آخر تحديث :الاربعاء 05 مارس 2025 - الساعة:21:32:01
وتستمر الحالة الجنوبية بضبابيتها
(كتب أنور الرشيد )

 

لا شك بأن استمرار حالة الغموض وضبابية المشهد الجنوبي، وعدم حسم الأمور أدى إلى شلل الحالة الجنوبية في عمومها، لا الشعب يعيش مثل بقية شعوب العالم، ولا حكومة قادرة على توفير أبسط الخدمات الأساسية لابل لاتريد تقديم تلك الـخدمات ، وإزاء ذلك ونتيجةً لفقدان الثقة الشعبية في الحكومة الشرعية التي لا يزال الشعب الجنوبي يعتبرها حكومة احتلال شمالية، وقد ظهر في المشهد الجنوبي عام 2017 المجلس الانتقالي الذي حظي بدعم شعبي عارم لم يحظَ به أيُّ مكون سياسي .

المجلس الانتقالي الذي أخذ على عاتقه -كونه قد خرج من رحم مليونية 2017م - مسؤولية عودة دولة الجنوب، ويتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأمور في الجنوب، وبكافة التفاصيل التي يفرضها ذلك الالتزام الأخلاقي والسياسي .

إن الجنوب اليوم حتما ليس كجنوب الأمس نظرا للتطورات التي حدثت وتحدث به، ومسألة أن يستمر الوضع ضبابيًّا وغير واضح المعالم أصبح أمرًا مرفوضًا شعبيًّا، وهذا ما ظهر على السطح الجنوبي من  التظاهرات العمالية التي جرت، والواضح منها بأنه حتى شرعية الانتقالي اهتزت لدى الشارع الجنوبي، وهذا ما كنت أخشاه، وحذرت منه سعادة اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي .

لذلك نصيحة أخوية، وأنا على ثقة تامة بأن سعادة اللواء عيدروس الزبيدي ستصل له النصيحة، وأقولها له أمام التاريخ وأمام الشعب الجنوبي: إن لم تحسم الأمر يا سعادة اللواء وتلخبط أوراق الداخل والخارج، وتفرض أمرًا واقعًا لن تفقد ثقة الشارع الذي منحك شرعية ثورية بمليونيتين فقط، وإنما ستفقد ثقة كل من له مصلحة في إدامة نزيف الدم الجنوبي من دول الإقليم، ودول العالم الذين لا يرون غير مصالحهم في الجنوب، ولا يهمهم معاناة شعبه .

أنا أقول ذلك لأن الأمور قاربت على الانفجار نتيجةً للضغط المتواصل على الشعب الجنوبي، فهل آن أوان حسم الأمر يا سعادة اللواء عيدروس قبل انفلات الأمور ؟

هذا ما آمله .

*انور الرشيد*
 





شارك برأيك