يعد القائد مختار علي مثنى النوبي ( أبو عمر ) قائد المقاومة الجنوبية في مديريات ردفان بمحافظة لحج واحد من أبرز القيادات الثورية الجنوبية وفي مقاومتها، وكان ناشطاً ومعارضاٌ للسلطات في المراحل والمنعطفات التي حدثت في الجنوب وما شابها من انعكاسات غير إيجابية أفرزت من هذا الشاب قائداً فذاً مغواراً نشأ من رحم تلك الثورة التي وقفت ضد السلطات آنذاك...شارك في العديد من المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات السلمية وظل ملاحقاً ومطارداً ومطلوباً أمنياً لدى أجهزة تلك السلطة، وضع على رأس قائمة المطلوبين لتعدد أنشطته وتحركاته الثورية كان من أبرز السباقين لحمل السلاح لقتال قوات الجيش اليمني وتعرض لإصابة خطيرة، وبعد شفائه منها عاد ليمارس نشاطه السلمي وفي الكفاح المسلح مع زملائه ورفاقه من أبناء ردفان كما شارك في موقعة حرب الحدود بين محافظة مأرب الشمالية وشبوة الجنوبية وأصيب خلالها وبعد تلقى العلاج للمشاركة مع زملائه لقتال قوات الجيش وتعرض لإصابة تم نقله لتلقي العلاج في إحدى مستشفيات السعودية...وبعد مرور شهرين منذ بدء الاجتياح العسكري الثاني للجنوب عاد للمشاركة رغم أن صحته لم تستقر وذهب لقيادة إحدى جبهات ردفان العند ومنها جبهة النخيلة وبعد التحرير وتحقيق الانتصار نصب قائداً للمقاومة في جغرافيا ردفان في مديرية ردفان الأم وحبيل جبر والملاح ومديرية حالمين ..

صحيفة "الأمناء" أجرت مع القائد النوبي حواراً عن الأحوال والأوضاع الحالية في البلاد والشأن على مستوى المقاومة في ردفان ومهامها ووضعيتها والدور الأمني والجهود التي قدمتها المقاومة ميدانياً بعد الانتصار وبعض الأمور السياسية والوضع الخدمي..

* ما هو  تقييمكم للوضع العام في البلاد خصوصا الأمني ؟

بالنسبة للوضع العام في جوانبه أراه يسير نحو التطور وهناك مؤشرات تبين تحسن الوضع الأمني على مستوى العاصمة عدن بفضل الله ثم بفضل وقوف التحالف معنا ووجود قيادات جنوبية وطنية حريصة ممثلة باللواء عيدروس واللواء شلال في العاصمة، وكذلك محافظة لحج التي تتجه نحو الاستقرار الأمني بعد تطهيرها من العناصر الضالة وحرص القيادة ممثلة بالدكتور ناصر الخبجي والعميد عادل الحالمي مدير الأمن  وقيادة المقاومة ممثلة بالشيخ أبو هارون اليافعي على ذلك وتسابق شباب أبناء مديريات ردفان للتضحية وبقوة في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن وبفضل قيادة عسكرية في محور العند ممثلة بالقائد فضل حسن العمري وهنا في ردفان أحيي شباب المقاومة والمواطنين والحريصين على العمل الأفضل وما يقومون به من عمل اجتهادي مساهم في حفظ الأمن، كل تلك الجهود العظيمة تبذل رغم عدم وجود الداعم الفعال، كما أنني أدعوا أبناء ردفان صغيرهم وكبيرهم  بالمساهمة بقوة وبحسب ما يستطيعون أن يعملوا على تحسين الوضع الأمني ونشر التوعية وحث الآباء على تعليم الأبناء مبادئ الحفاظ على السلوك الاجتماعي والقيم والثوابت الوطنية بما يسهم من توفير بيئة اجتماعية يسهم ذلك في التغلب على عوادم العشوائية التي تصدر من البعض....

