذين عملوا في تلك الجبهات هم من الكوادر الصحية المحلية من أبناء محافظة عدن والمحافظات المجاورة.. ولمعرفة تفاصيل تلك الجبهة كان لنا لقاء موسع مع مدير عام مكتب الصحة والسكان في محافظة عدن الدكتور/ الخضر ناصر لصور، وإليكم تفاصيل الحوار:

عودة من جديد

في مستهل حديثه أعطى لـ"الأمناء" صورة موجزة حول وضع المرافق الصحية في عدن ، مبتدئاً بحمد الله على أن المؤسسات الصحية والوضع الصحي بدأ يعود من جديد بفضل الخيرين من إخواننا في دول التحالف الذين كان لهم دور أساسي في إعادة البناء والتأهيل ، حيث تزعمت دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بالهلال الأحمر الإماراتي هذه الخطوة وعملوا على إعادة تأهيل (9) مجمعات على مستوى المحافظة بالإضافة إلى (2) مراكز للطوارئ التوليدية ، إلى جانب إعادة تأهيل مستشفى الجمهورية والأطراف الصناعية وكذا المستودعات الطبية ، كما تم رفدنا بـ(18) سيارة إسعاف توزعت على المجمعات والمستشفيات بما فيها القطاع الصحي الخاص ، حيث تم تسليم (3) سيارات إسعاف واحدة لمستشفى النقيب والأخرى لمستشفى صابر والثالثة كانت من نصيب مستشفى الوالي ، إضافة إلى مستشفى المصافي ومستشفى خليفة بن زايد (22مايو سابقا)، وأيضا مستشفى الجمهورية سيارتين ومركز الطوارئ التوليدية في كريتر سيارة والمجمعات الـ(9) في كل مديرية سيارة ..    

دعم سخي

وواصل د. لصور حديثه: "تم دعم القطاع الصحي دعماً سخياً من قبل الإخوة في مركز الملك سلمان ، خاصة في أمراض الغسيل الكلوي للأربعة المراكز في مستشفيات الجمهورية وطيبة وعبود والصداقة ، هذا بالإضافة إلى دعم إخواننا في دولة الكويت والذي كان لا يقل سخاءً عن سابقاتها من الدول ممثلة باللجنة الصحية الكويتية عبر صندوق إعانة المرضى الكويتي ، حيث وصلتنا في الفترة الأخيرة (20) سيارة إسعاف لم تدخل الخدمة بعد و(5) باصات نقل ، وكذا الأدوية وكثير من المولدات الكهربائية التي لم يتم توزيعها إلى الآن". 

وأوضح بخصوص سيارات الإسعاف في أن هناك خطة يريدون أن يتفقوا عليها مع الإخوة في صندوق إعانة المرضى الكويتي على إعادة نظام الإسعاف الذي سيكون في مداخل المحافظة ، بالإضافة إلى وجوده على الطرقات السريعة وعلى شواطئ المحافظة وهذه السيارات ستكون مجهزة وستعمل جنبا إلى جنب مع سيارات النجدة والإطفاء بحيث تكون نواة لمشروع الدفاع المدني بشكل عام وسترتبط بها غرفة عمليات مشتركة، ناهيك عن وجود دعم من إخواننا في الهلال الأحمر السوداني وكذا من إخواننا في دولة البحرين.. وبذلك أصبح القطاع الصحي يشهد حراك صحي سليم وإن شاء الله سيتم إعادة الأمور إلى نصابها ".

شعور بالرضا

وحول الأدوية والمستلزمات الطبية، قال: " نحرص دائما عند تسليم الأدوية والمستلزمات الطبية على أن تكون لصالح المرضى، حيث شكلنا لجنة للرقابة.. لكن في نظري أن المواطن هو العين الرقابية الأقرب إلى الحقيقة ومساعدته لنا من خلال الإبلاغ عن أي أمور خارجة عن القانون سيقلل من تلك الاختلالات التي قد تحصل من قبل ضعاف النفوس.. لذا يجب أن لا نستخدم لغة النقد من أجل النقد وإنما يجب أن نستخدمها من أجل البناء والإصلاح .. ولا نقول بأن الوضع الصحي أصبح (100%) وإنما بدأنا نشعر بالرضا وأن هناك أموراً طيبة تحققت وممكن أن تتحقق".

وأردف قائلا: "خلال هذا العام نفذنا حملتين وطنية لاستئصال شلل الأطفال (حملة من منزل إلى منزل) والمحافظة دائما تحقق نتائج طيبة ، حيث تحصلت في الجولة الأولى على (90%) بينما تحصلت في الجولة الثانية على (94,5%) ".

دعم المنظمات الدولية

وحول الدعم المقدم للمرافق الصحية أثناء فترة الحرب قال د/ لصور: "أُغلقت مستشفى الجمهورية في تاريخ (27/4/2015م) عند احتلال الميليشيا لمديرية خورمكسر بالإضافة إلى مستشفى باصهيب الذي كان محتلاً قبلها بأسبوع.. وهذه تعتبر من المستشفيات الكبيرة داخل محافظة عدن، وكما هو معلوم أن الموازنة التشغيلية كانت تأتي من صنعاء.. لكن في عام (2015م) لم تكن هناك أي موازنة تصل وكان الدعم الكبير من الإخوة في المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) واليونيسيف والصليب الأحمر الدولي وكذا أطباء بلا حدود وخاصة الفرنسية ، حيث تم علاج أكثر من (50%) من الجرحى الذين كانوا يصلون إلى مستشفى أطباء بلا حدود وهذا ليس بعدد قليل وخدماتهم كانت تقدم مجانية (100%) كما كان هناك كثير من الدعم المقدم من التجار وأطباء عبر القارات بالإضافة إلى الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان والهلال الأحمر السوداني".   

تحدي وهدف واحد

واستطرد قائلا:  " وللوقوف يداً بيد مع أبناء هذه المحافظة الباسلة التحم الجميع من منظمات دولية ومنظمات مجتمع مدني محلي وشخصيات اجتماعية ولجان طبية شعبية بما فيها مكتب الصحة، حيث كان الكل متفاعلاً واعتبرها تحدي وهدف واحد.. حتى الأنشطة كانت حاضرة مع المؤسسات الأخرى مثل صندوق النظافة والمياه والصرف الصحي فكانت لحمة واحدة وجسد واحد ولأن الكل كان مدرك لأهمية المرحلة انخرط الكثير من المهندسين في العمل الصحي من أجل أن يؤدوا عمل إنساني دؤوب ، وفي تلك الفترة قمنا بعمل حملة للتطعيم في الأربع المديريات التي لم تصل إليها مليشيا الحوثي فكان إلى جانب النشاط العلاجي كان هناك نشاط وقائي".

وأثنى د/ لصور على الهلال الأحمر السوداني قائلا: " في خضم هذا التفاعل ونسبة الإدراك والوعي لدى الجميع برز دور الهلال الأحمر السوداني حيث أتت بعثة سودانية عملت في مستشفى المصافي لمدة شهرين عمليات نوعية وجبارة ".

تطورات ملحوظة

وفيما يخص الترميمات التي شملت القطاع الصحي بالمحافظة استهل د/ لصور حديثه عن هذه الفقرة بقوله تعالى : ( ولا تبخسوا الناس أشيائهم ).. وأضاف: " في الفترة السابقة شهد الوضع الصحي تطورات ملحوظة أفضل بكثير من عشر سنوات مضت عاشها القطاع الصحي.. لذا يجب على الناس في محافظة عدن الخروج من دائرة التشاؤم والدخول في دائرة التفاؤل والعمل ، حيث دائماً المواطن لا يرى الجميل وإنما يبحث عن الشيء السلبي في الجميل لتشويهه).

وأوضح قائلاً: " إن الترميمات كانت على مستوى عالي شملت إعادة البنية الإنشائية من تكييف وطلاء ورصف الممرات وغيرها.. كما شمل العديد من التجهيزات حيث توجد لدينا سجلات بكل مستشفى بما استلمت "..

