- مصادر لـ"الأمناء" : المحرّمي يبدأ بتحريك ملف فساد البعثات الدبلوماسية
- من صلاح جديد إلى مروان حديد.. هكذا تخلص حافظ الأسد من خصومه
- اعتداءات واعتقالات وتصفيات في السجون .. مشاهد مؤلمة تعود مجدداً إلى الواجهة في مدينة تعز
- تقرير خاص لـ"الأمناء" يستعرض بوادر حلحلة الازمة اليمنية والحلول المطروحة لإنهاء الحرب..
- المحرّمي يبحث مع السفيرة الفرنسية تعزيز التعاون لمواجهة التهديدات الحوثية وتعزيز استقرار اليمن
- حملة رفع العوائق والمركبات المتهالكة تواصل عملها في مديرية صيرة بعدن
- سياسيون يطلقون وسم #تعزيز_الوعي_السياسي_الجنوبي على منصة (أكس)
- مليشيا الحوثي تستولي على منزل مواطن في إب وتحوله مقرًا لإحدى جمعياتها
- جيش الاحتلال يعلن إسقاط صاروخ أطلق من اليمن على تل أبيب
- فريق التواصل السياسي بالإنتقالي يواصل نزولاته ويعقد لقاء موسع في مديرية الأزارق
في جريمة شنيعة تعد واحدة من آلاف الجرائم الوحشية التي ارتكبتها وما تزال ترتكبها عصابات قيادات وأفراد القوات الأمنية والعسكرية التابعة لحزب الإصلاح الإخواني المحكم قبضته الحديدية على مفاصل المؤسسات والمرافق الحكومية والمدنية في مدينة عاصمة المحافظة فوجئت أسرة المواطن المغترب انور منصور عبده من ايفوع بوجوده مقتولاً في سجن عصيفرة بمحافظة تعز في المنطقة الواقعة تحت سيطرة جماعة الإخوان ، وما أثار استغراب أسرته هو وجود جثته وعليها علامات التعذيب الوحشية التي تقشعر منها الأبدان .
القصة كما روتها أسرة القتيل ظلماً وعدوانا بين قضبان سجن عصيفرة بمحافظة تعز بدأت بذهاب المجني عليه ظلما وعدوانا المغترب انور منصور عبده من ايفوع إلى تعز قادما من مسقط رأسه " أيفوع " لتجديد جواز سفره ، دون أن يعلم أن المدينة تعز قد تحولت من مدينة الأمن والسلام وأرض الحالمة التي تستقبل كل المناضلين والثوار والمظلومين منذ أواسط القرن الماضي إلى مدينة القتل والطغيان والاعتقالات والنهب والسلب والظلم وأعمال العنف والفوضى والسطو على الممتلكات الخاصة والعامة في ظل حكم جماعة حزب الإصلاح الإخواني الذي يحكم قبضته الحديدية على السلطات المحلية والأمنية والعسكرية ، والذي أحال المدينة ومواردها ومقدراتها إلى ملكية خاصة لقياداته العليا والوسطية والدنيا ، التي تستخدم كل أعمال البلطجة والنهب والسلب والاعتداءات على المواطنين والمرافق الحكومية والمؤسسات والشركات والمحلات التجارية ، وممارسة الابتزاز والظلم عليهم وإجبارهم على دفع أتاوات ورشاوي ومبالغ خارج النظام والقانون والشرائع السماوية .
وعند وصول المغترب انور منصور عبده إلى أحد النقاط الأمنية في مدينة تعز تم إيقافه ، ولديه كافة بطائقه التعريفية وجوازه ، وتم توقيفه في النقطة دون وجه حق ، وتعنيفه وضربه والإساءة إليه ، وتحت مبررات واهية دون مسوغ قانوني ، وتفتقد لأبسط أدبيات الأخلاق والقيم السامية ، وتم اقتياده إلى سجن عصيفرة أحد أبرز سجون التعذيب الوحشية ، التي صممت تكناتها بنفس الأدوات ووسائل التعذيب التي استخدمت في أبشع السجون كسجن جواتينامو وأبو غريب .
الحكاية إلى هنا تهز المشاعر الإنسانية وترفضها الأنظمة والقوانين القضائية والوضعية والمدنية جملة وتفصيلاً ، كونها خارجة عن الأعراف والقيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية والإنسانية .. ثم تبدأ فصول أخرى من سيناريو الجرائم الوحشية المروعة والبشعة التي دأبت على تنفيذها جماعة الإخوان المتأسلمين في تعز اليمنية والتي صارت معقلا ووكرا للجماعات الإرهابية والإخوانية بتنفيذ عملية قتل السجين دون ذنب المغترب انور منصور عبده بعد تعذيبه الوحشي والتي ظهرت بوضوح على جثته علامات التعذيب والقتل ، وكل ذلك العمل الإجرامي والوحشي في نفس الوقت الهدف منه هو الاستحواذ على سيارته الفارهة لكزس يابانية الصنع والفاخرة بين أنواع السيارات الفارهة .
ولقيت الحادثة إدانات واسعة من مختلف شرائح المجتمع المدني في تعز والتي طالبت بأن تكون قضية رأي عام ، والتي توجه نداءها لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية ووزارة الداخلية ومحافظ تعز بالضغط على الأجهزة الأمنية بمحافظة تعز لكشف ملابسات الحادثة ، ومحاسبة المتسببين فيها ، وإحالتهم للتحقيق بواقعة القتل والتعذيب للمواطن المغترب انور منصور عبده واختفاء سيارته حتى اليوم ، وأكدت المنظمات الحقوقية في عموم الوطن اعتبار القضية هي قضية رأي عام ، ومطالبة كل النشطاء السياسيين والحقوقيين والمثقفين والإعلاميين بالتفاعل مع قضية المظلوم أنور منصور في كل المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي وغيرها .
وتبقى الأسئلة نوجهها أولاً لمجلس القيادة الرئاسي إلى متى ستظل مقاطعة أقليم تعز الإخوانية مرتعاً خصباً لأعمال الإرهاب والفوضى والعنف والاغتيالات التي طالت القائمين على المنظمات الدولية والأعمال الإنسانية والقيادات المعارضة والكوادر الطبية والتعليمية والناشطين الحقوقيين والإعلاميين والكتاب ونخب المثقفين ، وتجاوزت الانتهاكات لتصل على المدنيين والمواطنين البسطاء في مدينة تعز والوافدين إليها من محافظات أخرى ؟
إلى متى يا مجلس القيادة الرئاسي ستظل محافظة تعز خارج نطاق السيطرة في عدم خضوعها لتوجيهات المجلس الرئاسي والحكومة الشرعية المدعومة من قبل الإقليم والمجتمع الدولي ؟ وهل سيطول صمت المجلس الرئاسي وحكومته عن الأوضاع الأمنية والعسكرية وأعمال النهب والسلب والاعتداءات والجبايات وفساد الأجهزة النيابية والقضائية والمحلية في مدينة تعز اليمنية ؟ وما سر هذا الصمت المطبق الذي نستشف منه علامات الرضى والسرور لدى رئيس مجلس القيادة الرئاسي ؟
وسؤال آخر موجهه لمحافظ تعز الذي يبدو أنه أشبه بـ " الكوز المركوز " الذي لم يأبه لما يحدث في المحافظة من طغيان لجماعة الإخوان التي عاثت فسادا وإفسادا بكل مقومات الحياة المعيشية والاقتصادية والخدماتية والاجتماعية المتعلقة بالمواطنين ؟ أم أنه حلقة من سلسلة جماعات الإخوان لسكوته هو الآحر عما يحدث من أعمال وجرائم وحشية ، ومنها الجريمة البشعة التي تعرض لها المغترب انور منصور عبده في سجن عصيفرة بتعز ؟