* بالنسبة لوضع مقاومة ردفان كيف هي الأمور من حيث العمل والإسهام في ذلك ؟

في ردفان بعد تحرير محافظة لحج من الجيش اليمني المسنود بمقاتلي الحركة الحوثية أبلت المقاومة بلاءً حسناً في تنظيم جزء من الأمور، لأنه كانت هناك بعض العشوائية والتصرفات الفردية وقمنا بالتنسيق فيما بيننا كمقاومة وشخصيات اجتماعية وسياسية في ردفان على تفعيل دور الأمن بقوة أفراد من المقاومة في جبهة ردفان العند، كانوا يقومون بحراسة الشرطة ومعظمهم كبار سن كان ذلك تعاوناً وطنياً وساعد كثيراً من نشوة العمل الاجتهادي وبعد ذلك قمنا بتفعيل الشرطة وبالتنسيق مع المقاومة وعودة أفراد من الشرطة للعمل وتعيين قيادة أمنية وبمشاركة أفراد من المقاومة إلى جانب عدد من أفراد رجال الأمن في تأمين الشرطة والسجن العام..كذلك ساهمنا في حل عددٍ من القضايا الاجتماعية والإشكاليات في جوانب أخرى كما قمنا بتشجيع وفتح مكتب الصلح في شرطة ردفان رغم غياب جهات داعمة لنا.. وما نقوم به فقط عبر دعم بسيط من مساهمين تسخر لخدمة تحركات المقاومة والتغذية كما أننا سخرنا القطاع العسكري لتدريب عناصر شابة لغرض إشراكهم في الأمن والجيش على يد قيادات عسكرية، حتى أنه إلى الآن لم يرتب وضعنا ولازلنا نتابع الجهات المختصة , ولم تكن مهامنا منحصرة في الجانب الأمني بل على مستوى الخدمات، حيث قمنا بمتابعة الجهات في عدن في ما يخص الكهرباء وبمعية إدارة الكهرباء وقيادة محافظة لحج والسلطة المحلية في ردفان وذلك ساعد في تماشي الأمور بشكل أحسن..

* ماذا عن رعاية أسر الشهداء والجرحى ؟

كنا نتمنى أن يكون هناك أفضل من حيث التركيز والاهتمام من الجهات الحاكمة في عدن رغم متابعتنا ومتابعة مكتب الشهداء ومناشدات، لكن لم يكن هناك تجاوباً واقعياً فقط ما كان يحصل هو وعود وصبر من قبل ذوي الشهداء والجرحى ونحن نعول كثيراً على قيادة محافظة لحج التي تقوم بجهودها ومتابعتها للجهات وهناك بحسب ما لمسنا أن تواصلاً مع التحالف وقيادة المنطقة للإسراع في تنفيذ حقوق الشهداء ورعاية أسرهم ومعالجة الجرحى فهذا ليس شيئاً أسوة بما قدموه من تضحية بأنفسهم...

وحقوق الشهداء من الرعاية لن نتقاعس بشأنه سيكون ضمن المهام الأساسية التي نعمل من أجلها وسنعمل احتجاجات إن لم تقم الجهات بتوفير مستحقات الشهداء والمقاومة خلال الأسابيع القليلة ....

* ماذا بشأن وضع ترتيب المقاومة من حيث دمجهم في الأمن والجيش ؟

بالنسبة لترتيب وضع المقاومة في مديريات ردفان تابعنا الجهات المختصة بشأن دمج المقاتلين في صفوف الأمن والجيش وبعد تعيين قيادة جديدة لمحافظة لحج طرحنا عليهم ذلك وطرحنا ذلك على مدير أمن المحافظة الذي وعدنا بذلك في دمج عناصر المقاومة في الأمن من خلال زيارته لردفان قبل تطهير المحافظة من العناصر الضالة والتي كانت مثمرة وهناك عدد قليل من أفراد المقاومة تم خرطهم مع قوات الجيش في عدن وفي الأمن حتى في أماكن أخرى ونبشر رجال المقاومة في ردفان وخصوصاً بعد ما لمسناه من القيادة الأمنية أنه سيتم العمل وبالسرعة في ترتيب وضع المقاومة خصوصاً بعد تطهير المحافظة .....

