
قال موقع defence post،العسكري الأمريكي، إن الولايات المتحدة بدأت تخلع قفازاتها في مواجهة الحوثيين، لكنه حذر من أنه بدون حملة مستدامة، فإن هجوم البحر الأحمر قد يصبح خطاً أحمر آخر غير مطبق.
وأوضح الموقع في تقرير له أن الهجوم الأميركي على الحوثيين ليس فقط لاستعادة حرية الملاحة عبر البحر الأحمر، بل وأيضاً لإرسال رسالة إلى منافسي الولايات المتحدة ــ الصين وإيران وروسيا ــ الذين كانوا قبل أيام قليلة من الضربات الأميركية يستعرضون عضلاتهم بإجراء مناوراتهم البحرية السنوية الرابعة في المياه القريبة.
لكن لتحقيق نتائج دائمة، يتعين على الولايات المتحدة أن تبني على حملتها الافتتاحية بجهود متزايدة لوقف إمدادات الحوثيين وتوجيه الضربات المباشرة ضد الأصول الإيرانية، إذا استمر العدوان الحوثي.
لعبة القوة الإقليمية
كما حدث في السنوات السابقة، جرت المناورات الصينية الإيرانية الروسية - الحزام الأمني البحري 2025 - في خليج عمان، وهي المنطقة التي تحد نقطتين اختناق حرجتين: مضيق هرمز ومضيق باب المندب.
ورغم أن التدريبات تضمنت عروضا عسكرية متواضعة، فإن أهميتها الأكبر كانت رمزية: إذ أشارت إلى قدرة الشراكة الصينية الإيرانية الروسية على استبدال الولايات المتحدة الغائبة كمزود للأمن الإقليمي.
بالنسبة لإيران، كانت المناورات بمثابة بيانٍ مفاده أنه على الرغم من تغيّر نفوذها في لبنان وسوريا ، إلا أنها لا تزال لاعبًا إقليميًا مهمًا يتمتع بحلفاء أقوياء. كما استعرضت موسكو وبكين نفوذهما العالمي، بنشر قواتهما في الشرق الأوسط.
وللتأكيد على هذه الرسالة، نشرت الصين سفناً حربية من قاعدتها البحرية الخارجية في جيبوتي ــ عبر المضيق من اليمن ــ وهي قادرة على جمع المعلومات الاستخباراتية وتوفير الإمدادات اللوجستية للسفن البحرية الإيرانية والروسية.
وبث التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات من التدريبات بينما أشار أحد المعلقين إلى منطقة مستقبلية "بدون أي وجود أميركي" - وهي رسالة قد تلقى صدى لدى بعض الشركاء العرب، الذين يشعرون بقلق متزايد إزاء ثبات الولايات المتحدة في المنطقة.
وبحسب الموقع، فقد شاركت ثلاث من دول مجلس التعاون الخليجي الست بصفة مراقب في التمرين، وهو ما يمثل زيادة ملحوظة عن السنوات السابقة. وقد انسحبت دولة الإمارات العربية المتحدة، إحدى الدول المراقبة، رسميًا من التحالف الأمني البحري متعدد الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة بعد أن شعرت بالإحباط من التقاعس الأمريكي تجاه إيران.
إرسال رسالة واضحة
وقال التقرير "لحسن الحظ، فإن الهجوم الأميركي الأخير ضد الحوثيين المدعومين من إيران نجح في دحض هذه الرواية. فمع تنفيذ أكثر من 85 غارة جوية في ثلاثة أيام فقط ونشر مجموعة حاملة طائرات ثانية في المنطقة، تعمل الولايات المتحدة على تعزيز التزامها بالأمن في الشرق الأوسط وإظهار قدرتها المستمرة على إظهار القوة.
وأضاف، للحفاظ على هذا الزخم، يجب على واشنطن مواصلة نهجها. فوقف عدوان الحوثيين أمرٌ بالغ الأهمية، ليس فقط لضمان تدفق الشحن التجاري عبر البحر الأحمر، بل أيضًا لتعزيز مصداقية الولايات المتحدة والثقة الإقليمية.
وحذر من أن الفشل في مواصلة هذه الجهود من شأنه أن يثير الشكوك حول عزم الولايات المتحدة، وقد يشجع جهات فاعلة أخرى على تحدي المصالح الأميركية في أجزاء أخرى من العالم.
الحفاظ على الضغط
وشدد الموقع على أنه ينبغي للحملة الأميركية أن تركز على استهداف المجالات الرئيسية لعمليات الحوثيين، بما في ذلك القيادة والسيطرة، وشبكات الاتصالات، والخدمات اللوجستية، والقيادة.
كما ينبغي للقادة الأميركيين أيضا أن يكونوا واضحين في أن الحملة ليست مرتبطة بوقت وسوف تستمر طالما كان ذلك ضروريا، وتجنب الرضا عن الذات حتى لو أوقف الحوثيون هجماتهم مؤقتا.
وعلاوة على ذلك، ينبغي لواشنطن أن تشجع الشركاء الأوروبيين على تكثيف مساهماتهم، وخاصة في جهود منع الملاحة البحرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية، للحد من إعادة تسليح الحوثيين وحماية الاستقرار الإقليمي، وفق الموقع.
وأكد أنه من الضروري أيضًا أن تُحاسب الولايات المتحدة إيران على دعمها لأفعال الحوثيين. ورغم نفي طهران الأخير ، هناك أدلة دامغة تربط إيران بأنشطة الحوثيين.
وقال الموقع الأميركي، إنه يجب على واشنطن ضمان استمرار هذا الوضع. حيث ينبغي أن تستدعي هجمات الحوثيين المستمرة على إسرائيل أو السفن الحربية ضربات أمريكية مباشرة على أصول النظام الإيراني المرتبطة مباشرةً بدعم الحوثيين. لا شيء يُضعف المصداقية أكثر من عدم تطبيق خط أحمر.
واختتم قائلا: "إن إرسال إشارة إلى خصومها وشركائها باستعدادها لاستخدام القوة للحفاظ على مصالحها الحيوية في الشرق الأوسط وخارجه يتطلب من الولايات المتحدة الوفاء بوعدها بوقف عدوان الحوثيين. أما عدم القيام بذلك فسيرسل إشارات خطيرة حول عزم الولايات المتحدة - أو انعدامه - في جميع أنحاء العالم".