آخر تحديث :الاربعاء 16 اكتوبر 2024 - الساعة:13:50:07
مساعد وزير الدفاع للشؤون البشرية اللواء عبدالقادر العمودي في حوار هام ومطول مع صحيفة "الأمناء" : هذه حقيقة مايحصل في عدن وتعز ولحج
(الأمناء نت / حاوره/ غازي العلوي – تنسيق/ سامح جواس :)

يكتسب الحديث مع مساعد وزير الدفاع اليمني للشؤون البشرية اللواء عبدالقادر العمودي أهمية كبيرة خصوصا في مثل هذه الظروف لاسيما والرجل يتحمل الكثير من المهام العسكرية المناطة به التي لا تدع له متسعا من الوقت للحديث مع وسائل الإعلام.

بساطة الرجل وتواضعه أدهشتني والأكثر من ذلك صراحته التي لمستها من خلال تواجدي بالقرب منه قبل بدء الحوار معه من خلال حديثه مع الضباط وبعض قادة الجبهات والمترددين على مكتبه والذين يحمل البعض منهم ملفات وطلبات وكشوفات بقوائم طويلة من الشباب لطلب ضمهم إلى الجيش والأمن أو الحصول على مستحقات وآخرين يحملون ملفات لعلاج المرضى وغيرها من الطلبات التي كان يتعامل معها بكل صراحة ووضوح خصوصا تلك المطالب المبالغ فيها والتي يقول اللواء العمودي بأنها تتطلب إمكانيات دولة في عز قوتها وازدهارها.

منذ الوهلة الأولى للحديث معه تكتشف بأن الرجل يتمتع بثقافة واسعة وشخصية عسكرية من الطراز النادر تحمل بين ثناياها هموم وطن وليس جبهة أو معسكر.

لم يتردد اللواء عبدالقادر العمودي عن الإجابة عن مجمل الأسئلة والاستفسارات التي طرحتها صحيفة "الأمناء" على طاولته والتي طرقنا من خلالها أبواب قضايا هامة وساخنة تتعلق بتطورات الأوضاع الأمنية والعسكرية التي شهدتها العاصمة عدن والمحافظات المجاورة بما فيها تعز وأسباب إعادة الحوثيين السيطرة على بعض المواقع والجبهات وحجم الدعم الذي قدمه التحالف للمقاومة هناك.. كثيرة هي المواضيع التي أثرناها مع اللواء العمودي في ثنايا هذا الحوار وإليكم ما جاء فيه..

حاوره/ مدير التحرير – تنسيق/ سامح جواس

  • في البدء نرحب بك حضرت اللواء عبدالقادر في صحيفة "الأمناء" ونود في بداية لقائنا معكم أن تضعونا على حقيقة الوضع الراهن الذي تشهده العاصمة عدن والمحافظات المجاورة ؟

نشكر صحيفة "الأمناء" على جهودها الحثيثة في نقل الحقيقة إلى الجماهير والاطلاع بواجبها الوطني والإعلامي وردا على ذلك سؤالك، فإن حقيقة الوضع الراهن في عدن والمحافظات المجاورة مطمئن إلى حد كبير وهناك تحسن في مختلف الجوانب وخاصة الجوانب الأمنية واعتقد أن المواطن قد شعر بهذا التحسن الملحوظ وتوجد مناوشات عسكرية في جبهات كرش والمقاومة والجيش الوطني يتصديان هناك لمحاولات مليشيات الحوثي والمخلوع بكل شجاعة واستبسال وتكبد المعتدين الخسائر في الأرواح والعتاد وحصل اختراق معادي محدود في جبهة الوازعية ولكن تصدى له رجال المقاومة والجيش الوطني وتم إيقاف الاختراق وتتمتع الجبهات بروح معنوية عالية وقدرة عالية على الصمود والتصدي لأي اعتداء.

* إلى أين توصلت إجراءات عملية دمج شباب المقاومة في الجيش والأمن؟ وما هي أبرز الصعوبات والمعوقات التي تحول دون اتمام العملية؟

كان قرار فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، الخاص بدمج واستيعاب شباب المقاومة من القوات المسلحة والأمن قرارا صائبا وحكيما إلا أن التأخير في تنفيذه أربك الوضع وسبب بعض الإشكاليات والمصاعب عكست نفسها على الوضع الأمني وخاصة في عدن ولم يكن التأخير متعمدا كما يدعي البعض ولكنه كان لظروف موضوعية وذاتية على الأرض وعدم اعتماد المخصصات المالية لذلك.

والان العمل جاري في هذا الوضع حيث تم فتح معسكرين للتدريب واحد في العند والاخر في رأس عباس وعلى مدى ثلاث دورات تخرج منها ما يفوق الخمسة الاف متدرب من المقاومة وكذلك من معسكر التدريب في عصب.

