آخر تحديث :الاثنين 31 مارس 2025 - الساعة:22:09:34
بمناسبة عيد الأم .. المطري يهدي امه رساله مؤثره
(الامناء نت/خاص:)

كتب / حسان المطري 


أهدي هذا المقال إلى المرأة العظيمة، الصابرة، التقية، النقية، أمي الغالية. يعجز اللسان عن وصفك، ويفشل العقل في الإحاطة بعظمتك. أنتِ الروح التي تسكن قلبي، والنبض الذي يحييني. كل الكلمات تقف عاجزة أمام تضحياتك، وكل العبارات تبدو ضئيلة أمام فيض حبك وحنانك. أنتِ النور الذي أنار دربي، والسند الذي لم يتخلَّ عني أبدًا، مهما كانت الظروف.

لقد عشتِ آلامًا لا يتحملها بشر، فقدتِ فلذات كبدك، صلاح ومحمد، ومعهم والدي الحبيب، وتحملتِ تلك الفاجعة بصبر وإيمان لا مثيل لهما. لم تشتكي، ولم تنهاري، بل كنتِ مثالًا للرضا والتسليم بقضاء الله. تعلمتُ منكِ أن القوة ليست في عدم السقوط، بل في القدرة على النهوض بعد كل سقوط. كنتِ دائمًا تقولين لي: "لا شيء يعوض الفقد إلا القرب من الله، ولا شيء يجبر القلب إلا الإيمان". وها أنا اليوم، أحمل هذه القيم وأعيش بها.

أمي، لقد كنتِ لي المعلمة الأولى، والمربية المثالية، والملجأ الآمن. علمتِني الأخلاق قبل العلم، والطيبة قبل النجاح، والتواضع قبل الرفعة. كنتِ دائمًا تزرعين في داخلي حب الخير، وتحثينني على مساعدة الآخرين، وتذكريني أن المال والمنصب لا يصنعان الإنسان، بل قلبه وأخلاقه. كل ما وصلتُ إليه اليوم هو بفضل تربيتكِ، ودعواتكِ الصادقة التي كانت تسبقني في كل خطوة أخطوها في حياتي.

في أصعب لحظاتي، كنتِ أنتِ الحاضرة، تواسينني، وتدعمينني، وتدفعينني للأمام. عندما كنتُ أضعف، كنتِ قوتي، وعندما كنتُ أتعب، كنتِ راحتي. ربما قصَّرتُ في حقكِ في الماضي، وربما لم أكن الابن المثالي دائمًا، لكنكِ كنتِ دائمًا الأم المثالية بلا منازع. واليوم، أقولها لكِ بكل فخر: يا أمي، ابنكِ أصبح في القمة. لا أقولها غرورًا، بل حقيقة يشهد عليها الجميع. لقد حققتُ نجاحًا غير مسبوق، ليس فقط في الجنوب والوطن العربي، بل على مستوى العالم. هذا النجاح هو نجاحكِ أنتِ، وهذا المجد هو امتداد لعطائكِ الذي لا يُقدَّر بثمن.

افخري بي يا أمي، كما أفخر أنا بأنني ابنكِ. لقد كنتِ الأساس، والجذور التي صنعت هذا الامتداد. كل ما أرجوه اليوم هو أن أراكِ مبتسمة، سعيدة، فخورة بي، فقد عشتِ كثيرًا من الأحزان، وحان الوقت لتعيشي الفرح الذي تستحقينه. كل ما أتمناه الآن هو رضا الله أولًا، ثم رضاكِ يا وصية رب العالمين. أسأل الله أن يطيل في عمركِ، ويحفظكِ لي، فأنتِ الأم، والوطن، والحياة.




شارك برأيك