آخر تحديث :الثلاثاء 16 يوليو 2024 - الساعة:01:40:00
تداعيات انهيار الريال اليمني أمام الدولار والعملات العالمية..(تقرير)
(تقرير/ وليد الحيمدي)

يعاني المواطن في بلادنا اليمن  وخصوصاً في العاصمة المؤقتة لليمن  عدن  من ارتفاع أسعار السلع الحياتية (المواد الغذائية) ، منذ أكثر من ثلاثة أسابيع أنهار الريال اليمني أمام الدولار والعملات الأخرى وكذا  بعد  حرب مليشيات الحوافيش (الحوثي وصالح).

هكذا، أثّرت الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعانيها البلاد نتيجة الحرب الحالية في الشمال وتحرير الجنوب، بشكل مباشر على المواطن في  العاصمة عدن وشحّ في الخدمات العامة الكهرباء- ماء صرف صحي وغيرها ، وبات يعاني من ارتفاع يومي ومتواصل في الأسعار وتلاعب التجار بالأسعار، مستغلين وضع البلاد الهشّ، ما يجعل من تأمين متطلبات الحياة مهمّة شبه مستحيلة..

عوامل ارتفاع الأسعار

هنالك جملة من العوامل التي ساهمت في ارتفاع الأسعار في ظل التردي الاقتصادي، بينها تذبذب سعر الصرف العملة ، والعجز الكبير في الميزان التجاري ، عدم المراقبة لجشع التجار، ضعف دخل الفرد المواطن.

بنظرة سريعة على واقع السوق اليمني وخصوصاً في محافظة عدن، نجد أن المواطن  يفاجأ بارتفاع سعر سلعة ما، خلال 24 ساعة ارتفعت الأسعار بشكل خيالي فنجد سعر كيلو غرام السكر 200 من محال بيع التجزئة بينما في محال بيع الجملة يكون سعر الجونية7000ريال وزن 50كيلو، والبعض الآخر يبع بسعر 250 وقليلٌ هم الذين يبيعون بالسعر الصح 160 للكيلو، (مزاجية) في البيع بسبب عدم وجود رقابة على الأسعار بالرغم أن للسكر سعره هبط عالمياً حيث لا يتعدى سعر الجونية في الخارج عن 30 دولار أمريكي وكذا التغير السريع للعملة في البنك المركزي وكذا محلات الصرافة..

أما أسعار المواد الحياتية الأخرى، فنجد أن نسبة ارتفاع أسعارها فاق معدل 200% وأحياناً 300% . منها الكثير لا يسعنا ذكرها هنا ، هذا جاء من أقل من شهر.

 

السلع الأساسية لا يجب ارتفاعها

 

ويؤكد المواطن والمثقف منير محمد ياسين من ساكني كريتر عدن ، في حديثه لـ "الأمناء"  :"أن التأثيرات الخارجية والداخلية  تُعد السبب الرئيسي وراء ارتفاع الأسعار، باعتبار أن اليمن وبشكل عام ومحافظة عدن بشكل خاص تعتبر دولة مستوردة للسلع الأساسية".

ويوضح عبد المنعم  قائلا :" عدم قدرة الحكومة على  استيراد السلع الأساسية أي السكر، القمح والأدوية بشكل دقيق  عندما كان يحدث في الماضي وأن البلاد تعاني من التضخم بسبب العجز الكبير في الميزان التجاري ".

ويلفت "محمد فيصل باوزير" من كلية الاقتصاد جامعة عدن :" أن الاستيراد يتطلب توافر العملات الصعبة في ظل غياب سياسة حكيمة من قبل الدولة لاستقطاب العملات الصعبة من المغتربين ومنتجي الذهب الذين يلجأ معضهم للتهريب وكذا غياب الحكومة والتي تركت المواطن في وضع صعب وكذا تحميل المسؤولية للقيادة المحلية بعدن".

أضاف باوزير أن الارتفاع الجنوني في الأسعار أدى إلى تغيير نمط الحياة والغذاء ، وبدأت مظاهر مجتمعية تختفي كثقافة التجمعات الأسرية أيام العطل في أحد منازل الأسرة. إضافة الى غياب الطعام النوعي والمختلف في العطل، وتراجع اجتماع "الزربيين"، وهي ثقافة (عدنية أصيلة)  بأن يتجمع أفراد العائلة حول طاولة تحمل أصنافاً عدة من أنواع الطعام تكفل الخيارات لكل الملتفين حولها منها (الصيادية) المخبازة وبرمة اللحم.

وفي الأخير قال باوزير: "أن استبدل بعض الأسر "الزربيين" بـ"صنونة الهوى" باعتبارها أقل تكلفة في ظل ارتفاع أسعار الصيد و اللحم ، فقد كان سعر الكيلو الثمد 1200 ريال (الصيد) قبل شهرين أما الآن أصبح بسعر 1500 وأحياناً يصل إلى    2000  ريال  .

يقول الأكاديمي "سعد هود" جامعة عدن كلية الآداب : "إن المواطن يعاني يومياً مع الارتفاع المتضاعف لأسعار السلع (بمز اجة التا جر، والتي بطبيعة الحال أكد بأنها لا تتناسب مع رواتب العاملين في أجهزة الدولة أو خارجها (القطاع الخاص)".

ويوضح سعد : "أصبح المواطنون لا يستطيعون مجاراة أسعار السوق، كنا نأتي بالفاكهة الى المنزل بشكل أسبوعي ولكنها الآن بجانب العديد من الكماليات ، فارقت منزلنا نهائياً"

وقال مواطنون:" إذا استمر الوضع القائم، قد لا نجد ما يسدّ جوعنا ".

أما أم ياسين أحمد سالم، وهي عاملة بسيطة تربي أطفالها بعدما فقدت زوجها في الحرب الأخير ، فتقول لـ"الأمناء" : " ما أجنيه من العمل لا يكفي لإعانة أسرتي الصغيرة المؤلفة من ثلاثة أطفال. وتشرح أنها اضطرت لإخراج ابنها الكبير من المدرسة ليساعدها في العمل لتستطيع تأمين قوت أطفالها ..الآن مدخولي وابني لا يكفيان لوجبة واحدة في اليوم".

وتتفق المواطنة  شادية محسن يسلم موظفة حكومية، مع ما ذهبت اليه ، وتضيف قائلة : "راتبي الشهري 69000 ريال، أنفق منه 44000 ريال راشن شهرياً ، وبقية المرتب مع مرتب زوجي الذي هو أقل، لا يكفينا لأسبوع في ظل ارتفاع الاسعار الجنوني".

 

تُجّار متلاعبون بالأسعار

أما أنور بامسلم من عدن يرى أن الأجور مقارنة بأسعار السوق زهيدة جداً، ويؤكد بأنه وأسرته استغنت تماماً عن الكماليات الغذائية، واكتفوا فقط بالمواد الغذائية الأساسية "التي أخشى أن نصل الى يوم نعجز فيه عن تأمينها".

وشهدت بعض أسعار السلع الاستهلاكية في محافظة عدن خلال فترة زمنية بسيطة ارتفاعا ملحوظا، لاسيما المواد المستوردة من الصين .

فيما تضاعفت أسعار بعض الخضروات عن ما كانت عليه قبل اقل من شهر والسبب هم التجار حسب رأي كثير من المواطنين فسمّوهم المواطنون التجار (بمتلاعبون بالأسعار) .

وقفز سعر الكيلو البصل 300 ريال في عاصمة عدن اليمنية اليوم ، إلى سعر بدلا عن 200 ريال الأسبوع الماضي، فيما ارتفعت أسعار بعض زيوت الطعام المصنعة محليا.

وقفزت أسعار بعض الخضروات ووصل سعر كيلو “الطماطم” بسعر 300 ريال عن 100 ريال قبل أقل من شهر، فيما ارتفع سعر كيلو البطاط من 200 ريال الى 300ريال، وشهد أسعار بعض التوابل هي الأخرى ارتفاعا ملحوظا.

وشهدت أسعار بعض المواد الغذائية المستوردة من دول عربية ارتفاعا طفيفا، أرجعه تجار تحدثوا لـ "لأمناء " انخفاض الريال اليمني مقابل عملات الدول العربية التي تستورد منها شركات يمنية منتجات غذائية منها الألبان والأجبان والمعجنات.

 


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك