- صور مروعة .. شاهد أول حالة إصابة بجدري القرود في مناطق الحوثي
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الاربعاء بالعاصمة عدن
- احراق سيارة قاض باستئناف تعز
- كلية الآداب بجامعة عدن ومؤسسة معد كرب الثقافية تحتفيان باليوم الوطني لخط المسند
- تصعيد الحوثيين الأخير ينتهي بمقتل وجرح 9 من عناصرهم في الجوف
- وزير النفط اليمني: اليمن يمتلك احتياطيات ضخمة من الغاز المسال وفرصاً استثمارية واعدة
- النائب العام يلتقي رئيس مؤسسة تواصل الكويتية لبحث مشاريع التنمية
- لم تُسجّلها مراكز الرصد العالمية.. ما حقيقة الهزات الأرضية في البيضاء اليمنية
- العثور على كيلو جرام من مادة الهروين المخدر بساحل أبين
- الحفل الختامي لمسابقة الأفكار الريادية المبتكرة لطلاب جامعة حضرموت
![](media/imgs/news/16-02-2025-08-31-28.jpg)
باغتت قوات قبلية في أوائل فبراير/شباط الجاري موقعًا للحوثيين في بلدة حنكة آل مسعود بالبيضاء اليمنية، مما أوقع قتلى وجرحى في صفوفهم.
وجاء هذا الهجوم بعد نحو شهر من قمع مليشيات الحوثي لقبيلة حنكة آل مسعود في مديرية القريشية، وهي إحدى قبائل قيفة في البيضاء، مما أثار تنديدات محلية ودولية بشأن جرائم حرب محتملة ترتكبها المليشيات.
وكانت معارك اندلعت لأيام بين الحوثيين وقبيلة حنكة آل مسعود في يناير/ كانون الثاني الماضي، إذ شكلت "تهديدًا جديًا" في قلب مناطق نفوذ المليشيات، وقدمت درسًا جديدًا حول مدى قدرة الحوثيين على الاحتفاظ بسيطرتهم في مناطقهم وعلى دور القبيلة كسلاح قادر على تغيير قواعد اللعبة ضد الانقلابيين ضمن معركة الخلاص"، وفق مراقبين.
ومنذ انقلابها أواخر 2014، وجدت مليشيات الحوثي نفسها في مواجهة انتفاضات شبه شهرية للقبائل في البيضاء وصعدة وحجة وعمران وصنعاء والحديدة وإب والجوف.
انتفاضات دروس
وتصاعدت الانتفاضات الداخلية ضد الحوثيين منذ انتفاضة 2 ديسمبر/كانون الأول 2017 في صنعاء، والتي قادها نائب رئيس المجلس الرئاسي طارق صالح، واستمرت لأيام وكسرت المخاوف القبلية من بطش المليشيات.
وعقب ذلك، قادت القبائل سلسلة من الانتفاضات، منها في الحيمة بتعز في 24 ديسمبر/ كانون الأول 2017، وفي حجور بحجة في يناير/ كانون الثاني 2019، وفيما بين إبريل/نيسان وأغسطس/آب 2019 التحقت العود وإب وكذا القفر وعتمة وهمدان وأرحب، وانتهاء بانتفاضات قبائل قيفة في أغسطس/ آب 2024 وانتفاضة حنكة آل مسعود الشهر الماضي.
وحملت هذه الانتفاضات طابعًا واحدًا في المواجهات والتمرد على حالة القهر والبطش التي تفرضها مليشيات الحوثي، غير أن قبائل الجوف التي قادت انتفاضات منفصلة ومتصلة منذ عام 2021، قدمت نموذجًا مختلفًا في المقاومة وكسر قبضة الانقلاب الحديدية.
وعلى ما يقول المراقبون، فإن "قبائل دهم في الجوف استفادت من الصحراء في خوض حرب استنزاف من خلال أسلوب الهجمات المباغتة وعمليات كر وفر، حيث استهدفت القادة الميدانيين للانقلابيين دون ترك أثر لمسؤولية أي قبيلة".
