- برعاية المحرّمي وتمويل إماراتي.. إنجاز مشروع إنارة شوارع لودر بالطاقة الشمسية
- في بيانٍ لها .. جامعة عدن تدين ماتعرضت له السلطة المحلية بمديرية البريقة والاعتداء على أراضي الحرم الجامعي
- بحضور مدير عام المديرية .. تنفيذية انتقالي حالمين تعقد اجتماعها الدوري لشهر نوفمبر
- وزير النقل يوقع إتفاقية تنظيم نقل البضائع على الطرق البرية بين الدول العربية
- الرئيس الزُبيدي يستقبل السفير الإسباني لدى بلادنا
- رئاسة الانتقالي تناقش مهام فرق النزول الميداني للتوعية السياسية
- الرئيس الزُبيدي : لا سلام في المنطقة في ظل استمرار الإرهاب الحوثي برًّا وبحرًا
- أبين.. شهيدان ومصاب في هجومين إرهابيين شرق مودية
- حملة إعلامية تناهض تطييف الحــوثي للتعليم
- اسعار المواشي المحلية في العاصمة عدن اليوم الخميس
"لحج وأبين، توأمان في سوء الإدارة والفساد والمعاناة، وكأن القدر قرر أن يُوقّع بينهما عقدًا أبديًا للفشل.
كلاهما يغرق في مشهد مأساوي مشترك، وكأن الألم قد أصبح جزءًا لا يتجزأ من هويتهما. لحج، التي كانت تُغذي الجميع بخيراتها، أصبحت اليوم مسرحًا مفتوحًا للطامعين، حيث الفساد وسوء الإدارة يلتهمان كل شبر منهما، بلا رادع أو ضمير.
عندما تزور لحج اليوم، قد تشعر وكأنك تدخل في رحلة استكشافية إلى مجاهل لم تُكتشف بعد.
الحفر تملأ الطرقات، والنظافة مفهوم نادر، والخدمات تكاد تكون خيالًا.
أما الأسواق البدائية، فهي تُعيدك إلى عصور ما قبل الحداثة، وكأن الوقت قد توقف هنا.
كانت لحج يومًا رمزًا للزراعة والعطاء، ولكن أراضيها الزراعية استبدلت اليوم بكتل إسمنتية قبيحة، والفضل يعود للأيدي العابثة التي لا تعرف الرحمة.
والطامة الكبرى أن مدير الأراضي في لحج، المسؤول عن توزيع الأراضي، ليس حتى من أبناء المحافظة! نعم، إنه شخص من خارجها، يُعبث بالأراضي وكأنها ملكية خاصة به ولتكتمل الصورة، يصرف الأراضي بأزدواجية لأكثر من شخص، مما أدى إلى اقتتال أهلي ومع ذلك، ما زال في منصبه وكأنه محمي من أي مساءلة.
ومن سخرية القدر أن النخب القيادية في لحج، تلك التي أخرجت القادة الذين حكموا الجنوب، والثوار، والمثقفين، والأكاديميين، تقف متفرجة أمام هذا المشهد.
النخب العاجزة عن انتشال محافظتها من مستنقع الفساد، تقف وكأنها جزء من هذا المسرح العبثي ..الإعلاميون يتصرفون وكأنهم في إجازة دائمة في كازبلانكا، متجاهلين ما يحدث في محافظتهم.
لنكن صريحين: من المسؤول عن هذا؟
من الذي فتح الباب واسعًا للفاسدين ليعبثوا بأراضي لحج ومقدراتها؟ كيف يمكن أن ينبعث الأمل، والنخب تكتفي بالصمت؟ والأرض تُسرق أمام أعينهم؟
حقًا، إنه لأمر محزن عندما تتحول سلة غذاء الجنوب إلى رمز للفساد والمحسوبية.
ما يحدث في لحج ليس مجرد مشكلة محلية، بل هو انعكاس لواقع أكبر.
فهل ستنهض لحج من جديد؟ أم ستبقى غارقة في مستنقع الفساد إلى الأبد؟
والحلول جدا ممكنة وسهله وعلى سبيل المثال:
1. إعادة هيكلة الإدارة المحلية: يجب البدء فورًا بإعادة هيكلة السلطة المحلية، بحيث يتم اختيار كوادر نزيهة وفعالة من أبناء لحج .
يجب أن يكون مدير الأراضي من أبناء المحافظة، يفهم تاريخها ويعمل على مصلحتها.
2. إطلاق برامج للشفافية والمساءلة: الفساد لا يمكن مكافحته دون شفافية. يجب تطبيق برامج صارمة للمساءلة، تشمل الكشف العلني عن العقود والمشاريع المتعلقة بالأراضي.
يجب أن تكون كل القرارات مفتوحة للمجتمع لمراقبتها.
3. تمكين النخب المحلية: يجب على النخب الثقافية والأكاديمية والإعلامية لعب دور أكبر في توعية المجتمع وتحفيزه نحو الإصلاح.
دور النخب يجب أن يتجاوز التفرج ويصل إلى المبادرة.
4. إعادة تأهيل البنية التحتية: لا يمكن تجاهل الأولويات الأساسية.
إعادة تأهيل الشوارع، وتحسين مستوى النظافة، وتقديم خدمات حقيقية للسكان ليست رفاهية، بل هي حقوق أساسية يجب توفيرها فورًا.
5. دعم المشاريع الزراعية: يجب العمل على إعادة الأراضي الزراعية المسلوبة وتوجيهها نحو مشاريع زراعية مستدامة تعيد لحج إلى مكانتها كمنطقة زراعية رئيسية.
كل هذه الحلول ممكنة وسهلة التنفيذ إذا وُجدت الإرادة بين أبناء لحج أنفسهم. فلا أحد سيُخرجهم من هذا المستنقع سوى أنفسهم.
(عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي)