آخر تحديث :السبت 25 يناير 2025 - الساعة:00:06:06
رواية هند...الحلقة 3 ــــــــــــ بقلم د. أحمد عبدالله القاضي
(الامناء نت.خاص)

 

رواية هند...الحلقة 3

   بقلم د. أحمد عبدالله القاضي

  

قبل 2 شهر, 18 يوم  ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

في الحلقة الثانية من هذا المسلسل الروائي " هند" طلبت هند من سعدان بصريح العبارة أن "يخالف القانون " وأن يتحمل وحده نتائج تلك المخالفة، ودورها في عملية تعيين ابنتها حددته لسعدان سلفاً وهو محصور فقط في التوقيع على القرار اما الترتيبات الاولية ستكون على عاتق سعدان واضافت اليه دبوان المشهور ببراعته في التخريجات ولذلك لُقب بمخرج البدائع ؛ لعل وعسى يسهل مهمة سعدان أو بعبارة أخرى يكون شريكاً في انتهاك القانون .

لقد كسبت هند من خدمات  سعدان عشرات الملايين في صفقات فساد كثيرة منها سيارات الوزارة التي كسبت فيها وحدها مئة الف دولار امريكي كان نصيب سعدان منها ثلاثة الف دولار فقط وهند موصوفه ببخلها ولؤمها الشديدين هند تبتز سعدان بقرار الترقية الذي لم تصدره بعد وهو ما لوحت به في نهاية الحلقة الثانية عندما وعدت سعدان بمفاجأة ساره بعد ان يستكمل الترتيبات الاولية لتعيين ابنتها وهي الترتيبات التي ستكون من دون شك غير نظامية ومخالفة للقانون

الحلقة (3)

مخرج البدائع

أذنت هند لسعدان بالانصراف ولكن عبر بابها الخلفي وليس عبر الباب الرئيسي الذي يؤدي الى صالة صغيرة ينتظر فيها الزوار قبالة مكتب عبد الرب.

تنفس سعدان الصعداء فقد كان يشعر بكتمة في صدره وبغُصٍة في حلقهِ  وبوحشة غريبه وكانه كان في زنزانة تحت الارض برغم سعة مكتب هند وتهويته الجيدة ولكنه كان يختنق رغم ذلك . ومما زاد الكتمة شدة أنه يحمل في جعبته قنبلتين ... الاولى : قنبلة تعيين سلمى بنت هند، والثانية : المحادثة التي دارت بين هند ورئيس البلاد فلا احد من الوزراء يخاطب الرئيس بلقب أخر سوى " الافندم " : وواضح من الحديث معه في التلفون ، أن هذه المرأة الأفاكة قد أوقعت بين الرئيس ومدير مكتبها وغششت دماغ الرئيس بأكاذيب جارحة عنه والصقتها بعبد الرب الرجل المثقف الوفي الامين والنزيه لقد تذكر سعدان  شيئا جعله محتاراً وهو... لماذا تركت سماعة الهاتف مفتوحه ؟! ولكن سعدان ارجأ التفكير في هذا السؤال فهو  يريد أن يمرق كالسهم من مكتب هند لينطلق الى مكتبه قبل أن يغادره معاونه وماسك سجلاته ودفاتره واقرب الموظفين الى نفسه كاتم اسراره عبدالجليل المشهور بــــــ " قشعم"  ليلقي عليه بحمله الثقيل ويفجر القنبلتين في وجهة حتى قبل أن يرتمي على كرسيه الدوار ؛ ثم سيطلب من قشعم كوباً من الشاهي الاخضر الصيني الذي يفضله ويأخذ نفساً طويلاً ويقعد معه في حديث طويل ذو شجون يلملمان خلاله شطايا القنبلتين !

مكتب سعدان في الدور الاول وهو في الدور الرابع والساعة قد تخطت الواحدة بعد الظهر ويخاف سعدان ان يأتي وقد غادر قشعم المكتب  والطريق الى المكتب  طويل  وعليه أن يهبط ثمانين درجة ولكن ليس هذا هو المعرقل الاساسي فقد تعود على الدرج من كثرة طلوعه الى مكتب هند وانما المعرقل الكبير هم الموظفون الفضوليين مبعثرون على الادوار الاربعة وعلى ناصية السلم وكثير منهم لديه معاملات عند سعدان لا محالة سيؤخرونه عن رفيقه ...فما العمل ؟

حسم سعدان الامر... خلع نعليه واخذهما في يده اليمنى .... وجرى بكل ما اوتي من سرعه !!! الممرات الاربعة امتلأت بالقهقهات وبالتعليقات .... سعدان ولا شر عليك ... سعدان مش طبيعي اليوم ... سعدان النظارة تزحلقت الى اسفل الانف ، سوف تسقط .. وسعدان رأسه الى الاسفل لا يلوي على شئ!

خرج سعدان من الباب الخلفي ودلف دبوان من الباب الرسمي بعد سعدان  بدقائق معدودة اقفل دبوان الباب بالمفتاح واشارت له هند بأسدال الستارة الزرقاء الغليظة الملفوفة أعلى الباب بشكل رقم (8)  ثم دنت منه مبتهجة وتبادلت معه حركة " الكفكفه " وذلك  بخبط كف يدها اليمنى على كف يده اليمنى اشارة الى نجاح الخطة !

"انت يا دبوان تتمتع بمواهب كثيرة غير محصورة بالأرقام فقط لم اكن اصدق بأنك بتقلد صوت الافندم بهذه الدقة عندما حدثتني بذلك فاختمرت   لدى الفكرة بأن نلعبها على سعدان ؛ وقد فعلناها  "   " نعم  اجاب دبوان بابتسامة عريضة "كيف كان شكل سعدان وهو يسمع  " الافندم" ؟ " اغلقت هند فمها من الجانبين بيدها وضحكت حتى سالت الدموع من عينيها .

" لو رايته يا ماجد ( هذا الاسم الاول لدبوان) وهو يسمع عبارتك وانت تقول " سأمسح به قاع اليهود ، لو اكدتي لي بأن عبد الرب كان  وراء الخبر سوف ترثى لحالته "  ثم عادت للضحك !!!

 




شارك برأيك