آخر تحديث :الخميس 06 مارس 2025 - الساعة:15:34:54
يا باغي الشر أقصر
(الأمناء نت / كتب / أحمد راشد الصبيحي :)

 في حياتنا  نفحات ربانية تأتينا نفحة بعد نفحة تذكرنا كلما نسينا ،وتنبهنا كلما غفلنا ،وتقوينا على عزائم الخير كلما ضعفنا. ومن نفحاة المولى لنا  ،شهر رمضان المبارك ،ياتي كل عام فرصة للمسلم ليزداد من
الخيرات ،ويقلل من أسباب السيئات، فيا سعادة من انتفع بهذه الفرصة، ويا خيبت من اهدر هذي الفرصه ،«وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر..»جزء من حديث ابو هريره رواه الترمذي.

فبغاة الشر يعرف الله سبحانه ضعفهم، ويعرف تسليط الغرائز عليهم، ويعرف وسوسة الشيطان لهم، ويعرف أن الإنسان خلق ضعيفاً فكثيراً ما يغرى بالشرور وكثيراً ما يتورط في الآثام وكثيراً ما تزل به أقدامه، 

ومن بغاة الشر من لا يصوموا رمضان، ولعبت  بهم الأماني وغرهم بالله الغرور، وتمادوا في غيهم وضلالهم ،فجاهروا بالإفطار في نهار رمضان ،في الطرقات وفي الاسواق بل البعض من يجغل بيته وكرآ
للمفطرين   دون حيا  من الله الذي  يناديهم   ان يقصرور ويتوب اليه ،لان هذا الشهر هو ايام معدودت فقتربوا  من الله ،كفاكم مامضى من المعاصي 

فتأمل  إلى سعة عفو الله وإلى ورحمته  ،حيث ينادي على باغي الشر بالرجوع إلى الصواب ،وكأن الحق يقول له أيها العاصي الفرصة أمامك ،بحسبك من الغفلة عن الله أحد عشر شهراً مضت، ثم يفتح الله باب التوبة على مصراعيه ،وهذا من رحمة الله بعباده  وإن أخطأتم وعصيتم، فيا باغي الشر أقصر  ،فاذا قصرت فان توبتك مقبوله، و لأن طاعتك لن تزيد في ملك الله شيء، ومعصيتك لا تنقصه شي ، 

من أقبل على الله تائباً تلقاه من بعيد ،ومن أعرض عنه ناداه من قريب ،:     ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[ الزمر: 53] فمع أنهم العصاة لم يحرمهم شرف العبودية له أبقى عبوديتهم له وناداهم بهذا النداء المؤنس المحبب «يا عبادي» وإن أخطأتم وعصيتم، فيا باغي الشر أقصر











شارك برأيك