آخر تحديث :الخميس 24 ابريل 2025 - الساعة:02:26:47
رويترز تنشر حقائق-جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ودورها
(الأمناء / رويترز)

 قال وزير الداخلية الأردني مازن الفراية إن الأردن حظر جماعة الإخوان المسلمين، أبرز جماعة معارضة في المملكة، وصادر أصولها يوم الأربعاء بعد أن تبين أن بعض أعضائها مرتبطون بمؤامرة تخريبية.

الشمع الأحمر يغطي ثقب مفتاح البوابة الرئيسية لمكتب جماعة الإخوان المسلمين في العاصمة الأردنية عمان بعد أن أغلقته الشرطة عام 2016. الصورة من أرشيف رويترز

الشمع الأحمر يغطي ثقب مفتاح البوابة الرئيسية لمكتب جماعة الإخوان المسلمين في العاصمة الأردنية عمان بعد أن أغلقته الشرطة عام 2016. الصورة من أرشيف رويترز© Thomson Reuters

وأضاف أن الحكومة ستحظر "كافة نشاطات ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين المنحلة، واعتبار أي نشاط لها أيا كان نوعه عملا يخالف أحكام القانون ويوجب المساءلة القانونية".

وذكر أن الحظر يشمل أي منشورات للجماعة وإغلاق ومصادرة جميع مكاتبها وممتلكاتها.

وفيما يلي بعض الحقائق الأساسية عن جماعة الإخوان المسلمين والحزب السياسي الذي يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره جناحها البرلماني:

* جماعة الإخوان المسلمين في الأردن

تأسست جماعة الإخوان المسلمين في مصر في عشرينيات القرن الماضي كحركة سياسية إسلامية لمواجهة انتشار الأفكار العلمانية والقومية، وسرعان ما انتشرت في الدول الإسلامية، وأصبحت كيانا رئيسيا فيها، لكنها كانت، في أغلب الأحوال، تعمل في السر.

ورغم أنها تعمل دون سند من القانون كمنظمة سرية في العديد من البلدان، فقد حصلت على ترخيص رسمي في الأردن منذ الاستقلال في عام 1946 للعمل منظمة خيرية واجتماعية عندما كانت المملكة تنظر إليها كحليف محتمل.

تتمتع الحركة بدعم شعبي واسع النطاق في المناطق الحضرية الكبرى ولديها عشرات المكاتب في جميع أنحاء الأردن.

لا تعمل جماعة الإخوان المسلمين تحت مظلة حزب سياسي يحمل اسمها، ولكن حزب جبهة العمل الإسلامي يعد على نطاق واسع جناحها السياسي غير المعترف به.

وكان الحزب، الذي قال أمينه العام وائل السقا يوم الأربعاء إن الحزب "ليس له أي علاقات تنظيمية" مع جماعة الإخوان المسلمين، واحدا من أكبر القوى في البرلمان منذ أن شرع الأردن في تشكيل الأحزاب السياسية في عام 1992.

وداهمت السلطات مكاتب الحزب اليوم الاربعاء وصادرت وثائق.

*ماذا يدور في ذهن السلطات؟

على الرغم من وجودها الطويل في الأردن، وقعت جماعة الإخوان المسلمين في دائرة الشكوك رسميا بعد الربيع العربي عام 2011، عندما تنافس الإسلاميون على النفوذ مع القوى القائمة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

قاوم الأردن لسنوات طويلة الضغوط لحظر جماعة الإخوان المسلمين من جانب دول الخليج العربية ومصر التي يساورها الشك إزاءها منذ فترة طويلة.

ولكن في إطار حملة إقليمية على الإسلام السياسي والحريات العامة، شدد الأردن القيود على الجماعة على مدى العامين الماضيين، فحظر تجمعاتها العامة واعتقل المعارضين الصريحين منها.

وكانت السلطات الأردنية قد شجعت أيضا مجموعة منشقة على الطعن قانونيا على ترخيص العمل للحركة الرئيسية، ولكن السلطات ظلت، حتى يوم الأربعاء، تتجنب فرض حظر صريح.

ويقول مسؤولون أمنيون إن المشتبه بهم الذين ألقي القبض عليهم الأسبوع الماضي كانوا مرتبطين ارتباطا مباشرا بالجناح اللبناني لحركة حماس الفلسطينية.

وتنظر المؤسسة السياسية في الأردن الآن إلى جماعة الإخوان المسلمين على أنها حاولت تشكيل فصيل مسلح سري وأنها تمثل تحديا مباشرا للدولة، متجاوزة بذلك الخط الأحمر.

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أن المجموعة التي أُلقي القبض عليها على خلفية مؤامرة كُشف عنها الأسبوع الماضي كانت على صلة بها، لكنها أوضحت أن أعضاء هذه المجموعة كانوا يتصرفون بصفة فردية. وأوضحت الجماعة أن المجموعة المُعتقلة سعت إلى تهريب أسلحة إلى فلسطينيين، لكنها لم تكن تُخطط لهجمات داخل الأردن.

* جبهة العمل الإسلامي

حصل حزب جبهة العمل الإسلامي على عدد من المقاعد أكبر من أي حزب آخر في الانتخابات البرلمانية التي جرت العام الماضي، وحصد 31 من أصل 138 مقعدا للمرة الأولى، لكنه لا يزال في صفوف المعارضة للحكومة الموالية للغرب.

على الرغم من إصرار جبهة العمل الإسلامي على أن النظام السياسي الأردني يُعاملها معاملة غير عادلة، فقد شاركت في معظم الانتخابات. وترى أن هذا ضروري لمنعها من الانزواء السياسي، ولضمان وجود معارضة قوية.

ويحظى الحزب بدعم قوي في المدن، وخاصة في المناطق التي يغلب عليها المواطنون من أصل فلسطيني. مع ذلك ازدادت شعبيته في مناطق العشائر في السنوات القليلة الماضية.

وفي بلد تسوده مشاعر معادية لإسرائيل، قاد حزب جبهة العمل الإسلامي بعضا من أكبر الاحتجاجات في المنطقة دعما لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في أثناء الحرب على غزة. ويقول معارضوها إن هذا ساعد في تعزيز شعبيتها.

* ما القادم؟

تقول الحكومة إن المحاكم ستصدر القرار النهائي في نهاية المحاكمة على المتورطين في المؤامرة.

وتقول أيضا إن أي منظمة تروج لفكر الإخوان المسلمين ستواجه الحظر، مما يثير تساؤلات حيال مستقبل جبهة العمل الإسلامي.

وربما تسعى حكومة عمان إلى دفع جبهة العمل الإسلامي وأعضاء البرلمان إلى التبرؤ من جماعة الإخوان المسلمين، رغم أنه ليس من الواضح حتى الآن كيف يمكن أن يحدث هذا أو ما قد يعنيه فيما يتعلق بالمقاعد التي تشغلها جبهة العمل الإسلامي الآن.




شارك برأيك