وحتى الان يمكن القول أنه تم استيعاب وترقيم أكثر من اثنى عشر ألفا في الجيش والأمن في معسكرات عدن ولحج من مختلف المحافظات ولا تزال العملية جارية ومستمرة ومن الصعوبات التي تحول دون اتمام هذه العملية هي:

  • التحاق عدد من الشباب بالمعسكرات من الذين لم يكونوا في صفوف المقاومة على حساب شباب كانوا في جبهات القتال، لأن الشباب بحاجة إلى عمل ووظيفة.
  • عدم المصداقية من قبل القيادات في تقديم الكشوفات بالشباب المشاركين من المقاومة فالبعض يقدم كشوفات بشباب لم يكونوا في الجبهات والذي عنده مائتي فرد مقاوم مقدم كشف بألف مقاوم أو الفين.

 ج- الكل يعرف أن الذين كانوا في الميدان وفي الجبهات في عدن خاصة لا يتجاوزون السبعة الاف وتجد الكشوفات التي ترفع تفوق الثلاثين ألفا.

هذه الأسباب وغيرها تحد تنفيذ الإجراءات بالدمج والاستيعاب، لأن الأعداد المسموح باستيعابها محدودة بالعدد وبالإمكانيات المادية .

  • عملية مكافحة الإرهاب والخلايا النائمة في العاصمة عدن والمحافظات المجاورة هل حققت أي نتائج إيجابية حتى الان؟

نعم.. حققت نتائج إيجابية فالخطة الأمنية المنفذة من قبل قيادة أمن عدن واللجنة الأمنية مستمرة والنتائج واضحة للعيان واعتقد أن المواطن قد لمس ذلك.

  • عملية تحرير وتطهير المنصورة من تلك العناصر هل تتم بالتنسيق معكم؟

عمليات تثبيت الأمن وترسيخه في أي مكان هي أعمال وإجراءات متكاملة تنفذ بالتنسيق المشترك بين مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية والمقاومة بل حتى المواطنين شركاء في تنفيذها، لأن الأمن يهم الجميع .

  • لماذا تأخرت هذه العملية (أي تحرير المنصورة)؟

لكل حدث أوان..

  • أيهما يرى اللواء العمودي بأنها تشكل خطرا على أمن واستقرار العاصمة عدن والجنوب بشكل عام ..هل هم أتباع صالح ومليشيات الحوثي في جبهات القتال وخطوط التماس أم العناصر والخلايا النائمة التي تنفذ عمليات التصفية والاغتيالات من الداخل؟

كلاهما وجهان لعملة واحدة .. فاليقظة والاستعداد الدائم وتماسك الجبهة الداخلية والتلاحم الوثيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية والمقاومة والمواطنين الشرفاء هي الصخرة التي ستتحطم عليها كل المؤامرات والدسائس والأعمال الإرهابية والعدائية فالوطن بحاجة لكل أبنائه لحمايته وقد أثبت المواطن في عدن قدرته على ذلك.

 

  • ما صحة الأنباء التي تتحدث عن تورط قيادات أمنية وعسكرية بارزة في الاستحواذ على مبالغ مالية ودعم عسكري من دول التحالف للمقاومة والجيش الوطني؟

يا أخي.. إن مثل هذا الطرح اعتقد أنه خال من الصحة وإن الإعلام المعادي يحاول زرع بذور الشك والريبة بين صفوف المواطنين والقيادات حتى ينفذ أجنداته وعلى كل مواطن اليوم أن يكون في مستوى المسؤولية فلا يردد أي أخبار أو إشاعات إلا بعد التأكد منها، إضافة إلى أن المواطن اليوم أصبح أكثر حرصا على الحق العام ولن يسكت عن أي أخطاء قد تحصل في حق الوطن والمواطن وخاصة في الممتلكات والحقوق العامة وأدعو وسائل الإعلام ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن يكونوا في مستوى المسؤولية في مثل هذه الظروف، وأن يتحروا الدقة والموضوعية في النقل والنشر فيكفي الوطني والمواطن من ويلات .

  • هل هناك أي مخاوف من أن تعاود مليشيات الحوثي وأتباع المخلوع السيطرة على العند أو أي مناطق جنوبية محررة؟

في مثل حضرمي يقول (لو شي شمس هي من أمس)، والوقع يقول إن بعد كل هذه التضحيات وهذه الانتصارات التي حققتها المقاومة والجيش الوطني في أحلك الظروف وبأقل الإمكانيات ودحر المليشيات الحوثية وأتباع المخلوع إلى خارج حدود المحافظات المحررة، هل يعقل أن يأتي من يقول إن هذه المليشيات قد تعود خاصة بعد أن تعززت قدرات المقاومة وقدرات الوحدات العسكرية وبالدعم اللامحدود من قوات التحالف فهذا ضرب من المحال.

