- الكشف عن أربعة سيناريوهات محتملة لمستقبل اليمن!
- الرئيس الزُبيدي يؤكد أهمية رفع قدرات خفر السواحل وتعزيز الأمن البحري
- جريمة جديدة في مأرب.. العثور على جثة سجين بعد تعرضه للتعذيب وسط اتهامات للإخوان
- رئيس مجلس القيادة يصل القاهرة للمشاركة في اعمال القمة العربية الطارئة
- جماعة الحوثي تبدد أموال اليمنيين على مشاريعها الطائفية رغم الأزمة الإنسانية
- الرئيس الزُبيدي يؤكد دعمه للجهود التطويرية لمؤسسة موانئ خليج عدن
- هزة أرضية هي الثالثة تضرب زبيد في الحديدة
- الرئيس الزُبيدي يطّلع على نشاط مصلحة الجمارك وأمن المنطقة الحرة
- محافظ شبوة يتفقد خطط تشغيل محطات الكهرباء خلال رمضان
- الأرصاد يتوقع هطول أمطار متفرقة على أجزاء من السواحل الغربية

جاء شهر رمضان هذا العام على أهالي مدينة تعز في ظل أوضاع معيشية صعبة وغلاء فاحش أفقدهم القدرة على تلبية أبسط احتياجاتهم اليومية لهذا الشهر الكريم، ما جعل سعادتهم ناقصة ومعاناتهم أكثر وضوحًا.
المرأة في تعز هي ربّة المنزل والأم والشقيقة، ويتطلع الأطفال إليها لتأمين الغذاء وتوفير بعض من أجواء رمضان.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على قصص مؤلمة لنساء من الأحياء الأشد فقرًا وكيف استقبلن شهر رمضان المبارك.
أم لأربعة أطفال: "رمضان كان أفضل قبل الحرب"
(أ.ف.ح)، 34 عامًا، أم لأربعة أطفال، تقول: "رمضان كان أفضل قبل الحرب. كان الإفطار يتكون من الأرز والدجاج واللبن، أما الآن فلا يأكل أطفالي سوى الخبز والماء".
قبل حلول شهر رمضان، تجمع (أ.ف.ح) أكبر قدر ممكن من القمامة من الشوارع، بما في ذلك البلاستيك والورق وخردة الخشب والأغصان، لاستخدامها كوقود لإشعال النار في فرنها الصغير. لم تتمكن أسرتها من توفير قيمة وقود الطهو (9500 ريال) منذ أشهر.
تقول (أ.ف.ح): "لا أملك سوى القليل من الطحين وبيضة واحدة سأدخرها لإطعام أسرتي في أول أيام رمضان. سأعد الخبز لأولادي وأسلق البيضة، وسأقطعها مع الخبز قطعًا صغيرة. هذه هي الوجبة الوحيدة التي استطعت تأمينها لاستقبال رمضان".
وتضيف: "نصوم كل يوم من أيام السنة الآن. لا فرق بين شهر رمضان والأشهر الأخرى".
أم لثلاثة أطفال: "لا أريد أن يأتي رمضان وقلبي ينفطر"
(و.ع.ا)، 24 عامًا، قلقة من قدوم شهر رمضان، حيث يعني بالنسبة لها لحظة احتفال كبيرة تجتمع فيها الأسر وتتبادل العزومات.
تقول: "لا أريد أن يأتي رمضان وقلبي ينفطر عندما أرى أطفال يفتقرون لضروريات البقاء على قيد الحياة. لا يمكنني شراء أي شيء لهم".
وتعاني (و.ع.ا) من سوء التغذية وتكافح من أجل إرضاع طفلتها ميار، التي تبلغ من العمر خمسة أشهر فقط. على الرغم من أنها يجب أن تتلقى دعمًا غذائيًا خاصًا من برنامج الأغذية العالمي، إلا أنها تجد صعوبة في السفر إلى المراكز الصحية بسبب بعدها عن منطقة سكنها وارتفاع تكلفة المواصلات.
وتقول: "كل ما أفكر فيه هو من أين سأحصل على الطحين لصنع الخبز والحطب لإشعال النار".
