آخر تحديث :الجمعة 10 يناير 2025 - الساعة:14:50:44
مرَّ عامٌ يا وطني
(رانيا عبد الله)

مرَّ عامٌ منذ تلبدت سماؤك بالغيوم السوداء وأمطرت مطراً أسوداً قتل الألوان في محياك .. مرَّ عامٌ على كشف أقبح الوجوه للحرب حين استهدفت الإنسان وقُتلت فيها معاني الإنسانية .. عامٌ شبَّ فيه الأطفال وشاب فيه الشباب .. لا أظن صفحات التاريخ وصحف الذكريات تُطيق حفظ ما انطوت عليه تلك الأيام التي مرت عليك، ففي وجدان كل من عايشها ذكريات وألم تكفي لكتابة ألآف المجلدات.

 شبابٌ في عمر الزهور نضجوا في يوم وليلة ، ذلك الجيل الذي كان يُراهن الجميع على أنه فارغ المحتوى أثبت بين عشية وضحاها أنه يحوي بين أضلعه وطناً بحجم الوطن.. وضعوا أرواحهم الحالمة البريئة على أكفهم وبذلوها ليذودوا عنك . عادوا إلى باطن ترابك كأنهم أجنّة طاهرة تعود إلى بطن الأم الحنون من جديد .

عامٌ كان كفيلاً بحفر صور ٍفي ذاكرتنا لن تمحى إلى الأبد ...زرع غصاتٍ تطفو كلما مرت علينا ذكرى لحظة من اللحظات التي عاصرناها فيه . مرَّ عامٌ يا وطني ولم يمر فهو باقٍ بين ثنايا العقول ومكتوبٌ على جدران القلوب إلى الأبد ، فكل شارع وكل بيت نُحت على جدرانه وكُتب على رصيفه هنا عاش الشهيد آخر لحظاته ...هناك لفظ الشهيد بقايا أنفاسه .. سيبقى طيفهم يحوم على سمائك ليرسل لنا رسالة عتبٍ كلما حدنا عن الدرب الذي بذلوا أرواحهم دونه . شهداءنا فلترقدوا بسلام ..مهدتم الدرب وبسطتم الطريق بدمائكم وأنارت أرواحكم الشوارع والأزقَّة ولم يبقَ علينا سوى المضيّ قدماً نحو وطن يستحق العيش بسلام ..




شارك برأيك