آخر تحديث :الخميس 21 نوفمبر 2024 - الساعة:14:25:22
إسرائيل توسع توغلها جنوب لبنان.. والهدف "خنق الصواريخ"
(الأمناء /متابعات)


حالة من الكر والفر تشهدها بعض البلدات الحدودية في الجنوب اللبناني، حيث يتوغل الجيش الإسرائيلي في عدد من القرى ثم يتراجع قليلا، ويوجه ضربات لمواقع تابعة لحزب الله.

كما يفجر العشرات من المنازل في البلدات على الحدود بما يشي إلى نيّته إنشاء منطقة عازلة خالية من السكان، وهي استراتيجية سبق أن طبّقها بالفعل على طول حدودها مع غزة.


دمار 36 قرية حدودية
فقد أظهرت صور الأقمار الاصطناعية اتّساع نطاق الدمار عبر ما يقارب 36 بلدة لبنانية.

في وقت بينت فيديوهات عدة نشرها الجيش الإسرائيلي تفجير أنفاق للحزب ومصادرة كميات من الذخيرة.

 

توغّل بعمق 5 كيلومترات
وفي قراءة لخريطة التوغّل البري الإسرائيلي وأهدافه، أوضح مصدر أمني لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت": "أن الجيش الإسرائيلي نفّذ عمليات برّية بعمق يتراوح بين 1 و5 كيلومترات جنوب نهر الليطاني".

كما أشار إلى "أن الهدف من عمليات التوغّل هذه الوصول إلى مسافة بين 5 و7 كيلومترات (تحديداً قرب مناطق مثل حاريص حناويه وصديقين) وذلك لمنع عمليات إطلاق الصواريخ من قواعد متحرّكة بعدما تم القضاء على القواعد الثابتة".

وتفصل بين القرى التي تبعد بين 7 و10 كيلومترات عن الحدود، والقرى المتاخمة للحدود عوائق طبيعية، مثل وادي الحجير الذي يقسم المنطقة الممتدة من القطاع الشرقي إلى الأوسط إلى قسمين.

تفجير الأنفاق ومصادرة الأسلحة
إلى ذلك، قال المصدر الأمني "إن الهدف من العمليات الإسرائيلية البرّية كما يظهر، تفجير الأنفاق ومصادرة الأسلحة التابعة لحزب الله، وبالتالي القضاء على أي تواجد لمسلّحي الحزب، وعندما يُنجز ذلك في أي منطقة حدودية، ينسحب منها الجنود".

في الوقت عينه، لم يستبعد المصدر "أن يكون الهدف من العمليات البرية التمهيد لاجتياح بري واسع في قت لاحق".


لكنه رأى أن "هذا الأمر يبقى مستبعداً، لأن كلفته ستكون عالية جداً على الجيش الإسرائيلي".

أما عن استمرار انطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني، فلفت إلى أن عددها تراجع نسبياً، موضحا أنها باتت تُطلق من قواعد متحركة (افراد، مركبات) وليس من قواعد ثابتة كما كان يحصل سابقاً (في إشارة الى تدمير لقواعد الصواريخ الثابتة في الجنوب).

تهجير السكان
وفي السياق، اعتبر الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد الركن المتقاعد جان جبّور "أن الأهداف العسكرية لإسرائيل في الجنوب تتلخّص بأمرين: تهجير السكان لمسافة 3 و5 كلم عن الحدود، وأن تكون منطقة عازلة تماماً كالسيناريو الذي اعتمدته في غزة، لذلك يعمد الجيش الإسرائيلي إلى تفجير القرى اللبنانية الحدودية ليمنع عودة سكانها إليها".

كما أشار إلى "أن الجيش الإسرائيلي احتلّ حوالي 66 كيلومتراً مربّعاً من الأراضي اللبنانية، وهي أراض متاخمة للحدود بدءاً من اللبونة غرباً إلى الظهيرة ويارين وعيتا الشعب ويارون في الوسط إلى محيبيب وميس الجبل وحولا والعديسة وكفركلا شرقاً، وحاول أخيراً التقدّم إلى الخيام، لكنه توقف عند حافتها الجنوبية".


ضرب طرق تموين حزب الله
إلى ذلك، أوضح "أن إسرائيل تعمل وفق ثلاثة مسارات: اغتيال قيادات حزب الله، تدمير مخازن الذخيرة وضرب طرق التموين، منفذة عملياتها هذه اعتباراً من إيران عبر العراق وفي سوريا ولبنان".

ولم يستبعد "أن تغزو الجنوب بعدة فرق (كما استخدمت أربع فرق في غزة، حيث تتطلب التضاريس الكثيفة قوة بشرية واسعة النطاق)، لإجبار مقاتلي حزب الله على الانتقال إلى الجانب الآخر من نهر الليطاني".

وأضاف قائلا "إذا نجحت في إزالة قوات حزب الله، فستراقب المنطقة وتنفذ ضربات مكثفة إذا لزم الأمر لمنع أي عودة للحزب".

عمليات إنزال بحري
كما لم يستبعد "أن تلجأ القوات البحرية الإسرائيلية إلى إجراء عمليات كبرى داخل وخارج الساحل اللبناني، وتنفيذ عمليات إنزال برمائية في الجنوب بالمستقبل القريب، دعماً للهجوم البري المحتمل". وأشار إلى "أن الجيش الإسرائيلي وبعد أكثر من من شهر على بدء العملية العسكرية جنوب لبنان، لم يزجّ بقواته المدرّعة، بل استخدم قوات المشاة ووحداته المجوقلة والمغاوير".

عزل جنوب الليطاني
وتابع موضحا أن "فرقه المنتشرة مقابل لبنان تتألف من 4 ألوية دبابات بما يعادل 600 دبابة، نصفهم في القطاع الغربي باتجاه مدينة صور. وقد تقوم إسرائيل بالتقدم إلى حدود نهر الليطاني باستعمال الفرق المتواجدة حالياً مع دفع فرق مدرعة أخرى تؤلفها من الاحتياط بين مدينتي صور وصيدا دعماً لعملية الغزو مع عدة إنزالات بواسطة القوات المجوقلة خلف الخطوط الدفاعية للحزب، وذلك بغية الوصول إلى مقطع حاصبيا- كوكبا ومرجعيون- دير ميماس شرقاً والوصول إلى القاسمية غرباً لعزل جنوب الليطاني عن لبنان".

يأتي هذا فيما تتواصل المواجهات العسكرية على أكثر من محور جنوب لبنان بالتزامن مع استمرار الجيش الإسرائيلي بسياسة تفخيخ المنازل في القرى الحدودية.

بينما فاق عدد قتلى الحرب الـ 3000، وتخطّى عدد الجرحى الثلاثة عشرة ألفاً، من دون أن تلوح في الأفق الدبلوماسي أي بوادر حلّ لوقف إطلاق النار.



شارك برأيك