واستدرك د/ لصور قائلاً: " لم يبقَ علينا سوى بثّ الروح الوطنية في نفوس العمال ورفع كفاءاتهم من ناحية التدريب والالتزام الوظيفي ونحاول المحافظة على الأجهزة التي نستلمها ". 

لجنة إغاثة طبية

وعن وضع الجرحى قال د/ لصور: " وصل عدد الجرحى إلى (16728 جريح) هذا لإقليم عدن ناهيك عن بقية المحافظات.. ففي فترة الحرب قمنا بتكوين لجنة إغاثة طبية وكنا نستلم الأدوية وغيرها من المستلزمات الطبية ونوزعها على المحافظات بحسب الحاجة"..

وأكمل حديثه: "لأن الجريح هو أساس المقاومة إذا لم يتم الاهتمام به المقاومة تسقط على الأرض وتُحبط بذلك عزائم كثير من الناس.. لذا شُكلت لجان للجرحى في الداخل كما شُكلت لجان في المحافظة وكذا شُكلت لجان في الخارج وذلك لمتابعتهم".

عدم استقرار الوضع الأمني

وحول الجرحى وعلاجهم قال: "كثيراً ما قلنا أنه يجب أن يتم تجهيز مستشفى خليفة بن زايد (22مايو سابقا) ومستشفى الجمهورية وإعادة الخدمة في مستشفى باصهيب ومستشفى المصافي وتزويدهم بكوادر محلية وأجنبية.. وبهذا الخصوص تحصلنا على الموافقة من فخامة رئيس الجمهورية بأن يتم التعاقد مع بعثات أجنبية ، وبالفعل تواصلنا مع الإخوة في السودان ومصر والهند وكذا الأردن.. لكن عدم استقرار الوضع الأمني الذي يتم الترويج عنه في الدعايات الإعلامية حال دون ذلك".

وواصل حديثه قائلاً: "يوجد هناك وكيل لمحافظة عدن مختص بشؤون الجرحى.. وبدورنا قدمنا مقترحاتنا حول آلية علاجهم .. لكن ما يحصل هو أن كثيراً من الجرحى سواء الذين في الأردن أو السودان لا نعلم من المسؤول عنهم هناك ، هل هو الملحق الطبي أم اللجنة التي تتبع الجرحى؟! ، حيث توجد أكثر من جهة تتوزعهم وبذلك يكون الاهتمام في بعض الأحيان بشكل مفرط يصل لدرجة أن الجريح يبقى في الخارج لمدة (6 أشهر) ويكون وضعه الصحي لا يستدعي قضاء تلك المدة، وبعض الأحيان لا يكون هناك اهتمام بالجريح ويُهمل في الخارج نظراً لعدم وجود جهة محايدة ومتابعة وتكون على تواصل معنا، حيث لا نعلم ما هو وضع المريض في الخارج.. لذا يجب أن تكون هناك بلورة بكيفية التعامل معهم من جهات الاختصاص ".

تشكيل لجنة محلية

وأكد د/ لصور: "نحن الآن بصدد تشكيل لجنة محلية تعمل تقريراً لكل جريح على أن يتم رفعه إلى الإخوة في دولة الإمارات الذين سيتكفلون بعلاج الجرحى سواء كان في الداخل أو الخارج".

وأضاف: "هذا لن يتم بطريقة عشوائية وإنما بمعايير طبية بحتة، حيث قمنا في مكتب الصحة بعمل مقترح بالإخصائيين منهم أخصائي جراحي ، و أخصائي وجه وفكين ، وأخصائي عيون ،  وأخصائي جراحة مخ وأعصاب ، وكذا أخصائي عظام وعمود فقري ، بالإضافة إلى سكرتير اللجنة".  

وقال: " نحن الآن في المستودعات المركزية وضعنا على اعتبار أنه ستُنشأ صيدلية الجرحى في مستشفى الجمهورية ، فقمنا بالتنسيق مع الإخوة في دولة الإمارات على توفير العلاجات اللازمة والمناسبة للجريح وتكون بإذن الله مجانية". 

