آخر تحديث :الثلاثاء 15 ابريل 2025 - الساعة:21:48:42
وزير عراقي في مهمة إيرانية!
(كتب صلاح الدين الأسدي)


في مشهد يفضح اختراق المليشيات الإيرانية لمفاصل الدولة، خرج وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بتصريح مُلفّق، زاعماً أن معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور شائع الزنداني قدّم اعتذاراً عن انتقادات وجهها وزير الإعلام معمر الإرياني للحشد الشعبي وعلاقته بالمليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانيًا، وهذه الكذبة الساذجة كشفت كيف حوّلت المليشيات الإيرانية الدبلوماسية العراقية إلى أداة في خدمة أجنداتها.  

الاجتماع الذي جمع الوزيرين في أنطاليا التركية كان لقاءً روتينياً على هامش مؤتمر دولي، لا يختلف عن عشرات اللقاءات التي تشهدها مثل هذه المحافل، لكن وزير الخارجية العراقي، بدلاً من التركيز على تعزيز العلاقات الثنائية، اختار أن يصبّ الزيت على نار التوتر، مُتجاهلاً أبسط أخلاقيات العمل الدبلوماسي، ولم تترك وزارة الخارجية لبلادنا،  الأمر يمر مرور الكرام،  بل أكدت عبر سفارتها في بغداد أن ما جرى كان تلفيقاً واضحاً للحقائق.  

اللافت في التصريح العراقي هو مدى انسجامه مع سردية مليشيا الحشد الشيعي، الذي تحوّل من قوة أمنية إلى "دولة داخل الدولة"، يفرض أجندته حتى على الدبلوماسية الرسمية، وهنا المشهد ليس غريباً على اليمنيين، الذين يعانون من سيطرة الحوثيين على مؤسسات الدولة بالحديد والنار، الفارق الوحيد هنا أن المليشيا في العراق ترتدي بدلة رسمية، وتتحدث بلسان الحكومة!  

وحقيقة ما حدث ليس مجرد زلة لسان، بل نموذج صارخ لدبلوماسية المليشيات، حيث تُستبدل المصالح الوطنية بتهريج إعلامي يهدف إلى استرضاء الميليشيات المتحكمة في القرار.

وللأسف الوزير العراقي، بدلاً أن يكون ممثلاً لسيادة بلاده، تحوّل إلى بوق لمجموعات مسلحة إيرانية لا تعترف بحدود الدولة ولا بقواعد الدبلوماسية.  

في المقابل، تعامل الوزير الزنداني باحترافية الدبلوماسي المخضرم، ورفض الانجرار إلى مهاترات لا تليق بمسؤول يمثل دولة ذات تاريخ وحضارة..الرد اليمني الرسمي جاء واضحاً ومتماسكاً عبر السفارة في بغداد، مؤكداً أن اليمن لن تقبل بأن تُزوّر الحقائق لخدمة أجندات المليشيات، سواء في العراق أو غيرها.  


 




شارك برأيك