* هناك عدد من النقاط التي تتصرف تصرفاً فردياً يزعج الناس ماردكم بشأنها؟

بالفعل كانت هناك عدد من النقاط العشوائية في ردفان تتصرف فردياً وقمنا بالعمل والتنسيق معها والعمل مع نقاط المقاومة واستطعنا أن نعيدها إلى وحدة العمل المشترك وحصل تطور إيجابي في هذا كما أن هناك نقاطاً وطنية يقظة  استطاعت أن تضبط أسلحة وبعض الممنوعات، هناك نقطة واقعة بين حالمين وردفان يقوم أفرادها بتصرف فردي ونحن نعمل بالتنسيق مع شخصيات اجتماعية في ردفان لإعادتها إلى رشدها والعمل إلى جانب نقاط المقاومة دون تصرف فردي يسيء إلى سمعة أبناء ردفان، لأن ذلك يزعجنا وما يؤذي الناس لن نتغافل عنه ونتخذ الإجراءات اللازمة وهناك وسبق وأن زارنا مدير أمن المحافظة وناقشنا سلبيات عدد من النقاط في الطريق العام وإنه سيتم اتخاذ الإجراءات بعد تمشيط عاصمة المحافظة من العناصر الضالة وسيتم وضع حل لبعض النقاط التي تتصرف بعشوائية .

* بالنسبة للوضع السياسي كيف ترون مستقبل قضية أبناء الجنوب والهدف المتمثل باستعادة الدولة ؟

نحن كان هدفنا استعادة الدولة ولازال وسيدوم هذا الهدف إلى أن يتحقق وأكدنا ذلك مسبقاً في تصريحات لوسائل إعلامية وغير ذلك خروج على العهد حتى وإن تأخر ذلك بسبب ترتيب وضع المحافظات من جوانب أمنية وتنموية وإعادتها إلى طبيعتها ونشاطها....

* لكن ما يدور إقليميا هو تجاهل لمطلب شعب الجنوب ؟

على الإقليم ومنها دول التحالف التي ساعدتنا في تحرير المحافظات أن يدركوا أن عدم بناء دولة في الجنوب وإعطائها سيادتها لا يساعد على الاستقرار في المنطقة وهذا سيزيد في اضطرابات ويخلق مشاكل نحن والإقليم في غنى عنها...

* ولكن ما يدور هو عمل إلى جانب الشرعية ؟

صحيح أننا نستمد قرارات التعيين من قبل جهات الشرعية وهذا كعمل إداري اضطراري لخدمة المجتمع وإدارة الشئون وتسيير العمل كان نتيجة حتمية فرضته المرحلة وكان لابد من ذلك وهذا حق لكي يدير أبناء الجنوب شؤون مناطقهم، وصحيح أن هناك قوى لازالت تتحكم في بعض القرارات تابعة لجهات شمالية وأبرزها التحكم بالوسيلة الإعلامية، لكن هذا لا يعني أننا في طريقنا للشرعية....

* رسالة تود قولها للشعب ؟

أقول إننا في مرحلة حساسة تمر بها البلاد وهناك حذر ويجب أن يقابله حرص كما أنادي الجميع دون استثناء في المساعدة على حفظ الأمن والاستقرار والعمل بروح الفريق الواحد على أرض الواقع وأقول إنني مستعد لكي أموت من أجل هذا الوطن ولن أتردد لحظة في تنفيذ مهامنا والمسئولية الملقاة على عاتقنا ولن نتوانى مهما بلغت الصعوبات ذروتها سنواصل جهودنا من أجل إحراز تقدم عملي يخدم الناس، لن نستسلم للصعوبات ستنتهي من هذا الوجود ولن يبقى إلا بصمات العمل..