- "بحضور الشقي والحالمي وقيادات أمنية وعسكرية.. انتقالي لحج يؤبّن المناضل محمد أحمد العماد في فعالية كبرى ومميّزة"
- باعوم يبحث مع وزير التربية والتعليم تحديات القطاع التعليمي في حضرموت
- بعد توقف لأكثر من 10 سنوات.. البحسني و حُميد يدشنان استئناف الرحلات الجوية بين مطاري الريان والقاهرة
- الكثيري يطلع على جهود شركة النفط بالعاصمة عدن للحفاظ على استقرار السوق المحلية
- تصفح العدد الإلكتروني لصحيفة "الأمناء" الورقية رقم 1693 الصادر اليوم الأحد الموافق 26 يناير 2025م
- تسجيل أكثر من 260 ألف إصابة بالكوليرا
- استحدات قواعد عسكرية جديدة لجماعة الحوثيين في صعدة
- تقرير أمريكي: ترامب لن يكتفي بإعادة تصنيف الحــوثيين منظمة إرهابية
- محافظ ابين يوفر قاطرة وقود إسعافية ثالثة لتشغيل الكهرباء خلال الساعات القادمة
- الريال اليمني يواصل رحلة الإنهيار أمام العملات الأجنبية .. أسعار الصرف اليوم الأحد
لقد أخذ شعبنا الجنوبي بعد عام 2015 بمفهوم وخيار الصبر وبمعناه الإيجابي؛ فهو شكل فعال من أشكال الكفاح الوطني الواعي؛ الذي يتم إتباعه عند حالات معينة بناء على الإستيعاب الشامل لطبيعة الظروف المحيطة وبالواقع والأطراف الفاعلة فيه على تناغمها وتناقضاتها - فهذا أمر مهم في حسابات السياسة - وأخذًا بعين الاعتبار ميزان القوى القائم كذلك؛ وكيف يمكن تعديله لصالح شعبنا وقضيته العادلة؛ وبهدفها الوطني الذي كان معلنًا ومعلومًا لدى التحالف وللشركاء في الشرعية معًا؛ والمتمثل باستعادة الجنوب لدولته المستقلة.
فقد أعتمد شعبنا وقواه الوطنية هذا الشكل الكفاحي دون سواه من بين الكثير من حالات وأشكال الدفاع عن مشروعه الوطني؛ ومع ذلك ظل يعبر عن عدم قبوله للواقع الذي فرض عليه؛ وبالحدود الممكنة البعيدة عن المهادنة أو الخضوع؛ رغبة منه أيضًا في تراكم كل عناصر وعوامل النهوض وبناء المؤسسات وأهمها العسكرية والأمنية؛ ولملمة الصفوف وتهيئة الأوضاع للحظة والزمن المناسبين.
ونعتقد هنا جازمين بأن الأمور قد وصلت إلى تلك اللحظة التي لم يعد للصبر مكانًا فيها؛ ومن أن الزمن هو هذا الذي نعيش لحظته؛ ليعلو فيه صوت شعبنا ومن على منصة التاريخ ليعلن كلمته الفاصلة؛ إيذانًا باستعادته لحريته وكرامته وقراره السيادي؛ وما مليونية ساحة العروض - ساحة الحرية - إلا تعبيرًا عن ذلك وبداية للتغيير وعلى أكثر من صعيد.
فقد تمادى الآخرون في معاداته ومحاربته والتآمر على قضيته ومستقبله وعدم الإلتزام بكل ما كان قد أتفق معهم عليه منذ إتفاق الرياض الموقع في 5 نوفبمبر عام 2019؛ لأن المزيد من الصبر دون حكمة حاكمة ومن غير رؤية ثاقبة وشاملة؛ ومبنية على الثقة المؤكدة بإمتلاك الأدوات والوسائل التي يضمن بها شعبنا تحقيق الإنتصار وفي أقرب وقت ممكن؛ لا تعني غير الذهاب إلى المجهول المخيف.
إن صبر شعبنا العظيم خلال عقد من الزمن إنما هو ذلك الصبر الذي لا تتقنه غير تلك الشعوب التي تنظر للحياة من زاوية المستقبل والثقة بالنفس؛ فمن لا يثق بنفسه يندم كثيرًا عندما يضع كل ثقته بغيره؛ وقد أثبت شعبنا قدرته الفائقة أيضًا على التحمل حتى تحين لحظة تحويل صبره إلى قوة دافعة للتغيير نحو المستقبل.
وهو المستقبل الذي كرس أحراره وحرائره حياتهم من أجله؛ دون أن تكسرهم عاتيات الزمن وتقلباته ومكر وخداع غيرهم؛ وحافظوا في نفس الوقت على قيم الوفاء وثبات المواقف مع من يشاركونهم وطنيًا ذلك؛ ويميزون بوعي بين الصديق والعدو إعتمادًا على شواهد الأفعال ومعطيات الواقع؛ وليس على غيرها من الأقوال والوعود الضبابية؛ فهذه هي ثقتنا بشعبنا وبقياداته الوطنية المخلصة التي يقف في طليعتها ويتقدم صفوفها المجلس الانتقالي الجنوبي؛ الذي يتعرض اليوم لأشرس وأكبر حملة إعلامية معادية مضللة بسبب ثبات موقفه الوطني.