آخر تحديث :السبت 04 يناير 2025 - الساعة:13:25:17
عامٌ مضى ولم يترك إلا الألم، وعامٌ أتى حاملاً نفس الجراح
(الامناء نت/خاص:)

بقلم محمد الكازمي 


خرج العام الماضي مثقلاً بحمولته الثقيلة من الألم والخذلان، تاركاً خلفه غرفاً مظلمة تئن بصمت من الجوع، وأطباقاً فارغة ترسم على وجوه الأطفال علامات الحرمان، وشوارع خالية من الحياة إلا من آثار خطوات أقدام تعبت من السعي خلف لقمة عيش ضائعة فكان عاماً تساقط فيه نور الأمل كأوراق شجرة أكلها الجفاف، عاماً تجمدت فيه الأحلام في برودة الواقع القاسي، حيث لا كهرباء تضيء ظلام البيوت ولا مرتب شهري يردّ الاعتبار للجوعى، ولا خدمات تحفظ للإنسان أبسط حقوقه، عامٌ بددت فيه الأجور وسُرقت فيه الحقوق، ليصبح الفقير غريباً حتى في وطنه، يتصارع مع الزمن، ينهشه اليأس، ويطارد خيطاً واهياً من الرجاء في عالم أعمى عن معاناته.

ومع دخول العام الجديد، كانت الآمال المعلقة على بدايته أثقل من أن تحملها أيامه الأولى وأرقام التقويم تتبدل، لكن الأوجاع تبقى، كأنها نقوش محفورة في أعماق حياة الفقراء ونفس الغرف المظلمة ما زالت تنبض بالصمت القاتل، نفس الأطباق الخالية تحكي قصة الجوع الذي لا ينتهي، ونفس الشوارع تمضي باردة بلا دفء الأمل أو حراك الحياة ويبدو هذا العام قد أتى ليقول للفقير: إن التغيير لا يزال بعيداً، وإن معركته مع الظلم والبؤس لم تنتهِ بعد ولكن رغم كل هذا السواد، هناك دائماً في عمق الظلام شعلة صغيرة من الأمل، تنتظر من يوقظها.




شارك برأيك