- في خطوة تهدف لتمييع التعليم في الجنوب والتطبيع مع المليشيات.. العليمي يوجه الحكومة ببناء مدرسة تقنية إلكترونية في مناطق سيطرة الحوثي "وثيقة"
- إلى الرئاسي : فوهة البركان على وشك الانفجار بعدن
- الصراع يتصاعد حول التعديل الوزاري المرتقب
- السقاف يعتذر عن تولي منصب نائب وزير في حكومة بن مبارك
- بالوثائق .. كليات تعز تتوسع والضالع تُهمَّش ..
- مصادر لـ"الأمناء" : لا حلول لدى الرئاسي والحكومة تجاه أزمة كهرباء عدن
- تقرير خاص بـ"الأمناء" يحذر من غضب شعبي عارم جراء خروج كامل لكهرباء عدن وإغراقها في ظلام دامس.
- بن عزيز يلتقي قائد القيادة المركزية الأمريكية لمناقشة التهديدات الحوثية
- مركز الإنذار المبكر بحضرموت يحذر من موجة برد قارس تبدأ الثلاثاء وتستمر حتى نهاية الأسبوع
- اجتماع قيادي برئاسة الكثيري لتدارس الأوضاع المعيشية ودعم المطالب الحقوقية للمواطنين
تابعت خلال الأيام الأخيرة ما يثار على شبكة التواصل الاجتماعي. بشأن "تكفير" القائد السياسي والمناضل الوطني الفقيد حسين عوض عبد القوي اليزيدي، المعروف على مستوى كل مناطق يافع ومحافظتي لحج وأبين، وعموم الساحة الجنوبية، من قبل الأخ محمد سالم الدهشلي.
ويبدو لي أننا دخلنا في مرحلة من التوهان والضياع، وأسميه أنا بــ"الخواء الفكري والأخلاقي"، حتى إن بعضنا أصبح يبحث عن أي سبب لصناعة الفتنة وإثارة الشقاق، بمناسبة وبلا مناسبة.
أنا أعرف الأخ محمد سالم منذ أيام إقامتي القصيرة في قطر، وقد استضافني أنا وزوجتي في منزله وكان كريماً معنا، وعرفت فيه ميله إلى الثقافة الإسلامية، وله كتابات في هذا المجال، لكنني لم أكن أتوقع منه أن يبلغ به التشدد هذه الدرجة من التطرف، إلى حد تحديد من المسلم ومن الكافر.
وحينما يدور الحديث عن شخصية بمقام ومكانة المناضل الوطني المعروف على مستوى الساحة الوطنية الجنوبية، الفقيد حسين عوض عبد القوي (أبو ماجد)، فإن القضية تحمل أحد احتمالين:
إما إنها تعبر عن عداء شخصي للفقيد من قبل الأخ محمد، لم يتجرأ على التعبير عنه في حياة الفقيد فاستغل غيابه الجسدي ليمارس ضغينته ضده معتقداً انه سيهزمه في مماته، وناسياً أن تلاميذ الفقيد يعدون بعشرات، كي لا أقول بمئات الآلاف، وإما إن الأخ محمد لا يعرف الفقيد حسين عوض (خصوصا وعمره كله قد قضاه في دولة قطر الشقيقة واكتسب جنسيتها) وقد يكون سمع عن الفقيد من آخرين مغرضين، فراح يردد ما قاله هؤلاء الذين لا أتصور أن عددهم يتجاوز عدد أصابع اليدين.
أخي محمد، لقد أخطأت العنوان، وتبعا لذلك أخطأت التصرف، وألحقت بنفسك أضراراً أخلاقية ومعنوية لم تكن محتاجاً إليها، أما الفقيد أبو ماجد ذو السمعة المحترمة والبصمات النبيلة، فلم تمسس شعرةً في جسده.
قد لا تهمك شهادتي في الفقيد (الذي ذممته وشكَّكت في إيمانه وعقيدته) لكنني أستطيع أن أقول لك إن أفضال الفقيد حسين عوض ورفاقه طوال مرحلة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، قد وصلت إلى كل قرية وحارة ، كي لا أقول كل بيت في يافع، ففي زمن قيادته للمديرية الغربية (يافع) بمكاتبها العشرة، ثم لاحقاً لمحافظة أبين، عرفت المديرية (يافع) لأول مرة المدرسة والمستشفى والطريق المعبَّدة ومياه الشرب النقية، والنظام والقانون والقضاء العادل ونظام الإدارة، المساواة بين أغنى الأغنياء وأفقر الفقراء أمام القانون، والتعليم والتطبيب المجانيين وابتعاث آلاف الكوادر للدراسة في جامعات الداخل والخارج، وحصل الآلاف منهم على شهادتي الماجستير والدكتوراه، في مختلف التخصصات النظرية والتطبيقية.
فمع كل احترامي لشخصك الكريم، ماذا قدمتم أنت، وكل من يسلك طريقك، ماذا قدمتم ليافع؟
كم مشروع خيريٍ أنجزتموه أو دعمتموه؟ وكم مريض عالجتموه؟ وكم جاهل علمتموه؟ وكم نزاع فضضتموه؟ وكم معسرٍ أنقذتموه؟ وكم محتاجٍ ساعدتموه؟
وحتى الذين يشهدون للأخ الفقيد الأستاذ حسين عوض بأنه مسلمٌ موحِّدٌ ومؤمنٌ بالله تعالى أقول: إن إيمان المرء بربه ليس بحاجة إلى وقفة نقاشية أو إجراء فحصٍ أو اختبار، لأن القضية قضية علاقة بين المرء وربه، وكم من متصنعٍ ودعيٍّ يتظاهر بالإسلام والأسلمة، يرتكب من الموبقات ما لم يرتكبه كفار قريش أو ملحدو أفريقيا وآسيا وغيرهما، وكم من مؤمنٍ متواضعٍ لا يطيل اللحية ولا يقصِّر الثوب، ولا يستخدم السبحة، ولا يصرخ في المساجد، لكنه يمارس في سلوكه وحياته اليومية كل ما أمر به الله ورسوله من تقوى وعبادة ونصرة الحق ورفض الباطل وإقامة العدل وإنكار الظلم، واحترام الصغير قبل الكبير، والفقير قبل الغني، والتصدي للمنكرات والدعوة إلى الحسنات، دون أن يكتب عن نفسه أو حتى يعلن عن اسمه على وسائل التواصل والمواقع الإعلامية، وما حسين عوض إلا واحدّ من هؤلاء.
فالأمر إذن متروك لخالق الخلق، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، ذلك إن الله اعلم بالنوايا ، و هو الذي"يَعۡلَمُ خَآئِنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ وَمَا تُخۡفِي ٱلصُّدُورُ "، وهو القائل "إنه يعلم الجهر وما يخفى"، والقائل " أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ".
أدعو الأخ محمد سالم، إلى العودة إلى الصواب، والاعتذار لروح الفقيد حسين عوض، وأولاده وأسرته وأهله وذويه وسائر رفاقه وتلاميذه ومحبيه الذين يتجاوز تعدادهم مئات الآلاف.
وأختتم حديثي هذا بالتأكيد على أن الأمر لا يعني أبناء ووجهاء مكتب اليزيدي وحده ولا يافع وحدها، ولكنه يعني كل من تعرف على المناضل الفقيد حسين عوض واقترب من أخلاقه النبيلة وأفعاله الحسنة وعلاقاته الإنسانية السامية مع مختلف الناس أينما كانوا وأيٍ كان وضعهم الاجتماعي أو الثقافي أو الاقتصادي أو السياسي.
والله المستعان.