واستطرد قائلاً: "وصل عدد الجرحى الذين سافروا في فترة الحرب إلى (2,896 جريح) موزعين بين عمان والسودان ومنطقة شرورة الحدودية وكذا الإمارات والحمد لله عاد الكثير منهم إلى أرض الوطن.. أما بالنسبة لمستشفيات عدن فهي لازالت مكتظة بالجرحى وبخصوصهم تم عقد اتفاقية علاج (600 جريح) على حساب مركز الملك سلمان و(150 جريح) في كل مستشفى خاص من أربع مستشفيات (النقيب وصابر والبريهي وكذا الوالي)، كما أن هناك لجنة مختصة عبرها يتم توصيلهم إلى هذه المستشفيات ، حيث لا يدخل المريض إلا بموافقة هذه اللجنة".

تأهيل الكادر      

 قال د/ لصور " يوجد لدينا في محافظة عدن وبقية المحافظات مركز الدراسات للتخصصات الطبية العليا وفيه مساقات (البورد والماجستير والدبلوم) وكلها موجودة، حيث أغلب الدكاترة في المحافظة متخصصين ولا يوجد لدينا أطباء عموم ".  

وواصل حديثه : " إن معهد الدكتور أمين ناشر للعلوم الصحية يعمل على تأهيل الكادر الوسطي، كما توجد لدينا بعض الدورات من وقت لآخر في مجال القبالة ومجال الرصد الوبائي وغيرها".  

وأشار قائلاً: " إن ما ينقصنا هو نظام الدورات التنشيطية طويلة الأمد.. وهذه في الماضي كانت مرتبطة بالشركات والأخيرة كان مقرها في صنعاء فكانت محصورة على المتواجدين هناك.. لكن بما أن عدن العاصمة المؤقتة وتسكنها الكثير من المقرات سواء كان منظمات دولية أو منظمات محلية بالإضافة إلى الشركات والوكالات ومقر وزارة الصحة هنا سيكون تأهيل الكادر".

المنح الطبية

وأردف د. لصور : " لدينا الآن مكتب المنح الخارجية ، حيث كانت لدينا منح طبية عبر الوزارة في صنعاء لم نستفد منها في المحافظة ولا في المحافظات المجاورة نظراً لوجود آلية لتنظيم ذلك عبر مستشفى الثورة ولمشقة السفر كانت نسبة الخروج من هذه المحافظات قليلة.. لكن الآن المكتب موجود في عدن وأصبح من السهل الوصول إليه واحتمال أن تكون التقارير عبر مستشفى الجمهورية وما على زملائنا سوى الاستفادة من هذه المنح .. لافتاً أن الوفد التركي وعد بتفعيل ذلك".

واستدرك " أن أثناء تواجد الوفد التركي في عدن قام بزيارة كل من مستشفى الصداقة ومستشفى الجمهورية ووعد بإنشاء مستشفى جراحي داخل حرم مستشفى الصداقة بسعة (40) سرير و(6) أسرة إنعاش إلى جانب تزويدنا بـ(10) سيارات إسعاف أخرى على مستوى المحافظة ، بالإضافة إلى عمل مستشفى ميداني في حرم مستشفى الجمهورية.. ناهيك عن البعثات وتأهيل الكادر سواء كان داخلياً أو خارجياً ، كما تم تزويدنا بالمحاليل لمركز الغسيل الكلوي في مستشفى الصداقة وسيتم تزويدنا بها إلى نهاية العام الجاري (2016م) من الإخوة في دولة تركيا عبر وكالة (تيكا) " .

العمل وحسن الظن 

وعن الصعوبات التي تقف أمام التطور والتقدم في القطاع الصحي قال د/ لصور: "  الصعوبات موجودة ، لذا نوجه دائما رسائل للإخوة في القطاع الصحي والتمريضي والأطباء بإعطاء قليل من الاهتمام داخل مرافقهم الحكومية  كما يجب العودة إليها ونعمل شيئاً طيباً لله وللناس" مؤكداً أن العمل بإخلاص وحسن الظن والثقة ببعض وعدم التخوين في فعل الخير كل ذلك يساهم في تجاوز كل الصعوبات والعقبات..

 


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك