
لا أميل كثيراً للحديث عن الأشخاص، وصفحتي شاهدة على ذلك لكن في خضم الفوضى التي تعصف بمحافظة الضالع وتراجع حضور الوطنيين الحقيقيين، لصالح الفوضويين، المتسلقين وأصحاب الأصوات المرتفعة، وجدت نفسي أمام التزام أدبي وأخلاقي لتسليط الضوء على واحدة من الشخصيات الوطنية والاجتماعية والإدارية التي كان لها الحضور الفاعل والأثر الذي لا تمحيه السنون .
حديثي هنا عن الأستاذ سالم الحالمي وكيل محافظة الضالع لشؤون المقاومة، ومدير مكتب الثقافة والسياحة السابق، الرجل الذي كان حاضراً منذ اللحظات الأولى لتأسيس محافظة الضالع عام 1998 وتلازمه النجاحات والسمعة الطيبة ... ومنذ ذلك الحين عمل الكثير وظل يعمل في صمت وإخلاص إلى اللحظة .
عرفناه إدارياً ناجحاً وسياسيًا مرناً، ورجل علاقات اجتماعية يمتلك قدرة نادرة على الجمع بين كل أطياف وألوان الشتات السياسي والاجتماعي في الضالع، في وقت كانت وما تزال فيه المحافظة بحاجة ماسة لمثل هذه الشخصيات الجامعة.
ساهم الأستاذ سالم الحالمي خلال فترات السلم والحرب بتحمل مسؤوليات إستشعاراً بواجبه الوطني ، وكان في مقدمة من خدموا الضالع إدارياً واجتماعيا، ملازماً الحضور الإيجابي في ميادين العمل الوطني بهدوء وثبات.
ومن أبرز أدواره تدخله الحكيم في حل كثير من الإشكاليات والمشكلات الاجتماعية، إذ كان دائم السعي لتقريب وجهات النظر بين أبناء المديريات، وحريصاً على تفكيك أي أزمات تنشب هنا أو هناك بأسلوب سلس بعيداً عن حب الظهور، حريصاً على أن يترك الأثر الطيب لدى الجميع.
اليوم ونحن نرى الضالع تواكب مرحلة الحرب والبناء في جبهات مفتوحة ومشتعلة وأمامها تحديات مصيرية و بحاجة لطاقات بناءة ومجربة، نوجه رسالة إلى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والرئيس القائد عيدروس الزبيدي ، والحكومة، وكل من يهمه أمر المحافظة مفادها :
اختاروا الرجال المجربين الذين خبرتهم الميادين، وعرفهم الناس بصدقهم وإخلاصهم.. استثمروا هذه الطاقات الإيجابية الفاعلة لصالح الضالع ومستقبلها.
إن أمثال الأستاذ سالم الحالمي هم الثروة الحقيقية التي يجب أن تحاط بالتقدير والدعم بعيدا عن حسابات المصالح الضيقة، لأن الأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها المخلصين أمثال هذا الرجل وغيره من الشخصيات الوازنة والجامعة في محافظة الضالع ..
ختاماً أتقدم بالإعتذار لشخص الأستاذ سالم الحالمي عن هذه. اللفتة التي على أثرها قد أتلقى منه بعض العتب ، ولكن أتعشم في كرمه الذي عهدناه بالسماح لي في النشر دون إستئذان .