
تعاود عصابة الحوثي الإرهابية الموالية لإيران بث سمومها من جديد مع كل عطلة صيفية، مجندة عشرات الآلاف من الأطفال في معسكراتها وبرامجها، وحاشدة أكبر قدر من سمومها الطائفية وثقافتها التكفيرية الإرهابية عبر مناهج أعدت بشكل ممنهج ومدروس لحرف عقول الصغار وتحويلها إلى مفخخات فكرية وعقائدية قاتلة.
ففي الوقت الذي دمرت فيه التعليم في المدارس والجامعات وحرفت المناهج التربوية والتعليمية وجعلت من المدارس مقابر للعلم، وصبغت بجهلها وظلاميتها ومناسباتها وألوانها كل ألوان الحياة التعليمية في المدارس، ها هي تواصل مشروعها الهدام في تنشئة جيل جاهل يُسبِّح بحمدها ويتحول إلى وقود في ساحات حروبها، صارفة مليارات الريالات على مشروعها ذاك والذي تطبقه بحذافيره عاما بعد عام، وما هي إلا سنوات فقط حتى يكون قد اكتمل وأصبح أولئك الصغار هم النشء الذي لا يعرف شيئا اسمه وطن ولا ثورة ولا جمهورية ولا يعرف ولاء إلا لها ولأفكارها وبرنامجها.
كل هذا يحدث على مرأى ومسمع من الحكومة التي تسمي نفسها شرعية، والغارقة في سكرة فسادها وخلافاتها المقيتة، والتي أقصى ما استطاعت عمله خلال عقد من الزمان هو التنديد والشجب وإنزال المنشورات وخوض معاركها وبطولاتها في العالم الافتراضي، تاركة عصابة الحوثي ومليشيات الكهنوت تسرح وتمرح بكامل حريتها في تفخيخ المجتمع وتجويع الناس وتسميم عقولهم.
تفخيخ عقول أطفال
وفي تأكيد واضح على استمرار عصابة الحوثي في تفخيخ عقول أطفال اليمن بالأفكار الهدامة وسعيها المستمر لنشر الطائفية وتمزيق النسيج اليمني، دعت عصابة الحوثي هذا الاسبوع الاطفال للالتحاق بمراكزها الصيفية التي يؤكد مراقبون أنها تنتهي بالتجنيد لهم.
وبحسب مصادر محلية فقد فرضت ميليشيا الحوثى على مدراء ومديرات المدارس ومكاتب التربية فى المناطق الواقعة تحت سيطرتها، فتح معسكرات صيفية واستقطاب الأطفال وتدريسهم مناهج تعبوية يغلب عليها الطابع الطائفى التحريضى، والتدريب على القتال.
مخاوف أولياء الأمور
هذه المعسكرت الحوثية أثارت مخاوف الآباء والأمهات في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، جراء عمليات غسيل الدماغ التي يتعرض لها أطفالهم الذين أُجبروا على حضور هذه المراكز بقوة السلاح وسطوة النفوذ.
يقول عبدالقوي الشرعبي لـ"المنتصف نت"، انه رفض التحاق أطفاله بمراكز الحوثي الصيفية خشية من تسمم عقولهم بافكار المليشيا.
واكد الشرعبي، أن ما تقدمه مليشيا الحوثي خلال المعسكرات الصيفية للاطفال هو كل ما يخدم
منهجها السلالي والطائفي فقط ، إذ يتم غرس أفكار طائفية توجّه الأطفال بشكل مباشر للعمل مع المليشيا بشكل أو بآخر والانسلاخ من الهوية اليمنية.
انتهاك للطفولة
منظمات حقوقية عبَّرت عن قلقها إزاء إعلان قائد مليشيا الحوثي هذا الاسبوع تدشين المراكز الصيفية لطلاب وطالبات المدارس في المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرتها، مؤكدة أن تلك المراكز المغلقة والمفتوحة تمثل بيئة مناسبة للتعبئة الايديولوجية والتجني ويتلقى الأطفال فيها تدريبات على استخدام الأسلحة ودورات طائفية مكثفة.
وأكدت المنظمات، أن المراكز تمثل انتهاكاً صارخاً للحق في طفولة آمنة، مبينة أن الحوثي يتعامل مع طلاب المدارس كمصدر ومورد ثابتين للتزود بالمقاتلين.
المنظمات طالبت جميع الآباء والأمهات بالحفاظ على أمن أطفالهم وعدم الزج بهم في أنشطة تجعلهم عرضة للانتهاكات، مشددة على ضرورة مواصلة منظمات المجتمع المدني أعمال الرصد والتوثيق للانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال.
وجددت الدعوة للمجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حازمة وفرض العقوبات على كل المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان للأطفال وفي مقدمة ذلك الانتهاكات الجسيمة الستة.
معسكرات إرهابية
من جانبه قال الناشط مصطفى محمد سعيد لـ"المنتصف"، إن معسكرات الحوثي الصيفية تشكل خطرًا كبيرًا على الاطفال؛ فهي في الحقيقة معسكرات إرهابية يشرف عليها ويشارك فى إدارتها خبراء إيرانيون لتدريب الأطفال على الأسلحة والزج بهم فى جبهات القتال.
واكد مصطفى، أن معسكرات الحوثي الصيفية عبارة عن قنابل موقوتة لما تتضمنه ممارسات خطيرة كزراعة الأفكار المسمومة والطائفية وحث الأطفال على القتال، إلى جانب غرس خطاب الكراهية في عقولهم وإقصاء الطرف الآخر وإشراكهم بالعمليات القتالية وإنشاء جيل مُشوه هدفه القتل واتباع الأوامر.
وأوضح، أن مليشيا الحوثي تركز على شريحة الأطفال والنشء؛ نظرًا لسهولة التأثير عليهم، وغرس المفاهيم والمعتقدات الخاصة بالمليشيا في عقولهم، تمهيدًا لإلحاقهم بمعسكرات تدريبية، ليتم لاحقًا إرسالهم إلى الجبهات.