 

  • لنتجه قليلا إلى ما يدور في تعز ولماذا عاودت مليشيات الحوثي وأتباع المخلوع السيطرة على كثير من المواقع والمناطق التي تم تحريرها مؤخرا؟

طبيعة الحرب هي كر وفر وخاصة في حرب المدن كما أن الروح المعنوية ووحدة القيادة والولاء الوطني كل هذه عوامل مؤثرة على سير الأعمال الحربية والقتالية في الميدان، كما أن للحاضن الاجتماعي لتلك المليشيات ولعناصر المخلوع في تعز دور مؤثر على بقائهم كل هذه الفترة والدعم البشري والمادي من المناطق القريبة التي لهم فيها تواجد جعلهم يعودون ويرتبون صفوفهم وعلى المقاومة في تعز ووحدات الجيش الوطني التنسيق الجيد وتكثيف الجهود في الاتجاهات الرئيسية والتماسك ونبذل الفرقة لتحقيق الانتصار.

  • هناك اتهامات لكم في قيادة وزارة الدفاع وقيادة المنطقة الرابعة وقوات التحالف بعدم تقديم الدعم اللازم للمقاومة في تعز؟ كما أن هناك اتهامات لكم ولقيادة المنطقة وقوات التحالف من قبل قيادات بعض جبهات القتال في العند وكرش بإيقاف التغذية وعدم دعم الجبهة بالسلاح والذخيرة؟

أولا نحن في القيادة المتقدمة لوزارة الدفاع في عدن ليس لدينا أي إمكانيات مادية ليتم الدعم به للمقاومة في تعز ولكن وبحسب علمي ويقيني بأن قيادة قوات التحالف تدعم وبكل سخاء لكافة الجبهات في تعز وتلبي طلباتهم ومستمرة في الدعم وبكل الاحتياجات ولا ينكر ذلكإلا جاحد، ثانيا بالنسبة لجبهة كرش فالدعم متواصل وقيادة المحور في العند متواجدة في جبهات كرش والشريجة والتغذية مستمرة والدعم متواصل ومستمر من قبل قيادة المنطقة والمحور وقوات التحالف، وأنا أدعو وسائل الإعلام ومراسلي الصحف إلى زيارة المواقع في الجبهات ومستعدين أن نرتب لكم ولكل من أراد من مراسلي الصحافة والإعلام زيارات ميدانية للاطلاع عن كثب على هذه الأمور، أما الدعايات المغرضة فنحن في غنى عنها.

  • هناك الكثير من العمليات التي نفذتها المقاومة والأمن وأثمرت في القبض على بعض العناصر والخلايا النائمة في العاصمة عدن، الان عمليات التحقيق مع تلك العناصر ما تزال في طي الكتمان والأشد من ذلك بأن بعض تلك العناصر ذات الوزن الثقيل تمكنت من الهروب كما تم الإعلان مؤخرا والسؤال ما هو تفسيركم لذلك؟

هذا السؤال يخص الأجهزة الأمنية ومن حق هذه الأجهزة أن تتحفظ على ذلك لدواعي أمنية ولاستكمال التحقيقات ولا يحق التدخل في خصوصيات عملهم وبالنسبة لهروب عناصر من السجن، كما تم الإعلان، فإنه قد تم الإعلان أيضا عن عودة إلقاء القبض عليهم مرة أخرى.

  • لنتجه قليلا إلى محادثات الكويت.. هل تعولون عليها في إنهاء التمرد وإحلال السلام؟ ثم إن هناك معلومات وصلتنا بأنكم سوف تشاركون في تلك المحادثات؟

أنا رجل جيش امتهن العمل العسكري ولا امتهن السياسية وليس لدي علم بشكل رسمي انني سأشارك في تلك المحادثات فهي أخبار فسبكة وواتساب وعليكم كإعلام تقصي الحقائق أما بالنسبة لمحادثات الكويت وهل يعول عليها في إنهاء الحرب فإنه كرأي شخصي أنه سيكون كما سبق في محادثات جنيف 1وجنيف2 الرفض لتنفيذ القرار الأممي 2216 ،لأن المصداقية من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع صالح معدومة والمراوغة والتعنت هي صفاتهم في المفاوضات، ورغم هذا نتمنى أن يعودوا إلى صوابهم ويدركوا أن الحرب لم تخلف إلا القتل والدمار والخراب وأن الخاسر الوحيد هو الوطن والشعب.

  • ماهي الرسائل التي يود اللواء عبدالقادر العمودي أن يوجهها للداخل والخارج؟

للداخل نقول حافظوا على انتصاراتكم ومزيدا من التلاحم والترابط بين المقاومة والجيش الوطني والجماهير.

وللخارج نقول يكفي اليمن من أهوال وعلى المجتمع الدولي الوقوف بحزم ضد العصابات والمليشيات الخارجة عن القانون وليكن لقاء الكويت محطة للسلام وإنهاء الحرب وتحقيق أماني وتطلعات المواطنين والشعب كما ننتهزها فرصة وعبر صحيفة "الأمناء" لنقدم شكرنا وتقديرنا للإخوة في دول التحالف العربي على ما يقومون بمن من جهود وأعمال جبارة تجاه الشعب اليمني والإسهام في قمع الانقلابيين.

 



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل