- شركة صافر تدعم توسعة مركز الغسيل الكلوي في مأرب لتخفيف معاناة المرضى
- الرئيس الزُبيدي يبحث مع سفير جيبوتي سُبل تنسيق المواقف المشتركة لتأمين خطوط الملاحة الدولية
- انطلاق مهرجان سقطرى الرياضي الأول لتعزيز الأنشطة الشبابية
- عرض قبلي مهيب في احتفاء بيوم حضرموت الوطني وذكرى الهبة الحضرمية 20 ديسمبر
- مقتل شقيقين على يد مدير مدير مدرسة بمحافظة إب
- الرئيس الزُبيدي يعزي في وفاة المناضل الأكتوبري القاضي محمد صالح العشري
- فريق التواصل وتعزيز الوعي السياسي بالمجلس الانتقالي يعقد لقاءً موسعًا في مديرية السوم
- إسرائيل: إصابة 14 شخصا بعد سقوط صاروخ أطلق الحوثيين من اليمن
- تدشين توزيع (36) محركًا بحريًا للصيادين في المهرة
- خبير أرصاد يتوقع انحسار موجة البرد الشديدة على اليمن
بقلم : محمد الكازمي
في السادس من ديسمبر قبل تسع سنوات، فقد الجنوب أحد أبرز أبطاله وقادته "اللواء الشهيد جعفر محمد سعد" الذي رحل عن الحياة بجريمة غادرة نفذتها أيادي الإرهاب، هذا البطل الذي سطر اسمه بحروف من نور في تاريخ النضال الجنوبي، أحد أبرز قادة معركة السهم الذهبي، التي كانت نقطة تحول في استعادة مديريات العاصمة عدن من براثن مليشيا الحوثي عام 2015.
كان اللواء جعفر محمد سعد رجلاً صلبًا، جسّد معنى التضحية من أجل الوطن، اختار العودة إلى تراب الجنوب الذي أحبه رغم الظروف الصعبة، تاركًا خلفه حياة مستقرة في الخارج، ليكون في الصفوف الأمامية دفاعًا عن قضيته العادلة، ومواقفه الوطنية المشرفة جعلت منه هدفًا للقوى المعادية التي أرادت إسكات صوته وكسر إرادته.
قبول اللواء جعفر منصب محافظ العاصمة عدن لم يكن قراراً عادياً، بل كان موقفاً يعكس شجاعة نادرة وحساً عالياً بالمسؤولية الوطنية، وأدرك جعفر منذ اللحظة الأولى أن توليه هذا المنصب يعني الدخول في مواجهة مباشرة مع قوى الظلام التي لا تعرف سوى لغة العنف والإرهاب، ورغم المخاطر التي أحاطت به من كل جانب، لم يتردد في التصدي لهذه المهمة الشاقة، معتمداً على إيمانه الراسخ بعدالة القضية الجنوبية وحق الشعب باستعادة دولته.
لقد كان اللواء جعفر واعياً تماماً بأن عدن في تلك المرحلة كانت أشبه بغابة مليئة بضباع الإرهاب الجائعة، تسعى لتمزيق النسيج الاجتماعي وزرع الفوضى والدمار، ومع ذلك، لم يسمح لهذه التحديات أن تثنيه عن المضي قدماً، وقبوله لهذا المنصب جاء انطلاقاً من شعوره بالواجب الوطني وإيمانه بأن الأوطان تبنى بالتضحيات والعمل الجاد، وليس بالخوف أو الانسحاب أمام المخاطر.
وتحمل جعفر المسؤولية في وقت كانت فيه عدن تعيش وضعاً مأساوياً، حيث الفوضى والإرهاب يهددان حياة الناس يومياً، ولم يكن قراره بالموافقة على تولي المنصب سعياً وراء منصب أو جاه، بل كان إصراراً على تقديم نموذج للقائد الذي يضع مصلحة وطنه فوق كل اعتبار، حتى لو كان ذلك على حساب حياته.
استشهاد اللواء جعفر محمد سعد كان نقطة تحول مفصلية في وعي الشعب الجنوبي، حيث ترك استشهاده أثراً بالغاً في النفوس وحفز أبناء الجنوب على التمسك بأهدافهم الوطنية ومبادئهم السامية، وإرثه الوطني ومآثره البطولية لم تكن مجرد ذكريات عابرة، بل أصبحت مصدر إلهام للأجيال القادمة ودافعاً قوياً لاستكمال مسيرة النضال.
سيبقى اللواء الشهيد جعفر محمد سعد رمزاً خالداً في ذاكرة الجنوب، شاهداً على قوة إرادة أبناء هذا الوطن، ودليلاً على أن الأبطال لا يموتون، بل تخلّدهم أعمالهم.