آخر تحديث :الاحد 22 ديسمبر 2024 - الساعة:16:17:52
تقرير خاص : انتشار ظاهرة السرقة في لحج تهدد المجتمع المحلي فمن يقف خلفها وكيف يمكن الحد منها والقضاء عليها ؟
(الأمناء / تقـرير/ عبدالقوي العـزيبي:)

مصدر أمني لـ "الأمناء": معظم قضايا السرقة يرتكبها نازحون بلحج

مواطنون : نتفاءل بعهد العميد الشوحطي للقضاء على ظاهرة السرقة

أين دور وسائل الإعلام وأئمة المساجد وإدارات المدارس والأندية والمنتديات في التوعية بمخاطر السرقة ؟

 

 

تعـد السرقـة فعل إجـرامي يعاقب عليه القانون وهي من الكبائر ومحرمة شرعاً وديناً لقول الله عز وجل ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ،المائدة:38 ) ، وللأسف فقد انتشرت ظاهرة السرقة في المجتمع ؛ وخصوصاً عقب حرب 2015 نتيجة نزوح الأسر النازحة من مناطق الصراع المسلح بالمحافظات الشمالية واستيطانها في معظم مناطق المحافظات الجنوبية، وبروز فئة من الشباب تمتهن السرقة باحترافية مذهلة لم يشهدها المجتمع الجنوبي من قبل ، وتحّول هؤلاء اللصوص إلى خطر يهدد المجتمع فلا يمر يوم إلّا ونقرأ عن واقعة سرقة، ربما لوجود تراخي أمني وقضائي في تنفيذ أحكام الله بحق السارق ، وقد ورد في الحديث ( لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده )، ولوحظ قد يسرق الفقير فتقوم علية الحجة والعقاب بالحبس بينما قد يسرق المسؤول فلا عقاب أو حساب ، بل يحصل على ترقية بمنصب كبير، ومن هنا نجد تفشي ظاهرة السرقة لعدم وجود عدالة اجتماعية في تنفيذ أحكام الله وبقوة القانون بحق كل سارق دون أي استثناء، حيث نجد في الديانة اليهودية أن السرقة عند اليهود تعتبر من الجرائم التي يعاقب مرتكبوها عقاباً صارماً.

 

سرقة الإعلامية والعاقل:

 

مما شد انتباهي التطرق إلى هذه الظاهرة واقعة سرقة منزل الإعلامية مريم بارحمة في العاصمة عدن بتعرضها لسرقة أموالها ومصوغاتها الذهبية والفضية ومقتنيات مختلفة ، وأيضاً سرقة منزل أحد الوجهاء في مديرية تبن بلحج بقيام اللصوص بينما كان العاقل وأسرته في زيارة للأهل في عدن فانتهــــز اللصوص الفرصة وقاموا بسرقة المنظومة الشمسية من منزل العاقل كاملاً مع سرقة مكيفات وماكينة سيارة حجم 8 بستون ومستلزمات أخرى، ولا يزال البحث مستمراً عن هؤلاء اللصوص.

 

دعوة نقيب النقابة:

 

وعطفاً على سرقة منزل الإعلامية مريم بارحمة أصدرت نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين بيانا تضامنياً معها إثر بلاغ تلقته عن واقعة السرقة وطالبت النقابة من خلاله الأجهزة الأمنية والنيابة العامة بسرعة فتح تحقيق جنائي مع المتهمين المشتبه بهم حسب البلاغ، والقبض عليهم قهرياً، وفقا للتشريعات والقوانين المتبعة في مثل هذه الحالات واستعادة المنهوبات التي تمت سرقتها من منزل بـارحمة ومتابعة سير القضية وتقديم العون القانوني، والكشف عن دوافع الجريمة الحقيقية باستهداف واحدة من حرائر الجنوب والصحفيات والمدافعات عن قضية الشعب في الجنوب.

 

سرقات ومجهولون:

 

ومن جانب آخر فقد انتشرت ظاهرة السرقة بلحج ، وتحديداً في مديرية تبن المحاصرة بالعديد من مخيمات النازحين ، حيث تعرضت خطوط الكهرباء للعديد من السرقات، وأيضاً بعض المرافق الحكومية كالمدارس والوحدات الصحية تعرضت هي الأخرى للسرقة ، بالاضافة إلى سرقة منازل عدد كبير من المواطنين ومحلات " هناجر " الدواجن، وللأسف نجد أن معظم هذه السرقات تقيد ضد مجهولين! وإذ نحن هنا لا نوجه الاتهامات إلى أفراد من النازحين أو من أبناء المجتمع المحلي، وكما هو معروف أن المتهم بري حتى تثبت إدانته قضائياً أو أمنياً.

