آخر تحديث :الاحد 16 مارس 2025 - الساعة:01:14:51
غلاء فاحش يضرب ملابس العيد في تعز.. والثياب المستعملة ملاذ الفقراء
(تعز/الامناء نت/خاص:)

بدأت العديد من الأسر في شراء الملابس لأطفالها الصغار استعدادًا لاستقبال عيد الفطر المبارك، الذي يفصلنا عنه 15 يومًا. لكن اللافت في هذه الأيام هو الارتفاع الكبير في أسعار ملابس الأطفال، الذي وصل إلى مستويات قياسية، ما يهدد القدرة الشرائية للمواطنين البسطاء الذين أصبحوا يواجهون صعوبة في تأمين احتياجاتهم في مدينة تعز.

وفي جولة قصيرة في سوق التحرير وسوق 26 سبتمبر، تظهر أمامك إعلانات التخفيضات الرمضانية التي تزين محلات الملابس، مشيرة إلى عروض مغرية بألوان وأشكال متعددة للثياب، ولكن رغم ذلك، لا يزال لهيب الغلاء يهيمن على الأسعار. إذ ارتفعت أسعار ملابس الأطفال من 30-35 ألف ريال العام الماضي إلى 50-60 ألف ريال هذا العام، مما أثار صدمة لدى عدد من المواطنين الذين عبّروا عن حزنهم لعدم قدرتهم على إسعاد أطفالهم في العيد.

وفي لقاء مع عدد من الأمهات في محلات الملابس، عبرن عن تذمرهن من موجة الغلاء، مشيرات إلى صعوبة تلبية رغبات الأطفال الذين ينبهرون بالألوان والأشكال المختلفة، مما يجعل إقناعهم بالأسباب الاقتصادية لغلاء الأسعار أمرًا صعبًا.

وذكرت بعض الأمهات أن زيادة سعر البدلة يرتبط بزيادة عمر الطفل، دون النظر إلى جودة الملابس، مستعينات بالمثل الشعبي "كلما زاد الماء زاد الدقيق".

من جانبهم، أرجع أصحاب محلات الملابس الزيادة في الأسعار إلى قلة الواردات وارتفاع الجمارك على البضائع المستوردة، بالإضافة إلى تكرار الجمارك في مناطق سيطرة الحوثيين ومنافذ المدينة، ما انعكس على قيمة الملابس بالنسبة للمستهلكين.

في الوقت الذي يفضل فيه بعض المواطنين الصبر على أمل انخفاض الأسعار في آخر الشهر الفضيل، يلجأ آخرون إلى شراء ملابس الأطفال من الأسواق الشعبية.

سوق "المخلولة الشعبي" هو مكان معروف لدى البسطاء من سكان تعز، حيث يتوجهون لشراء احتياجاتهم من الطعام والأثاث والملابس حسب قدرتهم.

فهناك من يشتري الملابس ذات الماركات العالمية، ومنهم من يبحث عن الملابس المستعملة أو الرديئة بسبب ضيق الوضع الاقتصادي. وتشهد السوق إقبالًا كبيرًا على الملابس المستعملة، حيث تروج البسطات لبيع أربع قطع ب1000 ريال.

أبو محمد، أحد تجار الملابس المستعملة، أوضح أنهم يستوردون الملابس من دول الجوار ثم يفرزونها ويبيعونها بعد كيّها.

وقال إن سوق المخلولة أصبح مكانًا مهمًا للعائلات الفقيرة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، حيث يشهد السوق إقبالًا كبيرًا على الملابس المستعملة التي تحمل ماركات عالمية وتتناسب مع ميزانية الفقراء.

أما أحمد، صاحب محل آخر في السوق ذاته، أشار إلى أن الملابس المستعملة تعد ملاذًا للفقراء بسبب أسعارها المناسبة مقارنة بالملابس الجديدة.

وأضاف أن الأسعار تبدأ من أربع قطع مقابل ألف ريال، وقد تصل قطعة واحدة إلى 2000 ريال فقط.

وقالت السيدة أم صلاح إنها تشتري معظم ملابسها وملابس أسرتها من سوق المخلولة بسبب جودتها وأسعارها المناسبة، في حين أكدت أم هاشم أنها لا تستطيع شراء ملابس جديدة بسبب ارتفاع أسعار الملابس الشتوية، لذلك تلجأ إلى شراء الملابس المستعملة بأسعار معقولة.

من جهة أخرى، أعرب المواطن محمود عن عدم تشجيعه لشراء الملابس المستعملة، مؤكدًا أنها قد تكون ملوثة بالفيروسات وتسبب الأمراض الجلدية المعدية.

استشاري الأمراض الجلدية أكد أن ارتداء الملابس المستعملة، وخاصة الصوفية، قد ينقل بعض الأمراض الجلدية والفطريات، مشيرًا إلى ضرورة كيّ الملابس أو وضعها في كيس نايلون مغلق لعدة أيام للتخلص من الفيروسات والفطريات.

وفي السياق ذاته، عبر ناشطو وسائل التواصل الاجتماعي عن قلقهم بشأن الزيادات المستمرة في الأسعار، مشيرين إلى أن هذه الزيادات أصبحت شبه يومية دون مراعاة لتداعياتها الاجتماعية، مطالبين السلطات المحلية في تعز بالتحرك والاستماع لمطالب المواطنين بدلاً من سياسة الصمت الحالية.


من : محرم الحاج




شارك برأيك