شابة تعيش في غرفة مستأجرة: "أتمنى أن يعود غاز الطهي وينتهي الجوع"
(خ.ع.ح)، 20 عامًا، كانت في الثالثة عشرة عندما بدأت الحرب. دُمر منزلها في أول هجمات صاروخية على تعز في 26 مارس 2015. تعيش أسرتها المكونة من ستة أفراد في غرفة واحدة مستأجرة في منطقة صينة.
تقول: "أتمنى لو جاء شهر رمضان في وقت كان لدينا فيه الكثير من الطحين والأرز والغاز.
لكن رمضان جاء هذا العام وما زالت الحرب مستمرة والجوع مستمر. بالنسبة لي، كل ما أتمناه كفتاة يمنية هو أن أعيش بسلام. أن يعود غاز الطهي إلى بلدي وأن تنتهي الحرب".
نازحة أربع مرات: "حياتي الآن مجرد صراع يومي"
(خ.خ.أ)، 24 عامًا، أجبرت الحرب الوحشية وعائلتها على النزوح أربع مرات. أسرتها أصلًا من الحديدة، وهي أم لطفلين تعيش الآن في بئر باشا، حيث يدعم برنامج الأغذية العالمي عددًا من النازحين داخليًا.
و تقول: "هذا هو المكان الذي انتهى بي المطاف في حياتي. لقد زرت العديد من الأماكن، وكان لدي عمل. كنت شخصًا ما في الحياة. لكن حياتي الآن هي مجرد صراع يومي لإطعام أطفالي".
عملت (خ.خ.أ) قبل الحرب ممرضة في مستشفى محلي. كانت لديها أحلام بالوظيفة وبناء أسرة تتمتع بصحة جيدة. تقول: "لم أعد أشعر أنني الشخص الذي اعتدت أن أكون قبل أن تضرب الأزمة بلدي. لقد أصبحت شخصًا آخر".
ابتكرت (خ.خ.أ) نوعًا جديدًا من المواقد التي تستخدم وقودًا أقل بكثير من مواقد الحطب التقليدية، وساعدت النساء الأخريات في حيّها على تبني تصميمها الذكي.
حامل في شهرها الثامن: "تعز هي أكبر سجن مفتوح في العالم"
(ن.أ.ك)، 28 عامًا، حامل في شهرها الثامن بطفلها الأول. تعيش في أطراف مديرية المظفر، على بُعد ساعة مشيًا على الأقدام.
و تقول: "ارتدت الجامعة، كان لدي أمل كبير أنه بعد التخرج سأعمل في مدرسة خاصة. مرت ثلاث سنوات ولم أعمل حتى الآن".
تزوجت (ن.أ.ك) قبل تسعة أشهر فقط. كانت قلقة من أن يضطر زوجها هيثم للقتال في الصراع، فغادر اليمن إلى المملكة العربية السعودية بحثًا عن عمل.
وتضيف: "لم أكن أتوقع أن أندم على الحمل. تعز هي أكبر سجن مفتوح في العالم. أشعر بالذنب لأنني سألد طفلاً في هذا السجن".
فتاة تعتني بأشقائها الخمسة: "لا يوجد ما يكفي من الطعام"
(س.ش.م)، 18 عامًا، تعتني بأشقائها الخمسة بعد توجه والدها للعمل في السعودية وأمها المريضة طريحة الفراش.
وتقول: "لقد مُنعت من إكمال الدراسة. أعرف فقط كيف أقرأ قليلاً. عندما بدأت الحرب، توقفت عن الدراسة وأعمل الآن طوال اليوم في جمع الحطب لإشعال النار وطهي الطعام وإطعام أشقائي الصغار".
وتضيف: "رمضان هذا العام صعب بالنسبة لي لأنني أتحمل مسؤولية أشقائي. لا يوجد في مطبخي المتواضع ما يكفي من الطعام لتقسيمه عليهم".
دور الجمعيات الخيرية: مساعدات محدودة النطاق
لا يمكن إغفال دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية في توفير المستلزمات الرمضانية للعائلات الفقيرة.
ومع ذلك، تظل تلك المساعدات محدودة النطاق، حيث يتم توزيعها بناءً على أسس حزبية أو مناطقية، مما يحرم العديد من الأسر المحتاجة من الدعم اللازم.
هذه القصص تعكس معاناة أهالي تعز في رمضان هذا العام، حيث تتفاقم الأزمات الإنسانية تحت وطأة الحرب والغلاء، مما يجعل فرحة الشهر الكريم بعيدة المنال.