آخر تحديث :الاحد 20 ابريل 2025 - الساعة:13:45:49
تقرير خاص : نـزاع الحـرم الجامـعي هل سيفـقد جامـعة لحـج مكانتها العلمية في المستقبل؟
تقرير خاص : نـزاع الحـرم الجامـعي هل سيفـقد جامـعة لحـج مكانتها العلمية في المستقبل؟
(الأمناء / تقـرير / عبدالقـوي العـزيبي :)

- رئاسة جامعة لحج : لا نمانع من إنشاء أي جامعة خاصة خارج مساحة الحرم الجامعي

- سلطة لحج تؤكد أن التعليم في الجامعة الخاصة الكويتية مجاناً وقد قضي أمر إنشاء الجامعة

- مواطنون للأمناء : نريد نشر اتفاقية الجامعة الكويتية الخاصة ومخطط الحرم الجامعي

- لحج تبحث عن رجل رشيد وحكيم لفض النزاع جذرياً بين سلطة لحج وجامعتها

 

 

يعـتبر قـرار إنشاء جامعة لحج منجزا عظيما حيث صدر أولاً في عام 2008م، من قبل نظام صنعاء، ومع ذلك لم يتحقق واقعاً ملموساً كبقية الجامعات، غير تحديد واستخراج مساحة الحرم الجامعي فقط بواقع 1200 فدان، الواقع غربي منطقة الوهط مديرية تبن، في عهد محافظ لحج الفقيد محسن النقيب، إلّا أن سلطة المحافظة آنذاك لم تعمل على تسوير مساحة الحرم الجامعي، مما ترك الحرم عرضه للادعاءات والاعتداءات، وزاد الأمر سوءًا في مساحة الحرم عقب حرب 2015م.

 

هـادي وقـرار الجامعة :

 

وفي5 سبتمبر 2021، أصدر الرئيس السابق عبدربه منصور هادي قراراً جمهورياً لغرض إنشاء جامعة لحج، بعد متابعات مستمرة من قبل محافظ لحج اللواء التركي، وكذا الدكتور احمد فضيل وآخرين ممن لهم بصمات مشرفة في تحقيق هذا المنجز العظيم في بناء الإنسان والأوطان .

 

ولقد استبشر أبناء لحج خيراً بإنشاء الجامعة، إلّا أنه وجد عقب ذلك خلاف بين السلطة المحلية ورئاسة الجامعة حول مبنى المعهد الزراعي الذي استخدم منه جزء كمبنى لرئاسة الجامعة، وبحمد الله تمت سرعة احتواء هذا النزاع في حينه، واستمرارية رئاسة الجامعة في العمل لتحقيق أهداف وخطط الجامعة ومنها استحداث كليات جديدة في المحافظة، واستقرار عجلة التعليم الجامعي الأكاديمي بإريحية تامة وبإسناد من سلطة لحج المحلية والقيادات العليا في الدولة.

 

الخـلاف على الحـرم:

 

منذُ ما قبل شهر رمضان1446هـ، برز - مؤخراً - خلاف بين قيادة سلطة المحافظة ورئاسة الجامعة، وهذه المرة خلاف على مساحة الحرم الجامعي، وتصرفت سلطة لحج بجزء من المساحة تقدر(60فدانا) لصالح بناء جامعة خاصة بتمويل الأشقاء من دولة الكويت، وهو الأمر الذي رفضت رئاسة جامعة لحج حدوثه في إطار مساحة الحرم الجامعي، وحدوث الأزمة بين السلطة المحلية لحج وجامعة لحج ، وتحولت إلى مادة إعلامية بوسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الأجتماعي، بنشر كتابات ومهاترات وكلاً يرى نفسه على حق ومدعياً حب المصلحة العامة العليا لأبناء المحافظة.

 

حجـة المحافـظة:

 

ترى سلطة لحج أن قيام الجامعة الكويتية الخاصة بمثابة فرصة ذهبية لأبناء المحافظة، وان التصرف بمساحة 60 فدانا من أصل 1200 فدانا لا تؤثر على مساحة الحرم، وتدعي سلطة لحج حال عدم اغتنام هذة الفرصة قد يتحول مشروع الجامعة إلى محافظة أخرى، ولهذا تمسكت سلطة لحج على إقامة الجامعة وبذلت جهوداً جبارة مع قيادات عليا لغرض تشييد الجامعة في مساحة الحرم من خلال وضع حجر الأساس والشروع في البناء.

 

مـوقف الجامـعة:

لقد عبرت جامعة لحج أكثر من مرة عن الترحيب بمثل هكذا مشاريع تعليمية جامعية أكاديمية في لحج، إلّا ان جامعة لحج رفضت مؤخراً رفضاً قاطعاً وبقوة بناء هذه الجامعة الخاصة في إطار مساحة الحرم الجامعي الخاص بها، بحجة أن الأرض واسعة في لحج لبناء هذه الجامعة، وإذ تستغرب رئاسة الجامعة من إصرار قيادة سلطة لحج المحلية بفرض مشروع بناء الجامعة الخاصة الكويتية عنوةً في إطار الحرم الجامعي الحكومي لجامعة لحج.

 

تبادل الحجة والاتهامات:

 

 ومن خلال المتابعة نجد أن هذا النزاع لم يحسم جذرياً، وما زال إعلام سلطة لحج، وأيضاً إعلام جامعة لحج، في صراع إثبات الوجود، وكل منهما يدعي على الاخر بأنه صاحب الحق من خلال نشر المقالات وتبادل بعض الاتهامات فيما بينهما، إذ نجد أن سلطة لحج متمسكة بالمشروع بقوة بإدعاء أن الجامعة ستوفر فرصا حديثة في التعليم الجامعي المتخصص وبالمجان، بينما رئاسة جامعة لحج، تعتبر ما حدث هو انتهاك لمساحة الحرم، وفي نفس الوقت فهي لا تمانع من إنشاء الجامعة الخاصة على ان تكون خارج مساحة الحرم الجامعة، وأيضاً تستبعد جامعة لحج إدعاء سلطة لحج حول التعليم بهذه الجامعة الخاصة مجاناً، وأوضحت عدة اسباب يتطلبها ويفرضها التعليم الجامعي ليس بالمجان سواء كان تعليما جامعيا خاصا أو حكوميا .

 

وثائق مشـــفرة:

بالرغم من تحويل هذه الأزمة إلى ظاهرة دون حلول، وبروز كتابات وآراء من قبل الآخرين، منها من تؤيد قرار سلطة لحج، وأخرى تناهض سلطة لحج وتؤيد حجة جامعة لحج، وبالرغم من بلوغ النزاع ذروته بين الطرفين، إلّا أنه لم تظهر سلطة لحج ا٦وراق الاتفاقية مع هذه الجامعة الكويتية الخاصة لعامة الناس لتعزيز صحة ما تدعي به السلطة، وتحديداً أن التعليم في الجامعة مجاناً، وبمقابل ذلك لم تبرز رئاسة جامعة لحج أوراق وإجراءات مساحة الحرم الجامعي، وكذا ما قامت به من متابعات مع السلطات العليا حول رفض بناء الجامعة في إطار الحرم، ولهذا تجد أن القارئ يتابع ويقرأ ماهو حاصل من " التراشخ " الإعلامي والذي لم يثبت بوثائق رسمية كي تؤكد صحة إدعاء كل طرف بهذا النزاع أمام عامة الناس.

 

تناقـض التوجـيهات:

ومن خلال متابعة ما ينشره إعلام الطرفين، يظهر بين السطور وجود تناقض في توجيهات بعض السلطات العليا بخصوص هذا النزاع، وأيضاً لم تنشر كاملاً تلك التوجيهات من قبل الطرفين حتى توضح الرؤية عند المواطن مع أن النزاع تحول إلى قضية رأي عام.

 

القضـاء هو الفـيصل:

وتؤكد رئاسة جامعة لحج على حماية مساحة الحرم بعد أن طرقت أبواب السلطات العليا، على أن القضاء هو الفيصل في الفصل بهذا النزاع، وأكد إعلام الجامعة برفع رئاسة الجامعة دعوى قضائية لحماية حقوقها وانتزاعها قضائياً، بينما يؤكد إعلام سلطة لحج المحلية أن الأمر قد قضي، وأن مشروع الجامعة الكويتية قد انطلق دون أي توقف أو أي مانع قد يمنع حدوث تنفيذه كمنجز تعليمي أكاديمي على واقع الأرض.

 

صـراع الأمـل:

وتشهد جامعة لحج تحديات كبيرة فهي في صراع من أجل البقاء، فمنذُ إنشاء الجامعة عام2021م، وهي تمارس عملها من داخل مبنى تابع للمعهد الزراعي بلحج، وأيضاً لم تتوفر لها الفرص والدعم في وضع اليد على مساحة الحرم، كما أنها تستحدث كليات في مبان تعود أصولها لمرافق أخرى وتبذل جهوداً كبيرة وتدفع مخاسير مالية في إعادة تأهيل تلك المباني، وبينما تنتظر الأمل إذ بها تواجه تحد آخر تحول إلى نزاع حول الحرم الجامعي ومن قبل السلطة التي تعول عليها الجامعة في الإسناد وتقديم الدعم المالي الهادف إلى تحقيق ونجاح خطط الجامعة على مستوى المحافظة.

 

اختفاء الرجل الرشيد:

إن حدوث هذا النزاع وخروجه للإعلام المحلي، لربما قد يتطور لاحقاً ويخرج إلى وسائل الإعلام العربي والدولي، وفي حال استمرارية عدم وجود رجل رشيد وحكيم، لغرض التدخل بين الطرفين بحلول وسط ترضيهما ، وتنهي هذا النزاع جذرياً تحت قاعدة لا ضرر أو ضرار على الطرفين، ويبقى السـؤال والنـداء أين أنت أيها الرجـل الرشـيد والحكيم من ما هـو حاصل لإنهاء هذا النـزاع جــــــذرياً ؟ !!




شارك برأيك