وإجمالًا، يقول المراقبون إن هذه الانتفاضات قدمت في طياتها دروسًا قيمة، سواء على المستوى التكتيكي أو الاستراتيجي، بشأن رفع المعنويات لدى مناهضي الجماعة بالداخل والخارج، وتعرية وجه الحوثي محليًا ودوليًا، وفرص وإمكانيات تغيير قواعد اللعبة ضد الانقلابيين من خلال تأطير هذه الانتفاضات من قبل الشرعية.
كما كشفت عن "نزيف التحالفات لدى المليشيات، الذي وصل مؤخرًا للاصطدام بقبائل كانت حليفًا مذهبيًا لجماعة الحوثي، كحراز وبني حشيش في صنعاء، وقبيلة آنس في ذمار، على إثر اعتقالات واعتداءات غاشمة للجماعة ضد هذه القبائل"، وفقًا لذات المصدر.
وحث الضابط اليمني محمد عبده، المجلس الرئاسي اليمني، على "بدء عملية تنسيق مع القبائل للبناء على الاختراقات الأمنية في مناطق مليشيات الحوثي، واستثمار الاحتقان القبلي لتسريع وتيرة عملية التحرير".
وأكد في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن العمليات المتتابعة ضد مليشيات الحوثي تشير إلى "أن روح المقاومة الداخلية في حالة تنامٍ مستمر، وأن مليشيات الحوثي ستقف عاجزة أمام تبعاتها وانعكاساتها، إذ انطلقت بشكل منسق مع الحكومة المعترف بها دوليًا".
تكتيكات المواجهات
واتبع الحوثيون في قمع هذه الانتفاضات المنفصلة سياسات وتكتيكات مختلفة لإخمادها، منها الاجتياح البري لمناطق الانتفاضات، واختطاف أبناء القبائل المشاركة في المعارك، وأخذ الرهائن لعدم تكرارها مرة أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، اتبع الحوثيون سياسة الحصار، والتي تراوحت من أسبوع، كما حدث مؤخرًا في حنكة آل مسعود في البيضاء، إلى أكثر من شهرين، وهو حصار مميت استخدمته المليشيات لقمع قبائل حجور في حجة، التي توصف بالحديقة الخلفية لمعقل الجماعة.
كما اتبعت المليشيات "سياسة العزلة"، والتي تشمل قطع الاتصالات عن السكان، وقطع الطرقات الرئيسية، ومنع وصول الأدوية والإمدادات الحيوية، بالإضافة إلى "سياسة القوة المفرطة"، والتي تشمل القصف بالصواريخ الباليستية، والقصف الجوي بالمسيرات، وبالمدفعية الثقيلة، ونشر فرق القناصة وقوات التدخل السريع، وفقًا لمراقبين.
كذلك اتبعت المليشيات "سياسة العقاب الجماعي والأرض المحروقة"، والتي تشمل تهجير السكان، وتفجير المدارس والمنازل والمساجد، وإحراق صهاريج المياه، وتفخيخ آبار مياه الشرب، وغيرها من الجرائم لترويع الخصوم المناهضين.
بالإضافة إلى ذلك، لجأت المليشيات إلى خدعة الوساطات، إذ عمدت في جميع المواجهات مع القبائل إلى الدفع بقيادات موالية لها للتوسط لاحتواء الانتفاضات الداخلية وكسب الوقت لتجهيز قوة قمعها، وصولًا إلى اجتياح مناطق هذه الانتفاضات، بحسب خبراء.
وفي هذا الصدد، يشدد القيادي السابق في جماعة الحوثي والمنشق عنها علي البخيتي على "أهمية عدم تجزئة المعركة ضد الحوثيين، وأن تتحرك القبائل ضمن معركة موحدة، إذ لا ينتصر الحوثيون لأنهم أقوى، وإنما لأن المعركة تخاض ضدهم بالتجزئة أو بالقطعة من خلال انتفاضات هنا وهناك".
وحث البخيتي في مقطع مسجل على ضرورة "انتظار القبائل لوقت انطلاق المعركة بالتنسيق مع أجهزة الشرعية والقبائل، وهي لحظة سوف يتهاوى على إثرها الحوثيون".