
مديرية الملاح بين المطرقة والسندان، بين عنتر المغربي وأنيس محمد ناصر! ضجيج الشعارات وقرع الطبول لا يتوقف، وكأننا في معركة كلامية لا تنتهي، لكن على أرض الواقع، لا حياة لمن تنادي! سفينة تتقاذفها أمواج المصالح، وربّانها مشغولون بالعزف على أوتار خلافاتهم، بينما المواطن البسيط يُترك ليواجه مصيره وسط بحرٍ من الوعود الكاذبة والتخبط الإداري. المشاريع متعثرة، والخدمات غائبة، والمعاناة تتفاقم يومًا بعد يوم، والأراضي أصبحت فتيل أزمة لا ينطفئ، كل طرف يدعي ملكيتها، والنزاعات لا تنتهي، في ظل غياب الحلول العادلة وضعف السلطة أمام نفوذ المصالح.
وفي خضم هذه الفوضى، هناك رجل يحمل على عاتقه أعباء المديرية، *إنه النقيب بكيل الوهيبي*، الذي يتحمل تبعات عبث عنتر المغربي وأنيس محمد ناصر، في وقتٍ تنصل فيه الكثيرون من مسؤولياتهم،
فهو الرجل الذي يقف في وجه العاصفة، ويفرض وجوده رغم الصراعات، ويثبت أنه الوحيد القادر على الحفاظ على المديرية من الانهيار التام. فلولاه، لغرقت المديرية في دوامة لا مخرج منها، ولأصبحت الفوضى هي العنوان الوحيد لكل شيء، لكنه رغم جهوده، إلى متى سيظل وحده يصارع هذا الطوفان؟ ومتى يأتي اليوم الذي يضع فيه الجميع مصلحة المديرية فوق حساباتهم الشخصية.