- وزير الخارجية: التوصل لحل سياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة في اليمن
- وفد من هيئة التشاور والمصالحة يلتقي مسؤولين في الخارجية الايطالية
- الحملة الأمنية بلحج تمتد إلى العند لتعزيز الاستقرار وضبط الخارجين عن القانون
- معلمون وضباط.. «ازدواجية الإخوان» تشل تعليم اليمن
- بعد انتهاء المهلة.. حلف قبائل حضرموت يستثني كهرباء عدن بالنفط الخام أسبوعا
- رئيس الوزراء: وصلنا لاستراتيجية مشتركة مع الرباعية الدولية فيما يخص البحر الأحمر
- لماذا أفرج الحوثيون عن طاقم «غالاكسي ليدر»؟
- "الحوثي" تعلن الإفراج أحاديا عن 153 أسيرا من حكومة اليمن الشرعية
- مشعوذ يخنق شابا حتى الممات بحجة إخراج "مارد" من جسده
- اندلاع اشتباكات بين قبليين وعناصر حــوثية في رداع
عن عمر يقارب الـ 89 عاماً، رحل صبيحة الثلاثاء الماضي الروائي المصري إدوار الخرّاط في الإسكندرية.
يعدّ الراحل، على المستوى الروائي، لحظة قطيعة فنية سلسة مع الجيل الذي سبقه، حيث دخلت من خلال أعماله مذاقات وتصوّرات جديدة، كما توزّع نشاطه الإبداعي بين الترجمة والنقد والتنظير الأدبي، والذي تجلّى خصوصاً في فكرة "الحساسية الجديدة".
لم تكن سنوات شبابه الأولى توحي بمسيرة أدبية كالتي حقّقها، حيث درس الحقوق وانقطع عنها بسبب وفاة والده عام 1943؛ ما أجبره على العمل في مخازن البحرية البريطانية في الإسكندرية، ثم موظفاً في البنك الأهلي. في هذه السنوات التي شهدت فيها مصر حركة وطنية نشطة ضد الوجود البريطاني، اشترك الخرّاط في العمل السياسي، ما كلّفه سنوات من الاعتقال بداية من 1948.
الخمسينيات، التي شهدت "ثورة يوليو"، ستكون مناخاً ملائماً للتحصيل الثقافي بالنسبة إلى جيل كامل، وجد، إضافة إلى ذلك، دفعاً من الدولة لبلورة تجاوُز ما كان يُنجز على المستويين الأدبي والفني. هنا، ظهر الخرّاط كواحد من الأصوات الواعية بفكرة التجديد في المشهد الثقافي المصري.
في عام 1959، صدرت مجموعته القصصية الأولى "حيطان عالية"، ومن خلالها يمكن التقاط عناصر مشروع الخرّاط بوضوح؛ فزوايا النظر والأضواء باتت مسلّطة بالكامل على داخل الشخصيات الأدبية، فيما لا يظهر من الواقع سوى انعكاسات.
"
كانت "الحساسية الجديدة" إجابة فنية على أسئلة حاصرت العقول العربية بعد هزيمة 1967
"
يمكن اعتبار سنوات الثمانينيات والتسعينيات مرحلة النضج الفني في أعمال الكاتب المصري، فرواية "رامة والتنين" التي نشرها عام 1980، تمثّل، من جهة، اكتمالاً وبلورة لعناصر مشروعه الأدبي، ومن أخرى، صياغة جديدة للرواية كشكل بدأ يتكرّس في لغة جاهزة.
كتاب "الحساسية الجديدة"، هو العمل الذي نجد فيه، بشكل مباشر، مشروع الخرّاط، وإن ظهر ذلك بشكل متأخر كونه نشر عام 1993، لكن أفكاره كانت في معظمها قد مُرّرت من خلال المقالات التي كانت ينشرها في المجلات الأدبية أو يضمّنها في مقالاته النقدية، إضافة إلى كونه تطرّق في هذا الكتاب إلى تقييم المسافة التي قطعتها "الحساسية الجديدة" على مستوى الإنجازات السردية.
في هذا العمل، شرّح الخرّاط الذائقة الأدبية فوق طاولة التطوّر الزمني للرواية في مصر، معتبراً وجود حساسية تقليد تلتقي مع السلطة، في مقابل الحساسية الجديدة التي تدعو إلى تحرير الفرد، على الأقل في العمل الفني، من كل ما يُفرض عليه من سلطات. "الحساسية الجديدة" كانت إجابة فنية على العديد من الأسئلة التي أخذت تُحاصر العقول العربية بعد هزيمة 1967.
لم تنغلق هذه الأفكار في إطارها المصري، بل انفتحت على عوالم أفريقيا وآسيا؛ إذ آمن صاحب رواية "الزمن الآخر" بأن المشترك بين شعوب دول ما يسمى بـ"العالم الثالث"، يمكن أن تؤسّس لحركية أدبية ترفد "الحساسية الجديدة".
في هذا السياق، عُرف الخرّاط بإشرافه على مجلة "لوتس" للأدب الأفريقي- الآسيوي. لعل هذا الانفتاح، يفسّر، إلى جانب مكوّنات منجزه الأدبي، أن يكون من أكثر الروائيين العرب وصولاً إلى لغات أخرى.