- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأربعاء بالعاصمة عدن
- قوات طارق صالح تعلن القبض على "إيرانيين" كانوا في طريقهم إلى الحديدة
- البنك المركزي يناشد الرئاسي والحكومة توفير الإسناد اللازم للبنك بما يمكنه من القيام بواجباته "بيان"
- رفض تنفيذ توجيهات النائب العام بالافـراج عن حمزة العزيبي
- الجنوب شعبا وقيادة.. اصطفاف وطني في مواجهة حرب الخدمات الضارية
- بدء تفريغ سفينة وقود الديزل الخاص بكهرباء عدن
- النسي: الحديث عن شراكة "حزب الاصلاح" مع الجنوبيين خديعة
- الفريق محمود الصبيحي ينفي إصدار أي توجيهات بشأن العميد أمجد خالد
- نيابة إستئناف جنوب عدن تنفذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص حتى الموت للمدان محمد عبادي صالح حمود
- وادي حجر على طريق التنمية: لقاء مثمر بين محافظ حضرموت والسفيرة الهولندية
في مشهد تاريخي يعكس تلاحم شعب الجنوب ووحدته، أعلنت محافظة الضالع في ديسمبر 2013 عن انطلاق هبّة شعبية واسعة بقيادة المناضل شلال شائع، لتكون أول محافظة بالجنوب تساند أبناء محافظة حضرموت في هبتهم ضد الاحتلال اليمني ، وقد جاء هذا التصعيد الجماهيري الكبير بعد اغتيال المقدم سعد بن حبريش، مؤسس حلف حضرموت، في الثاني من ديسمبر 2013، على يد جنود المنطقة العسكرية الأولى أثناء مروره بنقطة عسكرية في مدينة سيئون.
مع اتساع رقعة التصعيد الشعبي، اندلعت مسيرات حاشدة في شوارع مدينة الضالع، حيث أغلقت كافة المرافق الحكومية ورفع أبناء الضالع أعلام الجنوب على أسطح المباني ، وتزامن ذلك مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين مقاومي الهبة الشعبية وقوات الاحتلال اليمني، التي تمثلت في الأمن المركزي وجيش ضبعان ، وبفضل صمود المقاومة، تم طرد قوات الاحتلال من معظم المقرات والمؤسسات الأمنية والحكومية في الضالع، وفي محاولة لتعطيل الاتصال وترويع السكان، عمدت قوات الاحتلال إلى قطع شبكات الاتصالات والإنترنت عن جميع مديريات المحافظة.
لكن هذه الموجة الشعبية العارمة أثارت غضب سلطات الاحتلال، فبادرت إلى اغتيال الناشط الشاب فهمي سناح، أحد أبرز شباب الهبة الشعبية بالضالع، وفي خطوة تصعيدية وحشية، أمر المجرم عبدالله ضبعان بقصف مخيم عزاء الشهيد فهمي سناح في يوم الجمعة 27 ديسمبر 2013، باستخدام قذائف الدبابات وجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة لحظة وصول القائد شلال شائع إلى المخيم ، ولم تراعِ قوات ضبعان حرمة يوم الجمعة أو وجود المدنيين والأطفال في المخيم، مما أسفر عن ارتكاب مذبحة مروعة هزت الضالع وكافة الجنوب، وأثارت موجة من الاستنكار المحلي والدولي.
وقد وثقت المنظمات الحقوقية الدولية الجريمة بعد نزولها إلى موقع المجزرة، وأكدت اكتمال ملف الجريمة من الناحية القانونية والإجرائية، كما وثقت شهادات الجرحى وشهود العيان الذين أكدوا تورط المجرم ضبعان في إصدار الأوامر بالقصف وارتكاب هذه الجريمة البشعة التي لاقت إدانة شديدة من المنظمات الدولية ومجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، التي طالبت بتحريك ملف الجريمة في محكمة الجنايات الدولية لمعاقبة مرتكبيها، مؤكدين ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات المستمرة بحق المدنيين في الجنوب.
وفي أعقاب هذه المجزرة، تصاعدت الاحتجاجات الشعبية، وبدأت المقاومة الشعبية بقيادة المناضل شلال شائع بحصار اللواء 33 مدرع الذي يقوده المجرم عبدالله ضبعان، و قامت المقاومة بنصب الكمائن لعربات جيش الاحتلال في عدة مناطق، وأسفرت العمليات عن أسر 13 جندياً، وإحراق أربع آليات عسكرية، واستهداف موكب ضبعان في مفرق الجليلة، فيما قصفت دبابات جيش ضبعان منزل المناضل شلال في الضالع رداً على حصار مقر اللواء 33 مدرع والعمليات العسكرية التي يقودها شائع ورفاقه.
واستمر التصعيد الشعبي خلال الأشهر التي تلت ذلك، حيث واصلت المقاومة استهداف آليات جيش الاحتلال، مما أسفر عن خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، فضلاً عن اغتنام أطقم وعربات عسكرية وإعطاب أخرى، وفي عام 2015، عندما انضمت مليشيات الحوثي إلى المعركة، قام الجنرال عبدالله ضبعان بتسليم اللواء ومواقعه العسكرية لهم، لكن المقاومة الجنوبية لم تتوقف، واستمرت في استهداف آليات مليشيا الحوثي، ونصبت كميناً محكماً لموكب القيادي الحوثي علي أبو الحاكم،في مفرق الجمرك بمدينة الضالع ما أسفر عن مصرع عدد من مرافقيه، تلتها عمليات مماثلة واستمرت حتى تم استكمال تحرير الضالع في 8 أغسطس 2015.
إن الدور البطولي للمناضل شلال شائع ورفاقه في قيادة الهبة الشعبية الجنوبية في الضالع يعكس التلاحم الشعبي والإرادة الصلبة لشعب الجنوب في مقاومة الاحتلال والتصدي للجرائم والانتهاكات التي تمارس ضدهم، ويظل هذا التحرك واحداً من أبرز ملامح تاريخ المقاومة الجنوبية.