آخر تحديث :الخميس 21 نوفمبر 2024 - الساعة:18:11:39
صحيفة بريطانية : إخوان اليمن ينخرطون في صراع النفوذ في المهرة بهدف انتزاع المحافظة من يد المجلس الانتقالي
(الامناء نت/العرب:)

يرفض المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل لمشروع استعادة دولة الجنوب المستقلّة التسليم بخروج محافظة المهرة الواقعة بأقصى شرق اليمن من دائرة نفوذه، وذلك على الرغم من رسوخ نفوذ سلطنة عمان في المحافظة عن طرق حلفاء محليين تجمعهم روابط وثيقة مع السلطنة ويظهرون معارضة شرسة للمجلس ومشروعه.

ويراهن المجلس على تحريك الشارع المهري للتعبير عن تمسكه بالمحافظة باعتبارها جزءا لا تنازل عنه من الدولة المستقبلية، وذلك في استعادة للسيناريو الذي اعتمده في محافظة حضرموت المجاورة حيث قام بمناسبة ثورة أكتوبر بتنظيم تظاهرة شعبية في مدينة سيئون مركز منطقة الوادي أطلق عليها تسمية مليونية الهوية.

وشهدت مدينة الغيضة مركز محافظة المهرة نهاية الأسبوع تنظيم تظاهرة شعبية لأنصار الانتقالي شارك فيها عدد من قيادات المجلس في المحافظة ورفعت خلالها رايات دولة الجنوب وشعارات مطالبة باستعادة استقلال تلك الدولة.

وتعلم قيادات الانتقالي صعوبة مهمّة بسط النفوذ على كامل أجزاء المهرة بسبب رسوخ نفوذ عمان وحلفائها المحليين هناك لكنّها تحرص على عدم التنازل عن الهوية الجنوبية للمحافظة والتعبير عن إصرار المجلس على عدم التنازل عن هدف ضمها إلى الدولة المستقبلية.

وكان اندلاع الصراع في اليمن بعد سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد قد أخرج إلى العلن صراعا شرسا متعدّد الأطراف على النفوذ في المهرة الواقعة على حدود سلطنة عمان والمنفتحة على بحر العرب.

ودارت حلقات من الصراع بشكل غير مباشر بين السلطنة والمملكة العربية السعودية التي رغبت في استخدام السلطة اليمنية المعترف بها دوليا والقوات التابعة لها كجسر لبسط السيطرة على المحافظة، لكنّ عُمان أظهرت قدرا كبيرا من القوة في الدفاع على نفوذها التاريخي في المحافظة عبر التعويل على حلفاء محليين مدعومين سياسيا وماديا من قبلها حتّى أنّها لم تتردّد في منح بعض كبار قياداتهم جنسيتها.


وعلى غرار التنافس الدائر في حضرموت المجاورة انخرط الإخوان المسلمون ممثلين بحزب التجمّع اليمني للإصلاح في صراع النفوذ في المهرة. ولم يَبْدُ هؤلاء مهتمين بالسيطرة على أجزاء من المحافظة كما هي الحال في حضرموت وتعز ومأرب بقدر اهتمامهم بانتزاع المحافظة من يد المجلس الانتقالي ومنعه من ضمها إلى دولته المنشوده في حال قيامها بالفعل.

وعلى هذه الخلفية بادرت قيادات إخوانية في وقت سابق إلى محاولة إحياء فكرة تقسيم اليمن إلى أقاليم، وطالبت بتأسيس ما أطلقت عليه تسمية الإقليم الشرقي ليضم كلاّ من محافظتي المهرة وسقطرى وكلتاهما في منظور الانتقالي الجنوبي جزء لا يتجزّأ من دولة الجنوب.

ولا يزال المجلس يحظى بقدر من الشعبية في المهرة كما في حضرموت يحاول استخدامها في الحفاظ على موقعه في المحافظتين وانتظار ما يمكن أن تؤول إليه التطورات في اليمن والمنطقة ككلّ.

وعلّق رئيس انتقالي المهرة مجاهد بن عفرار على تظاهرة الغيضة بالقول إنّ المحافظة تُعتبر جزءا أصيلا من الجنوب وأنها ستكون “الصخرة الجنوبية الصلبة التي ستتحطم عليها كل المؤامرات”.

وقال بالمناسبة “تحتشد المهرة اليوم رافعة رايات الجنوب وصادحة بهواها وهويتها الجنوبية الأصيلة مؤكدة على موقفها الثابت مع المشروع الوطني الجنوبي”.

وينظر المجلس إلى حضور قوات الشرعية في حضرموت والمهرة باعتباره “احتلالا شماليا” للمحافظتين معتبرا أنّ تبعية تلك القوات للسلطة المعترف بها دوليا صورية إلى أبعد حدّ وأنّ التبعية الفعلية لها هي للإخوان المسلمين الذين هجروا مناطقهم في شمال اليمن وبدلا من استعادتها من الحوثيين اتجهوا نحو مناطق الجنوب لاحتلالها.

وشدّد بن عفرار على ضرورة “رفض بقاء القوات الوافدة من المناطق الحوثية في المهرة”، داعيا إلى “بناء قوة من أبناء المحافظة لتولي تأمينها والدفاع عنها”.

وقال خالد الشميري الباحث السياسي إنّ “من يعتقد أن هويّة المهرة قابلة للمساومة لا يفهم شيئا عن الجنوب وأبنائه”. وأضاف في تعليق عبر منصة إكس “الانتقالي يدرك تماما أن ما يحاك في الظل ليس إلا محاولة بائسة لخلط الأوراق، لكن الجنوب أكبر من أن يُباع”.

وعلى الطرف المقابل شنّت منابر إعلامية مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن حملة مضادّة لتظاهرة المجلس الانتقالي في الغيضة ووصفتها بالفاشلة جماهيريا وتنظيميا.

وتناقلت تلك المنابر ما قالت إنّه خبر استقالة جماعية لقيادات وعناصر تابعة للمجلس بمديريتي سيحوت والمسيلة بالمهرة وانضمامهم  إلى لجنة الاعتصام السلمي لأبناء المهرة المدعوم عمانيا بعد فشل التظاهرة وتقصير الانتقالي في تأطيرها والاعتناء بمنظميها.



شارك برأيك