آخر تحديث :الجمعة 10 يناير 2025 - الساعة:14:50:44
ورد نيسان (مجموعة قصصية)
(بسام فاضل)

عمر...

ألف خور مكسر كما ألفها الكثير .....

فقط يفوق الجميع كونه سكن فيها وتمرق بساحلها أثناء طفولته وشبابه ,خبرت قدماه ساحتها التي تفيض بعرق الجند كل عام وهم يرددون جندي الثورة يحمي الثورة .

يجر نفسه منهك بعدما وصل لتوه من رحلة نزوح جماعي مع سكان الحي بالكاد رتب أغراض المنزل وتفقد محتويات غطتها أتربة تراكمت عليها غيرت شكل الملايات التي دثرت بها وأكوام منها في زوايا المنزل .

لم تترك الهزات نافذة مؤصدة إلا وأحدثت بها كسر وخلعت بعض من أبواب البلكونات ,يمتدح الله كثيرا إذ أسلم بنايته من أذى أصاب بيوت بجانبها ما عاد للعيش فيها مستطاب .

الباحة الرئيسية للمدينة حيث اجتمعنا نشاهد صمتا كئيبا وابتسامة تخفي ألم الفرقة وتخبئ ورائها كم من الاستفسارات عن الأحباب والأصحاب الذين كانت لهم الساحة الفرجة والاحتفال ..

هنا مسمرا ومرقدا أين مضوا ؟ وأين تشردوا ؟

 وهل التم شملهم مرة أخرى ؟

 من منهم عاد إلى دياره غانم؟

 ومن منهم طوته الفيافي بين آكامها ؟

 أعرف الكثير ممن جهزوا أنفسهم بجهاز الكرامة وعقدوا عزم الحسنيين ,اثرت على نفسي مشقة السؤال عن وعن فتوالدت لي الخواطر المبهمة ووووو أتتني الإجابات تسوق نفسها تباعا !

 ...س ,ص ,ع ،ن ,م وووو نهضوا من مضاجعهم مع صوت أول طلقة فقاوموا مقاومة الأبطال ونالوا شهادة الأوفياء وتحكمت الجراح في ك ,ه ,ب فأقعدوا مجبرين قبل أن يأوي غيرهم إلى مستشفيات خارجية لإتمام العلاج نالهم الحظ إذ نقلوا على متن مراكب الأشقاء العرب التي جلبت المدد للمدينة .

يتساير الأصدقاء جنبا إلى جنب فنسير على هداهم إلى قلب المدينة نتفقد مرابض اعتدنا موالفتها .

وعمرا... يتمايل مستندا إلى كتف أحمد يعد البيوت المحطمة بيتا بيتا ويسلي نفسه بكرة قديمة ممزقة من بقايا عراك لأطفال خلفوها وراءهم قبل هجرهم الحي ..

عند المنعطف يحني رأسه يجر ألمه!

تذكر حبيبته ودعها ليلة مغادرتها المنزل الذي يبدوا أنه مازال خاويا فانقطع تواصله معها وبقي طيفها يزوره مع كل غفوة يغفوها ,على قلة ساعات النوم التي ينالها في الثكنة التي انضم إليها مع الرفاق الذين التموا لحماية حي كلفوا بالدفاع عنه .

 ..ضحك عند زاوية منزلها كانت الأنوار مبهجة تلتقط أدنى حركة في سكون الليل فإذا به يسترق الخطى لمقابلة حبيبته فيحشر نفسه في هذه الزاوية  التي لا يصلها سوى نور طفيف من المستحيل أن تميز ملامح الشخص فتنساق هي الأخرى إليه جارية الهوينات وقلبها ينبض نبضات تسابق خطوها إلى أن تلتقيه دقائق معدودة ممسكة يداه شادة عليها وأنفاسها بالكاد تلتقطها تتدلل بغنج المحب المتيم .




شارك برأيك