آخر تحديث :السبت 25 يناير 2025 - الساعة:00:06:06
رواية هند.. الحلقة 2
(الامناء نت.خاص)

 

 

بقلم /د.أحمد عبدالله القاضي

قبل 2 شهر, 26 يوم

 

 في نهاية الحلقة الاولى من هذا المسلسل الروائي" هند" ......كانت هند واقفه امام سعدان متجهمه ومحمره الوجه تنظر بنظرات حاده الى وجهه البارد ويدها مفتوحه بشده بفروجها الثلاث امام عينيه!

الحلقة (2)

الافندم

انزلت هند يدها وذهبت الى مقعدها وقعدت خلف الطاولة الفخمة العريضة وعلى الجناحين عدد من التلفونات  الارضية الملونة وحاويات صغيرة متنوعه الاشكال واحدة للقلامات السائلة واخرى للأقلام الجافة والثالثة للأقلام الرصاص ومقتنيات أخرى كثيرة متفرقه على سطح المكتب وجميعها لا يوحي بان صاحب المكتب هو  امرأة  فالأشياء من التي يقتنيها الرجال وقد بقي الكثير من مقتنيات الوزير السابق الذي كان رجلاً غاية في العِفه والنزاهة فجاءت الاقدار بنقيضه تماما!!

هند : "سعدان أيش في ؟"

سعدان : " انا محتار يا سيده هند ...... لا قانون الوزارة ولا قوانين ولوائح مجلس الوزراء ، ولا الخدمة المدنية تسمح بتوظيف ابنتك سلمى في منصب درجته مدير عام ..... فماذا أعمل ؟" أنا لا اقلق من الموظفين ، فانتي دائماً تنتصرين عليهم ، تعرفين كيف تساومينهم  في حقوقهم كلما اعترضوا على طلباتك الشخصية"

"  هند تبتسم مع الهمهمة ،وتقول : "  لأول مره اشوفك حائر  ولأول مره  تحبطني يا سعدان .........ولكن عندي لك حل ......

سعدان فوراً .... " الله وأكبر ما هو يا سيده هند؟"

هند " اذهب الى دبوان  الذي يشيد بدهائه عبد الرب ويصفه بمخرج البدائع في الوزارة ؛ وقد أطلقتم عليه بالسر  اسم اليهودي "كوهين" بسبب دهائه في الحيل المالية والإدارية أيضاً .... تفتكرني لا أعلم بالاسم ؟ !

افتهن سعدان .... نعم كوهين هو الحل !

وعلى حين فجاه ، وفيما كان سعدان يهم بالخروج من مكتبها ؛ رن التلفون فوقفت هند واخذت السماعة وبعد ثوان فقط سقطت على الكرسي كما  تسقط الذبيحة من سنارة جزار الحي عياش ، وسمع سعدان صوت حديد ينكسر ... نعم لقد انكسرت اليد اليسرى من الكرسي التي " هطلت " عليها هند بوزنها الثقيل ولكنها لم تعر ذلك الامر اهتماماً ودارت بالكرسي ويد الكرسي تتمرجح في الهواء  باتجاه سعدان بعينين جاحظتين ثم استقامت ومدت يدها واضعةً سبابة يدها على شفتيها بإشارة لسعدان بان لا يتكلم

هند : "نعم يا فندم  يا مرحبا بكم ...... كيف صحتكم الغالية .... اني احمد الله على النعمه.... ولكن .... ماذا ؟

(( كانت سماعة الهاتف مفتوحة لكي يسمع سعدان حديث الطرف الاخر ))

"هذا مستحيل يا فندم ، خرج الكلام من مكتبي – سوف احقق في الامر فوراً

أمهلني يومين فقط سأوافيكم بالخبر اليقين "..!

سقطت على الكرسي مره أخرى وهي تلهث وترسل زفرات وسعدان ينظر اليها بذهول .

" سعدان – قالتها بهدوء- اليوم قبل الغد سيرحل عبد الرب من مكتبي "!

استفاق سعدان من ذهوله وقال يخاطبها " ولكن سيدتي هند سلمى لا تصلح للمنصب فهو كبير عليها "

هند : " لا تقلق يا سعدان سلمى سوف تتعلم فقد اخضعتها لمسح شامل ودقيق ووجدت انها تمتلك ميزتين لم اجدهما في موظف اخر في الوزارة الميزة الاولى أنها عندي في البيت وعملي كما تعرف يبدأ من البيت وليس من المكتب "

سعدان يحدث نفسه .... " فعلاً  خططها تبدأ من البيت وليس من المكتب وكل صباح تستدعيني الى المكتب ومعها خطه جديدة؛ وكل خططها تخدم مصالحها الشخصية ليس لها علاقه بالمنفعة العامة ولا تهتم بشؤون الوزارة ولكان الوزارة هبطت عليها هبة ربانية من السماء . جاءت الوزارة  " مجحتته "  لا تملك قيمة صندل جديد..... اما اليوم فيديها مرصعتين بالذهب الذي من كثرته في منزلها اثار انتباه الزائرين وبتنا نسمع حوادث سرقه احزمة واسوارات ذهبية من منزلها ... وكله في الواقع سيذهب في هذه الطريق لأنه مال حرام !!

هند تسترسل .... " اما الميزة الثانية فهي سرعه البديهة "

سعدان : " ما هي سرعة البديهة يا سيده هند؟"

خرج من لسانه هذا التساءل من دون قصد فالرجل سارح وغارق في تأملاته عن هذه المرة – الضبع – التي لم يصدف مثلها بعد!!

هند : " سرعة البديهة تعني حركة صغيرة من اصبعي أو ومضه من عيني وتفهم  ما اريد "

"وتعلم يا سعدان انني سأزوجها عما قريب   واجمل هدية زواج ازفها اليها هي " الوظيفة "سعدان يكلم نفسه " يا سبحان الله  اصبحت الوظيفة العامة  في هذا البلد" ملطشة" ...... ويا لها من وظيفة " طوالي مدير عام  ..... بدون أي جهد يذكر .... لا خبرة ولا كفاءه  ابنتها سلمى لم تعمل مع الحكومة حتى يوماً واحداً ..... ولربما سنعيش  اليوم الذي  ستأتي فيه هند بزوج ابنتها هذا المزعوم الى الوزارة مديراً عاماً اخر ... كل شئ جايز مع هذه المرة !!

وتكهنت  هند بما  يعتلج في صدر  سعدان فقالت له بصوت ناعم " اذهب يا ابو سميه ولك عندي مفاجأة كبيرة بعد ان تنجز ما دعوتك من أجله " 

 




شارك برأيك