 

السرقة وراثيا :

 

ويرى إخصائي اجتماعي بأحد مناطق لحج التي تحدث فيها السرقة  أن " السرقة تؤثر على السارق بنفسه فهو يعرض نفسه للإحراج حال اكتشافه مع أسرته والمجتمع المحيط به بما ارتكبه من جرم وفعل مشين يفقده الاحترام مع ذاته ومع مجتمعه". وأضاف الإخصائي " نجد جزءًا من فئة الشباب قد  اتجهوا نحو ظاهرة السرقة لعدة اسباب منها عدم وجود التوظيف وافتقار بعض الأسر إلى الوازع الديني وانحطاط الأخلاق، وكذا الحاجة إلى المال لتعاطي القات والتدخين والمخدرات، والانتقام الشخصي، وتقليد الفاسدين بالمرافق الحكومية التي تعبث بالمال العام دون حسيب أو رقيب ، كما ان السرقة ترتبط بجينات وراثية عند بعض الأسر، فبعض اللصوص لا يستطيع الشعور بالراحة أو الاستقرار حتى يمارس السرقة ولو في منزل أسرته .. والسرقة بصورة عامة ظاهرة سيئة وتعد من الكبائر وفرض الإسلام حكماً قاسياً بقطع يد السارق لشدة خطورة هذه الظاهرة على المجتمع ككل .

 

مناشدة عاجلة :

 

عاقل قرية الحُبّيل العليا في تبن لحج العاقل بدر عبد صالح، تحدث للأمناء عن السرقات في القرية وقال : " نحب إيصال رسالة لمدير عام شرطة المحافظة العميد ناصر الشوحطي عبر " الأمناء " حول تفشي ظواهر السرقة في قرية الحُبّيل والمناطق المجاور لها حتى منطقة الصافية، بسرقة المزارعين وهناجر الدجاج وقيام اللصوص بسرقة المدارس والوحدات الصحية ومنازل المواطنين ، وا٦ضاف للأسف هذه الظاهرة الخبيثة لا تزال مستمرة في القرية ولهذا نطالب مدير الأمن بدعمنا من أجل في القبض على اللصوص وتقديمهم للعدالة.

 

نازح وسارق:

 

مصدر أمني في أمن تبن أكد لـ " الأمناء " أن أكثر السرقات تحصل من النازحين من مناطق المديرية في المحوى والبيطرة ، وتشكل نسبة ضبط قضايا السرقة تقريباً 90% ، وأما نسبة القضايا الأخرى قليلة وأكثر السرقات هي سرقة الأسلاك الكهربائية والتلفونات والحديد ومعظم السرق من النازحين، ومن جانب آخر تمكنت شرطة الرباط من إلقاء القبض على عصابة مكونة من 3 أشخاص متخصصين في سرقة ألواح الطاقة الشمسية قاموا بسرقة ثلاثة ألواح في منطقة الرباط.

 

السرقة والطفولة:

 

ويرى المواطن ابو دعوة أمي بن محمد، أن السرقة قد تظهر عند الشخص منذُ طفولته وراثياً أو بسبب الفقر وقد تتلاشى مع مرور السنوات أو قد تنمو بشكل أكبر ، وأضاف " للأسف نجد كل من الأسرة والمدرسة والمجتمع تكون عوامل مساعدة في نمو هذه الظاهرة لعدم وجود رقابة ومحاسبة من الأسرة لأبنائها في حال ارتكاب السرقة، كما أن المدرسة لا تقوم برسالتها في خلق إنسان ذو أخلاق حميدة وفي بعض المدارس تجد دور الإخصائي الاجتماعي سلبياً في توعية الأطفال بمخاطر السرقة وانها محرمة شرعاً ومن الكبائر وعواقبها قطع اليد، فتجد أطفال يمتهنون السرقة بسرقة مستلزمات زملائهم وتنمو معهم هذه السلوكيات وتترسخ بعقولهم وممارستها باحترافية بسن الشباب في ظل التراخي الأمني، كما أن المجتمع له دور سلبي في مكافحة السرقة فالبعض يعرف بعض اللصوص وغير قادر بالإبلاغ عنهم تخوفاً منهم كون معظمهم تجدهم بلاطجة ولا يخافون الله ، وربما يرتكبون جريمة القتل بحق من يقف ضدهم ويهربون من العدالة.

وأخيراً :

من خلال هذا التقرير نأمل من جهات الاختصاص عقد دورات توعوية عن مخاطر السرقة وعقوبة الشريعة الإسلامية لمن يسرق ، كما استبشر عدد من المواطنين بعودة ثقتهم بالأمن منذ تولي العميد ناصر الشوحطي منصبه كمدير عام لشرطة محافظة لحج ، والذي التقى مؤخراً بمشائخ ووجهاء مديريتي الحوطة وتبن ومنحهم صلاحيات واسعة في إسناد المؤسسات الأمنية على اعتبارهم نواة الأمن والأمان في المجتمع وإذ يتفائل عامة الناس بالاستقرار الأمني داخل المحافظة بالقضاء على مختلف المظاهر السلبية التي تعكر صفو المجتمع بلحج.




شارك برأيك