بعد الحمد لله فقد غادرت عدن الى
 القاهرة للفحوصات الضرورية يوم ١٣ اكتوبر الحالي بينما كنت مازال في وعكة صحية فيروسية
قبيل السفر فبمجرد الوصول لمصر الكنانة شعرت بالتغيير الذهني والصحي والبدني..

 فقلت في نفسي بل وقال لي بعض الأصدقاء أن شعورك هذا يعبر عن حالة المعاناة التي تجتاح بلادنا وكوادرنا الطاردة لكل عقل وفكر خالي من الفساد وكيف حرم الأغلبية معاني السعادة والهدوء والسكينة التي يجدها من يسافرون حتى لو كان للعلاج ويسعدون بها بمجرد خروجهم من وطنهم.

فهل باتت بلادنا إلى هذه الدرجة هاضمة ومتعبة ؟
 أم أن من تولوا أمرها معظمهم قد كانوا السبب في هذه المعاناة للمواطن والوطن ولم يستطيعوا رسم صور إيجابية تغيّر من واقع الناس لحياة كريمة قائمة على السكينة وراحة البال والنظام والنظافة وتوفر الخدمات الضرورية ومايحتاجه الناس في حياتهم اليومية.؟

الجواب متروك للبقية لكنني أقولها أن الفشل علامة
للحكومات المتتالية وأن تنوعت مسمياتها وشخوصها الّا مارحم ربي منهم ممن كانوا عند مستوى المسؤولية.

2

لقد تدمرت بلادنا بسبب طول الصراعات وغياب الدولة وسنستمر في الضياع
 طالما نعيش على الشعارات والخطابات والوعود والتسابق على المنصات  واعتقاد أكثر من بيدهم القرار أنهم مجرد صور وديكور ليس بيدهم قرار ينتظرون الحل من خارجهم ليبني لهم دولة
ونظام وتحقيق عيش كريم لشعب طالت معاناته.

 وطالما أصرة نخبةالنظام والأحزاب على حلول فشلت قبيل حرب ٢٠١٥م وسلموا صنعاء بكل مفاصلها لجماعات مسلحة ومحور إيران ويبحثون على دولة سنيّة عربية  من تلال عدن وربوع حضرموت.

  أو طالما بالمقابل ظل الجنوب ينشد دولة نظام عبر المهرجانات التي لن تبني دولة ولاتحقق حياة الرخاء فلو كانت للمهرجانات فعل
ساحر في بناء الدول لبنتها توكل كرمان ومن معها في ربيع ٢٠١١ حينما وظفت شباب الثورة لاسقاط صالح بسبب فشل نظامه ولكن تلك المهرجانات تم اخطتافها من قوى أعادة اليمن لقرن للوراء.

3

أمام ذلك نحيي كل بارقة أمل نسمعها تلامس البناء والنظام ولعل خير شاهد على أمكانية وجود حلول وتطوير.

ماسمعنا عن بعض القرارات
التي اتخذها عضو مجلس القيادة الرئاسي الشيخ عبدالرحمن بن صالح المحرّمي أبوزرعة الذي وجه
بوقف الجبايات أو وقف تنفيذ الأحكام  قبل استكمال الإجراءات القانونية أوازالة أي سجون في النقاط العسكرية أوإعادة تفعيل
العمل المؤسسي من عدن والغاء المجلس الاعلى الاقتصادي من الخارج وغيرها كمنوذج
لشخص يعمل ولايتكلم.

لانقلل من امكانية البقية ولكننا نرى لو عملوا بصدق لتحقق الكثير للجنوب واليمن في هذه المرحلة حتى تتضح معالم حل قضية شعب الجنوب والأزمة في اليمن بدلاَ من العمل التنظيري
أو التسابق على الصور.

4

في هذه الأيام عاد الرئيس السابق حيدر أبوبكر العطاس وبدلاَ  من الترحيب بعودة قادة الجنوب لاسيما وقد ترك عدن منذُ حرب ٩٤م فقد وجدنا عقلية الإلغاء للآخر هي المنتصر ثم نجد البعض لايتوقف عن المطالبة بإن ينتهج الجنوب خطاباً عقلانيا تجاه من يختلف معهم. !
هذا أن وجد خلاف
مع العطاس مع أنني أعتقد أنه لايوجد خلاف بل ربما تباين في الرؤية فهو أحد مهندسي مؤتمر القاهرة الجنوبي الذي أقر تقرير المصير لشعب الجنوب والفدرالية المزمّنة من أقليمين وماتزال تلك الرؤية قابلة للحل وفق معطيات الصراع القائم.

بالمقابل نتمنى أن نرى عودة الرئيس السابق علي سالم البيض والرئيس السابق علي ناصر محمد الى عدن بصحبة سيادة القائد اللواء  عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بل
 وبقية القادة فيكفي الجميع تشتت وخلافات بينينة
لم ينتفع منها الشعب.

5

فجعنا برحيل مبكر للمناضل الأعلامي  الناقد السياسي
صالح الناخبي الله يرحمه فكم في بلادنا من كوادر يعانون وقدموا للوطن التضحيات ومع ذلك لايتذكرونهم في حياتهم ولو بكلمة طيبة وعند رحيلهم نتذكر سجاياهم وخصالهم الوطنية.. الله يرحمه ويسكنه الجنة وهذه هي الحياة لامعنى لها الّا بإن يعمل المرء بتوفيق وسداد بين
حياته الدنيا وخدمة وطنه
وبين العمل الصالح عند ربه ليعيش سعيدًا في الآخرة وأن ظلموه في الدنيا الفانية.. 
واحسنوا ذكر محاسن مواتكم

وإنا بعون الله لمنتصرون
تلك كلمات الناخبي كان يختتم بها نهاية ماكان يكتبه في برنامج المشهد الجنوبي بصحبة المذيع وليد باكداده.

أبوخالد
علي بن شنظور
القاهرة ١٧ اكتوبر ٢٠٢٤م