آخر تحديث :الاربعاء 17 يوليو 2024 - الساعة:18:29:33
صحيفة العرب اليوم: لماذا دعا الجنوبيون لاقامة فعالية جماهيرية مليونية في عدن؟
(الأمناء نت/ متابعات:)

ينطلق الحوار اليمني كما هو مقرر في الثامن عشر من الجاري في دولة الكويت بين الحكومة الشرعية و جماعة "الحوثي" الانقلابية، وسط خلافات سياسية واسعة وانتقادات للتعيينات التي أصدرها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خلفية في قراراته الاخيرة.

 

وفوق الانتقادات الحادة الذي ستعترض المحادثات اليمنية في الكويت، يواجة المتحاورون جميعاً ومعهم دول التحالف العربي والمجتمع الدولي، التصعيد السياسي الشعبي والجغرافي لجنوب اليمن الذي يستنكر التجاهل المتواصل له ولمقاومتة الجنوبية المنتصرة الوحيدة في الحرب، من قبل الحكومة الشرعية والمبعوث الدولي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد وصمت دول التحالف الذي يعتبرها الجنوبيون شريكا أساسيا معه في قطع يد التمدد الايراني نحو جنوب الجزيرة العربية.

 

وقد ارتفع التصعيد في جنوب اليمن هذه المرة الى أعلى مستوياته من خلال توحد كافة القوى الجنوبية الفاعله واصطفاف غالبية القيادات الجنوبية مع الشارع الجنوبي المطالب بفك الارتباط والاستقلال عن اليمن الشمالي الذي بدء المطالبة فيه منذ 2007عن طريق ما عرف بالحراك الجنوبي السلمي الذي ساهم كثيراً في توفير البيئة الحاضنة للمقاومة الجنوبية وقوات التحالف العربي عندما حاولت مليشيات الانقلابيين الحوثيين وقوات صالح اجتياح الجنوب في 25 مارس/آذار من العام المنصرم، فتمت مواجهتهم في كافة المدن الجنوبية حتى تم دحرهم بالتعاون مع قوات التحالف العربي، على العكس من الشمال اليمني الذي اصطدمت المقاومة الشعبية والتحالف بوجود بيئة طاردة لآي تقدم لقوات الشرعية والمقاومة رغم الاسناد الجوي والبري الكبير من قبل قوات التحالف، إلا أن الارض في الشمال كانت معاكسة تماماً للارض والشعب في الجنوب.

 

ويقول الجنوبيون إنهم يعانون من الظلم والاستبداد منذ اجتياح القوات الشمالية للجنوب صيف عام 1994م أي بعد اربع سنوات من توحد البلدين الشمالي والجنوبي سلمياً ، حيث لم يكتفِ الرئيس اليمني السابق بالهيمنة على الجنوب بل استخدم القوة المفرطة والمتواصلة ضدهم حتى آخر لرحليه من السلطة في العام 2011م عبر المبادرة الخليجية الذي تجاهله أيضاً القضية الجنوبية الذي يرفعها الشارع الجنوبي منذ 2007م . وقد استمر الرئيس اليمني الحالي بتجاهل الجنوبيين بنفس طريقة الرئيس السابق وسط صمت متواصل من المجتمع الدولي حيث لم يشارك الجنوبيون في الحوار الوطني الذي عقد في صنعاء طوال 9 أشهر برعاية دولية ، ثم بعد ذلك لم تُستدعَ القوى الجنوبية الفاعلة للتوقيع على أتفاق السلم والشراكة الذي رعاه المبعوث الدولي السابق جمال بن عمر بين الحكومة الشرعية والحوثيين والاحزاب اليمنية ، وبعدها عقد حوار "جنيف" واحد و"جنيف2" بين الانقلابيين وحكومة هادي حيث اشرك الحوثيون وصالح كافة القوى الشمالية المساندة لهم، وأشرك الرئيس الشرعي عبدربة منصور هادي ايضاً كافة القوى الشمالية المساندة له، واستُبعد الجنوبيون الذين هم الاكثر سند له منذ بدء الحرب.

 

التصعيد الجنوبي غير المسبوق الذي حذر منه الكثير من النقاد والسياسيين العرب، يأتي هذه المرة بدعوة موحدة وشاملة ورعاية كاملة من كافة القيادات والسياسيين الجنوبيين في الداخل والخارج، حيث دعوا الشعب الجنوبي الى زحف مليوني تاريخي لاقامة فعالية جماهيرية مليونية على مدى يومي 17 و 18 من هذا الشهر، والذي سيكون متزامنا مع الحوار اليمني في الكويت وسط توقعات أن تتجاوز الجماهير الذي ستتدفق الى العاصمة عدن المليونين شخص بعد أن ابدت قيادة السلطة المحلية في عدن أستعدادها الكامل لتأمين موقع الفعالية من أي اختراق أمني على عكس المليونيات السابقة الذي كان يخرج فيها شعب الجنوب وسط قمع وتقطع وقتل واعتقال الكثير من المشاركين الجنوبيين فيها من قبل الجيش والامن المركزي التابع للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

 

ويقول الكثير من المحللين أن اصطفاف الجنوبيين هذه المرة فاق التوقعات من خلال توقيع الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض ونائبة عبدالرحمن الجنوبي على وثيقة الاستقلال ومباركة رئيس الوزراء الجنوبي السابق حيدر العطاس وهو مستشار الرئيس هادي حالياً، حيث دعا الجنوبيين الى الزحف نحو العاصمة عدن لاقامة مليونية الاستقلال ، كما عزز من دعوة الرئيس البيض ونائبة الجفري وحيدر العطاس دعوة سالم صالح محمد عضو مجلس الرئاسة السابق الذي طالب الجنوبيين بالتفاعل وحضور المليونية الاستقلالية يومي 17 و18 من هذا الشهر ، عوضاً عن قيام كافة القوى الجنوبية الفعالة في الداخل بما فيها المقاومة الجنوبية من خلال توجية دعواتها للحشد الملوني التاريخي في العاصمة عدن بالتزامن مع محادثات الكويت اليمنية ، وتفاعل المهاجرين الجنوبيين في أميركا وكندا ودول الاتحاد الاوروبي وبعض الدول العربية مع الدعوة واعلنوا عن أقامة أعتصامات في واشنطن واوتاوا ولندن وبرلين وباريس والقاهره والكويت والاردن ، وارسلوا دعمهم المالي لنقل الجماهير من المحافظات الجنوبية نحو العاصمة عدن.

 

ويعتقد الساسة الشماليون ومعهم عدد محدود من الجنوبيين المشاركين في السلطات الشرعية إنهم بتجاهلهم واستبعادهم لكافة القوى والجماهير الجنوبية سيمكنهم من فرض الحلول السياسية للأزمة اليمنية بشكل عام والقضية الجنوبية بشكل خاص ، وهو ما يعد تعقيدا اكبر لمجمل الحلول والمقترحات المحلية والدولية التي تسعى الى أنها الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من عام بعد أن تمكن الجنوبيون من فرض سيطرتهم على أرضهم وطرد الانقلابيين منها على العكس من اليمن الشمالي الذي مازالت القوى الانقلابية هي المسيطرة على المشهد العام بشكل كامل وهو ما يستدعي سرعة تدخل المجتمع الدولي لحل القضية الجنوبية حل عادل ومنصف بما يرضي شعب الجنوب لان حل القضية الجنوبية ستكون المفتاح لانها الصراع اليمني اليمني والصراع العربي الايراني باليمن.

 

*من أمين محمد 


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك